الإعـلام الـريـاضـي..
خالـد عـمـر حـشـوان
الإعـلام الـريـاضـي..
الإعلام الرياضي جزء من الإعلام العام الذي يهتم بالمجال الرياضي تحديداً، ويُعرف بأنه عملية نشر الثقافة والأحداث الرياضية عن طريق وسائل الإعلام والتقنيات الحديثة والمؤسسات لتعريف المُهتمين بالرياضة وتثقيفهم بالقواعد والقوانين الخاصة بالأنشطة والألعاب الرياضية والتعديلات التي تطرأ عليها، كما يعمل على ترسيخ القيم والمبادئ والتوَجُّهَات الرياضية والمحافظة عليها، ونشر الأخبار والمعلومات والحقائق الرياضية المتعلقة بالقضايا والمشكلات وتفسيرها والتعليق عليها؛ بغرض الترفيه والترويح عن الجماهير وتسليتهم لتخفيف ضغوطات الحياة اليومية التي يواجهونها.
وينقسم الإعلام الرياضي إلى عدة أنواع مختلفة منها “الإعلام المرئي” مثل التلفاز ومقاطع الفيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها، “والإعلام المسموع” مثل المذياع ووكالات الأنباء، “والإعلام المقروء” مثل الصحف والمجلات والمنشورات والكتب الرياضية، وأخيرا “الإعلام المرئي الثابت” الذي يتمثل في المؤتمرات والمعارض والندوات.
عـناصـر الإعـلام الرياضـي..
يتكون الإعلام الرياضي من أربعة عناصر أساسية تتلخص في التالي :
* المُرْسِل : هي الجهة التي ترغب في إرسال الرسالة الإعلامية (الإعلامي) وتَصْدُر الرسالة عن طريقها للوسط الرياضي.
* المُسْتَقْبِل : هي الفئة الرياضية المُستهدفة للرسالة الإعلامية (الجماهير) وتكون مُوَجَّهَه لها سواءً كان فرداً أو جماعة.
* الوسيلة أو الأداة : هي الطريقة التي يتم بها إيصال الرسالة مثل الصحف أو التلفاز أو المذياع أو غيرها من الوسائل.
* الرسالة : هي المضمون المرغوب إيصاله للوسط الرياضي المُستهدف بصورة مبسطة يُمكن فهمها والاستفادة منها.
أهـداف الإعـلام الرياضـي..
تتركز الأهداف في عدة جوانب كالثقافي والترفيهي والأخلاقي والسياسي والاقتصادي ومنها :
* الترفيه عن الجماهير، وهو من أهداف الإعلام للتخفيف عنهم بكل ما يفيد وينفع، ويبعد عن ضغوطات الحياة اليومية.
* التقارب بين الشعوب، وذلك بتحقيق الانسجام الوجداني والتفاعل والتقارب والسلام السياسي بين الشعوب المختلفة.
* نشر الوعي الثقافي بالألعاب الرياضية وقواعدها وقوانينها الخاصة، وجميع ما يستجد من أخبار وتعديلات تطرأ عليها.
* تشجيع الجماهير على حب الرياضة وممارستها، والتركيز على فوائدها النفسية والصحية والاجتماعية للجميع.
* تحقيق عوائد اقتصادية ومالية تدعم عدة جوانب أخرى مختلفة في الإعلام الرياضي.
* نبذ التعصب الرياضي، وذلك بتوعية اللاعبين والإداريين والمسؤولين والجماهير الرياضية من مخاطر التعصب والعنف وتأثيره على المجتمع الرياضي، ونشر ثقافة التسامح والروح الرياضية وأخلاقيات التشجيع الرياضي.
النظريات التي يعتمد عليها الإعلام الرياضي، ومن أهمها وأكثرها تأثيرا هي :
* نظرية التأثير المباشر : وتعتبر نظرية قصيرة المدى وتقوم على أن هناك علاقة تأثير مباشر بين الجماهير ومضمون المادة الإعلامية خلال فترة قصيرة؛ لذلك لابد من التركيز فيها على مبدأ التشجيع المثالي والتنافس الشريف والروح الرياضية عند التعامل مع المادة الإعلامية؛ لما لها من تأثير مباشر وسريع على المُسْتَقْبِل.
* نظرية التأثير ذات المدى الطويل : وتعني أن المادة الإعلامية المُرسِلة تحتاج لوقت طويل لتظهر آثارها على الجماهير من خلال عملية تراكمية ممتدة لسنوات طويلة، وتعتمد هذه النظرية على تغيير الأفكار والقناعات والمعتقدات الرياضية لدى هذه الجماهير وليس على التغيير المباشر لسلوك الجماهير.
* نظرية التطعيم : وهي مُستوحاة من فكرة التطعيم ضد الأمراض؛ فالجرعات المُستمرِّة التي تتضمَّنها المادة الإعلامية من القيم والمفاهيم الرياضية المثالية تكون هي اللقاح المناسب للقضاء على الفيروسات الفكرية، وتُحِدُّ من الانتشار السلبي لها بين كثير من الجماهير والحَدّ من ظاهرة التعصب والعنف، ونشر التوعية والإرشاد بينهم.
وما لا يعرفه البعض أن هناك اتحاد سعودي للإعلام الرياضي تأسس في شهر أكتوبر لعام 2017م وتشرف عليه الهيئة العامة للرياضة ومن أهم أهدافه النهوض بالإعلام الرياضي السعودي وتهيئة بيئة إعلامية رياضية مميزة من خلال إقامة الدورات الإعلامية المتخصصة، واللقاءات والندوات، ورعاية الكوادر الإعلامية ودعمها وصقل قدراتها وتطويرها، وتأسيس مبدأ حرية الإعلام الرياضي.
وكان قبل هذا قد تم في شهر يناير من عام 2009م على هامش فعاليات الدورة التاسعة عشرة لكأس الخليج العربي لكرة القدم في مسقط إعلان تأسيس الاتحاد الخليجي للإعلام الرياضي.
ويهدف هذا الاتحاد إلى إيجاد روح تعاون بين اتحادات المنطقة، والتنسيق بين الإعلام الخليجي فيما يتعلق بالخروج بموقف موحد إزاء القضايا العالمية أو المشاركات القارية والعالمية.
كما يسعى إلى تسوية المشاكل التي قد تحدث بين المؤسسات الإعلامية، وإيجاد الحلول المناسبة لها عبر التوفيق بين الأطراف المتنازعة، فضلا عن توطيد العلاقات الأخوية والتعاون بين جميع المؤسسات الإعلامية في المنطقة؛ من خلال إقامة الدورات التدريبية والتواصل مع الاتحادات القارية.
وأخيراً وليس آخراً فإن الإعلام الرياضي بكافة أنواعه المختلفة له تأثير كبير على الأوساط الرياضية، والنمو السلوكي والقيمي للجماهير الرياضية، وتكمن أهميته في أداء دوره باحترافية عالية، والقيام بواجبه في نشر رسالته للوسط الرياضي، وربط المجال الرياضي ببقية المجالات الأخرى سواءً الاجتماعية أو الاقتصادية أو السياسية، والتغلب على صعوبات عصر الانفتاح الإعلامي ووسائل التواصل الاجتماعي، ومحاربة منابر التعصب التي تبث الحقد والكراهية في الوسط الرياضي والقضاء عليها، والسيطرة على هذا الوسط، وتوجيه مشاعر الجماهير الرياضية إلى الأهداف الحقيقية للإعلام، ودعم الاتجاهات النفسية والاجتماعية نحو النشاط الرياضي، وتعزيز المعايير والقيم والمفاهيم المثالية لمواكبة التطور الكبير للجانب العلمي والتكنولوجي في المجال الرياضي.
كلام راقي وجميل. للأسف هناك انفلات اعلامي والمسؤلية تقع أولا على المسؤل مثل مقدم برنامج او غيره
مقال رائع يا أبو محمد
أحسنت فندت وأجدت
يعطيك العافية