بأقلام الكُتّابمقالات وآراء

هل نجح “التيك توك” في قتل روح الشباب العربي؟؟..

الدكتـور/ محـمـد المـعـمـوري

كاتـب وباحـث عـراقـي

 

هل نجح “التيك توك” في قتل روح الشباب العربي؟؟..

 

عندما كنا شبابا في الثمانينيات من القرن الماضي، كان هدفنا معروف واتجاهنا مبين، كنا نهدف للحصول على شهادات علمية عالية بمجالات نحسبها تنفع المجتمع وكنا نعلم أن لدينا قضية واضحة وهي فلسطين قبلة النضال العربي، وكنا بين هذين الهدفين نسعى لنكون ذوي تأثير في المجتمع لخدمة المجتمع وهذا كان طموحنا.

فهل علمنا أجيالنا الحالية معنى الطموح؟، وهل وفرنا لهم السبيل الذي يجعلهم يطمحون للوصول إليه؟، وهل لديهم تلك الروح التي كان يحملها جيل قبل منصات التواصل الاجتماعي؟، وهل تتجه انظار جميع شباب العرب نحو فلسطين؟، أم أنهم يعتقدون أنها “حقيقة” دولة الصهاينة؟!، وأين حب العروبة من أفكارهم أم أنهم لا تحركهم “بلاد العرب أوطاني…”؟!.

أصبحنا اليوم .. والله المستعان؛ في جيل  يضيع بين منصات التواصل الاجتماعي فتهان كرامتهم خاصة في  تطبيق “التيك توك” الذي ابدع في استقطاب الشباب العربي كمشاهدين او صانعي محتوى ولو شاهدتهم لوليت منهم فرارا وبهذه الاهانات والخذلان يتنافسون بينهم بأقصى الجهود من اجل الشهرة أو الكسب المادي، واكيد هذا  مؤشر خطير على محاولة جر المجتمع العربي نحو هاوية السقوط وجعل الشباب في وهمهم يتبارون من أجل صعودهم في دورات للعب يتفننون في الإساءة لأنفسهم من أجل الفوز في تلك المنصات؛  والتي كما يبدو هي الأكثر رواجا في مجتمعاتنا واكثرها انتشارا من بين منصات التواصل الاجتماعي الاخرى حيث يختزل المجتمع العربي بعدد من صانعي المحتوي الفاشلين ‘إلا ما رحم ربي” ليظهروا علي الناس فرادى أو مع عوائلهم  ومنهم من استخدم كبار السن “الجد أو الجدة” لصناعة محتوى هدفه إضحاك الناس عليه فتروج تلك البضاعة  بشكل كبير في مجتمعاتنا بلا رقيب أو حتى حجب  من هم يشوهون صورة العائلة العربية.

وبعد كل هذا نسأل بمرارة أين وصلنا؟!.

حقيقة سؤال يحتاج لألف جواب؛ وكيف تركنا الشاب العربي يتحرك بهذا الإسفاف وعدم التمكن من رؤية طريقه والاستمرار في المضي نحو الهاوية لا من أجل هدف يسعد الشاب ويتقدم به المجتمع، ولا لأنه يسعى  لرصد الحالات  السيئة  التي اصبحت تملأ اركان المجتمع  العربي ولكنها  الكارثة التي حولت هؤلاء الشباب الى ان يمتهنون الكذب فيصنعون منه محتوى ويمتهنون الاستخفاف بأنفسهم من أجل إضحاك الناس عليهم .. ولكن من أجل ماذا …؟!.

أما المنصات الأخرى “وخاصة ألفيس بك” فإنها تحمل قصة أخرى ففي بعض اركانها تتوقف الاعراف و يندى لها الجبين ؛ لا يمكن ذكرها في مقال ولكنني بإذن الله سأذكرها بالتفصيل من خلال بحثي الذي انا في نهاياته والذي  استغرق شهورا في متابعة أخبار ضحايا  المنصات والفئات ضاله  التي توقع شبابنا في الشباك مستغلين جلهم أو حماقة بعض الشباب أو حتى الكبار ممن يقعون في فخ تلك الفئات الضالة ليساوموهم بالمال أو يهددونهم بالفضيحة.

وكان الله بعون كل من يضيع نفسه باحث في خفايا منصات التواصل الاجتماعية ولكل شيء هدف وهدفي ان اضع الحقائق أمام المسؤولين في الحكومات العربية ليتم بعدها إذا “أسمعت كلماتي…” يتم اتخاذ إجراءات تنهي تلك التجاوزات وتفتح الأبواب أمام شباب الأمة العربية ليستفيد من طاقاتهم وتوظيفها لخدمة المجتمع العربي وان لا يكون كل طموحهم يُضحكوا أو أن يُضحك الناس  عليهم…

ولا يجب أن يفوتني أن أشير إلى أنني لا أقصد جميع من يستخدم تلك المنصات لان فيها أكيد ما هو مفيد بالمكتوب والمضمون والآخر لتواصل الثقافي والعلمي ولكنني أقصد من هم قادرون على استخدام هذه التكنولوجيا في هدم المبادئ والأعراف التي المفروض المجتمع العربي يبقى محافظا عليها.

وما الحل وتلك الظواهر تزداد وينسلخ المجتمع العربي ليكون تحت وطأة فأس الفساد…؟!.

تعليق واحد

اترك رداً على المهندس رياض الغريري إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى