بأقلام الكُتّابمقالات وآراء

الاشتغال بالآخرين وضبط السلوك..

حبيب بن مبارك الحبسي

 

الاشتغال بالآخرين وضبط السلوك..

 

أحيانا نتعمد إلى تلطيف كلماتنا عند نعت شخص ما؛ ليس بدواعي الخوف، ولكن من باب الأخلاق والتربية والسجية التي تربينا عليها؛ فأقل تقدير أن نستخدم هنا مصطلح قليل الذوق الذي من صفاته التدخل فيما لا يعنيه؛ فقد يقف إلى جانبك يصلي ويكون مشغولاً في مراقبتك كيف تصلي!! في الوقت نفسه تطرح تساؤلاً كيف كان يصلي؟ وإذا حدث التحاور معه؛ يغلب عليه طبع أنه لا يسمع منك، بل يفرض عليك الأمر بالتغيير َبالتنفيذ؛ هذه النوعية من البشر عندها فهم قاصر، وتحمل أفكاراً سطحيهثة وكأنها العالمة والعارفة بالدين.

طبيعة البشر لا تحب الإنسان ذا طبع التَّجَهُّم، والانتقاد العلني لتقول؛ لأن منهجها تملي القول ولا تراعي المشاعر ولاتراعي أدبيات الحوار؛ تجعلك عندها بفضل الله تعالى من أجل روحانية المكان والحفاظ على أواصر الأخوة أن ترد عليها بلباقة لأن أمثال هؤلاء يشغلون الفرد ويشغلون أنفسهم.

حدث معي موقف ذات القصد مع مصلٍّ بجنبي في موقف ما، ولأني مقتنع من أن مساحة ولطافة الحوار معدومة أنهيت الموقف بجملة نسأل الله تعالى أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، واختتمت الموقف.

هذا الإجراء ينبغي على كل مسلم أن لا يضيع وقته في جدال سفسطائي .. لأن أحد الطرفين لا يريد أن يستمع، أو يسعى وراء غاية إفهم ما أقول.

هذا الفكر بهذه العقليه يجب أن يهذب ويخرج من عباءة أن تفرض رأيك، وأن تراقب البشر في عبادتهم؛ فأنت لست القيم على أمر العبادة طالما لم يأتوا بشيء مخالف لنص الكتاب الحكيم والرسالة النبوية الشريفة .. العبادة شأن بين العبد َ وربه اتركوا الخلق للخالق.

الأمر الآخر شاءت أقدار الرحمن أن اجلس في الإنتظار بين الصلاتين بجنب أخوة يقضون أوقاتهم في صلوات بينهم وبين الله ويقراون القرآن الكريم كنت غافلا عن صنيع فعلهم ومن ثم تتبعت طريقتهم. حتى رفع آذان العشاء.

كنت أغبطهم كثيرا لحسن استغلالهم للوقت إلا عندما حدث موقف أن أحدهم وضع المصحف الشريف على الأرض بدون قصد وإذا بشخص كان قريباً منهم يرشدهم ربما بأسلوب فض .. بضرورة رفع المصحف لقداسته وإذا بمقيم صلاة العشاء يرفع الإقامه حتى تعالت الأصوات والقذف بالكلام النابي، وتدخل أصحاب الطرف الآخر مع صاحبهم مع شدة الحدث بينهم .. قلت اذكروا الله تعالى، وبذكر الله الرحمن ذاب ذلك الخلاف مع صوت الإمام مفتتحاً الصلاة.

بعد الصلاة انتابني شعور هنا كانت جلسة المقارنه بين القراءة والصلوات وبين هذا الموقف .. وجدت أن الأثر من ذلك لم يصل في سلوكنا فقلوبنا مرضى بالاندفاع وسرعة الغضب من اتفه الأسباب فالصلاة تحتاج منا أن نصل بها إلى ترويض النفس لنصل للحلم والصبر والتعقل والتغافل والتنازل والفهم وتقدير سلوك الطرف الآخر وغض النظر عما حدث.

أدركت عندها أيضاً أننا نحن بحاجة إلى الفهم و العمل بالعبادات التعامليه التي تجسد لنا ما تقره النوايا والأقوال في سلوكنا .. والوقوف إلى افعالنا وتقييمها في أعمالنا.

نحن بحاجه إلى مراقبة ذواتنا قبل الآخرين .. نحن بحاجة إلى الغوص إلى تقييم سلوكنا في تصرفاتنا .. نحن بحاجة على أن لا نكون اوصياء على أحد .. فدين الله تعالى منهجه نور يشع آفاقا للإنسانية جمعاء.

اترك رداً على دلال البوسعيدي إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى