بأقلام الكُتّابمقالات وآراء

لعبة “الطلاق” وأشباه الرجال..

الدكـتـور/ محمـد المـعـمـوري

كاتـب وباحـث عـراقـي

 

لعبة “الطلاق” وأشباه الرجال..

 

لم يكن الطلاق يوما في مجتمعنا العربي بالسهولة التي هي عليه الآن، لأن أبغض الحلال عند الله الطلاق، فكانت العوائل تتكون وتتقارب مع بعضها عن طريق الزواج.

ولأن الزواج هو مشروع اجتماعي متكامل كانت العوائل تحرص على تربية أبنائها وبناتها على هذا الأساس، فلم تكن فكرة الطلاق تخطر على بال أحد من الأبناء إلا في أضيق الحدود، أما اليوم فإننا نرى أن الطلاق أصبح مباحاً لأن المجتمع فتتت أغلب أجزائه منصات التواصل الاجتماعي، وأصبح الزواج لا ينتمي للأسرة؛ بل هو ينمو وينتهي خارجها؛ فاعتقد الكثير من “أشباه الرجال” أن كثرة زيجاتهم وسرعة طلاقهم ميزة لرجولتهم؛ فتلاشت عندهم قيم الرجولة، وأصبحت تتلاشى أكثر في كل مفصل من مفاصل حياة هؤلاء (……)، ومن الطبيعي أن تتلاشى القيم الأخلاقية عندهم؛ لأنهم لا ينتمون للمجتمع الذي تربت عليه أجيالنا، ولأنهم لا يراعون أبدا أي صفة تربطهم بالمجتمع؛ فحياتهم هامش صغير في كيان المجتمع، وبقاؤهم ليس له وزن في أي ركن من أركان المجتمع.

ولا أعلم أي نظرية يمكن أن تكون مناسبة لكي تطبق على سلوكهم، ولا يمكن أن نلتمس لهم إلّا عذرا واحدا؛ ألا وهو أنهم لا عذر لهم إلا كونهم أشباه رجال، ولا عجب لتصرفاتهم!!.

كيف نفهم الزواج ؟
وكيف يتم الاختيار ؟
كما نعلم أن الزواج هو رابطة مقدسة تربط اثنين (ذكرا وأنثى) لتستمر حياتهما وفق التقاليد والأعراف السائدة؛ فهي علاقة لا تتحد بصفة الزوجين فقط، وإنما هي صلة وأصرة قوية لبناء المجتمع وفق الإسس الصحيحة؛ فتنشأ من تلك العلاقة مجتمعات ناجحة.

أما كيف يتم الاختيار، فهنا تكمن المشكلة كونها لا تحدد بمستوى معين، ولا يمكن أن تنطوىي تحت أي قاعدة يمكن أن تكون مفتاحا جيدا للاختيار، إلا أن الاختيار يجب أن يكون عن طريق الأسرة بغض النظر كون التعارف حصل بين الفتاة وخطيبها بعلاقة حب أو إعجاب، فيجب أن يكون للأسرة الرأي الأول في اختيار الزوج أو الزوجة لابنهم أو ابنتهم، وهذا العرف الذي تعلمنا عليه وتربينا عليه، وندعو لعدم مغادرته أو العزوف عنه؛ لأن الذي حصل الآن هو أن يتم الزواج بتوافق الزوجين دون أن يكون للأسرة الدور الفعال في الاختيار وبطبيعة الحال هذا الذي يحصل الآن، حيث لا يستمع الإبن إلى نصائح الوالدين والأهل، والبنت تعزف عن اي نصيحة قد تجعل من حياتها مع زوجها اكثر استقرارا، فاأصبح أغلب الزواج يتم خارج الأسرة لتنتهك مقومات الرصانة في المجتمع؛ لذا أصبحت العلاقة بين الزوجين أشبه “بنزوة” تنتهي بعد فترة من الزواج.

ولكي نوضح الفكرة اكثر “لمن يدّعون الرجولة” علينا أولا أن نتفق أن الزوجه ليست “خدّامة” (اللي خلفوكم)، ولا هي جارية تم شراؤها من سوق العبيد، المرأة التي تزوجتها يا جاهل كانت أميرة في بيت أبيها واعتقدت عندما رأت “طولك وشنبك” أنك ستجعلها ملكة في بيتها، ولكن إعاقة تفكيرك، وقلة إدراكك جعلتك تنسى أنك رجل؛ لأن الرجل يكرم المرأة ويوقرها ويحترمها لا أن يصب أمراضه النفسية في حياتها ليعكر صفوها، ولأنها اعتقدت يقينا أنك رجل، ولكنك…

والله المستعان.

‫2 تعليقات

  1. احسنت دكتور محمد
    كمال قال رسول الله ﷺ ( ليس الشديد بالصُّرَعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب) فرفقآ بالقوارير الاتي لا حول لهن ولا قوه كن سندا لها خيمة عليها ولا تستضعفها.

اترك رداً على ابو احمد القيسي إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى