بأقلام الكُتّابمقالات وآراء

حينما تستنزف الطاقات..

عائشة بنت صالح الشحيمية

 

حينما تستنزف الطاقات..

 

لكل منا طاقة محدودة استودعها الله في أجسامنا وعقولنا، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها، ولكن عندما نوجه طاقتنا بأمور لا تسمن ولا تغني من جوع، هنا قد (استنزف طاقته) وأهلك نفسه.

كأن يفرغ الفرد طاقته في إرضاء الآخرين، وكيف يتقرب منهم؛ متناسيًا أن إرضاء الناس غاية لا تدرك وأن إرضاء الله والاجتهاد لنيل محبته هو الأسمى ثم السعي لإرضاء نفسه ثم الآخرين.

أو أن يستنزفها في (القيل والقال) وفي مراقبة الناس بدلاً من أن يصبها في إصلاح نفسه وأهله، وأداء العمل المكلف به؛
كما يحدث (في بعض) التجمعات حين يتناول الناس النقاش في قضية تمس المجتمع؛ فيتم تناولها لا من أجل الاصلاح ولكن لتضييع الوقت، وإبراز سلبيات الآخرين من أجل إشباع النواقص التي تكمن بداخل من أثار شرارة الغيبة، ولم يحسب عاقبة ذلك في الدنيا والآخرة.

استوقفني موقف حدث معي شخصياً عندما كنت في العمل وكان المرضى بحالة جيدة والوضع مستقر، وبعدما اطمئننا عليهم، جلسنا أنا وزميلتي في العمل لنتحدث وإذا بها تقول : (يللا نحش) !؛ هنا وقفت صامتة قليلاً، ثم قلت لها : (تكفينا ذنوبنا وما نريد أن نتحمل ذنوب الآخرين)، ولو كان هذا (الحش) هدفه هو تغيير ذلك الشخص إلى الأفضل، والتحدث معه بعدها من أجل أن ننبهه على أمور ربما هو غافل عنها لأننا نحبه ونريد له الخير؛ لكان جيد، والأولى أن نقوم بتغيير أنفسنا أولاً، ولو أصلحناها لصلح المجتمع.

وهناك موقف آخر أود أن اذكره هنا، وهو عندما بدأت بكتابة كتابي الأول (لقد آن الأوان) توقفت بعدها لمدة ثلاث سنوات بسبب ظروف العمل، ثم أصررت على إكماله وتم إصداره عام ٢٠٢١م بفضل الله؛ لأنني أدركت بعدها أني أستنزفت طاقتي في مجال واحد وأهملت مواهبي والسعي إلى تطويرها.

لذلك يجب أن نستنزف طاقتنا بأمور هدفها أن تغيرنا من أنفسنا إلى الأفضل ثم الآخرين.

‫3 تعليقات

اترك رداً على Dalal إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى