بأقلام الكُتّابمقالات وآراء

الوطن والمواطن والعصفورية !!..

خـالـد بـركـات

إعـلامي لبـناني

 

“صدى الكلمات” ✍️…

الوطن والمواطن والعصفورية !!..

 

رئيس الجمهورية : “ذاهبون إلى جهنم”..

رئيس مجلس النواب: “ذاهبون إلى طريق مسدود”..

رئيس الوزراء : “ذاهبون إلى العصفورية”..

وزير الطاقة : “ذاهبون إلى العتمة”..

وزير الصحة : “ذاهبون إلى كارثة صحية”..

السياسيون : “ذاهبون إلى المجهول والأزمات”..

المحللون الاقتصاديون : “ذاهبون إلى انهيارات”..

المواطن يقول لهم جميعاً : “لمرة واحدة اتفقوا لوين رايحين رغم أننا في الهاوية”!!..

رواية منقولة في عام 1960، حصلت في إحدى البلدات في مستشفى الأمراض العقلية، ونتيجة لإهمال حرس المستشفى تمكّن 243 مجنوناً من الهرب إلى شوارع البلدة، مما أدى إلى حدوث مشكلة كبيرة، فاستدعى المدير الإداري طبيب المستشفى فوراً طالباً منه حلاً سريعاً للمشكلة.  

وعلى الفور أحضر الطبيب “المكلّف” صفّارة، وطلب من المدير وبعض الموظفين المتواجدين أن يمسكوا به من الخلف، ويلعبوا لعبة القطار، ثمّ خرجوا إلى الشوارع، والطبيب  يصفّر وينادي (توووو….ت ..تووووو….ت..) وهو يمثِّل رأس القطار ومن خلفه (المقطورات) كل واحد يمسك بالثاني.

ما توقّعه الطبيب حصل، لأنّ كل مجنونٍ هارب ركب في القطار الوهمي!!.

 وفعلاً نجح في جمع المجانين، وذهب بهم إلى المستشفى وحُلّت المشكلة، فرِح المدير وشكره على حسن تصرفه واستيعابه للمشكلة.

لكنّ المفاجأة والمشكلة وقعتا في المساء عندما تفقد المدير والطبيب المجانين الذين جاؤوا مع القطار ووصلوا المستشفى، كان عددهم 412، علماً بأن عدد الهاربين كان 243 مجنوناً..

قطار المجانين في بلدٍ يحتاج لرجاحة العقل.
يتساءل أحدهم، ومعه نسأل، لو صارت هذه الحادثة في هذه الأيام كم نتوقّع أن يكون عدد العائدين الذين يركبون القطار؟؟!!

نعم .. الجنون أصبح عنواناً لأكثرية الشعب؛ لأنها اختزنت بفيها حروف الوجع وأبجدية الآلام!!.

مؤسف .. أن تصبح هذه هي حقيقة المشهد اللبناني المؤلم للوطن وشعبه وكيانه!!.

وهذا هو الحال منذ سنوات، وبين الحين والآخر تأتي خطابات متعالية، وتراشق كلامي لا عقلاني لنراها ونسمعها، وبدون استئذانٍ تداهم أبصار وآذان المواطنين، وبدون رحمة، وتحولّهم إلى مجانين مهاجرين،  ومكبوتين بضياع حالهم وحاضرهم، ومستقبل أولادهم، ولقمة عيشهم، وباب رزقهم الحلال، والعيش بهناء!!.
وكيف الحصول على اللقاح من هذا الوباء؟!!.
ومعها وبكل استحقاق، أو تأليفٍ وتشكيل، تأتي المصالح والأنانيات، والأحلاف والتحالفات، ولا ترحل إلّا وتاركةً خلفها ركام ورائحة دمارٍ معنوي ومادي كبير، لا تفريق بين من يعنيه الموضوع، أو مَن لا يعنيه، إلّا القلق على الوطن والمصير.

وللأسف هذه رؤية لما آل إليه الشعب، ولما حلّ به، وخاصةً حال بلدنا ضمنياً من جنونٍ، وفقرٍ، وضيق الحال، والضياع لأغلبية شعبنا..
فيما زمرة من الانتهازيين تبحث عن مكتسبات لها،
ويجعلون من الوطن مسرحاً عبثياً لتجاربهم الفاشلة المتلطخة بإفقار الشعب، وتجويعه، وهلاكه، وهجرته، وجنونه، وتشريده، وانتحاره!!..

تعليق واحد

  1. مقالة تصف بوجع حالنا المؤلم، اقول ذلك وانا لست بلبناني لكنني عراقي والحال في بلادي لا تسر. لكنني اعاتب الكاتب، الذي اشعر بوجعه وبمررارته، عتابا بسيطا، لكني اعتبره عتابا مهما.

    كثيرا ما كان يوجه لي السؤال بصفتي متخصص في الطب النفسي عن هل ان السياسيين العراقيين مجنونين، ام ان الشعب مثلا مرض نفسيا. ويطلب منيي تشخيص وتفسير.

    والجواب الصحيح ان السائل يعرف ويدرك ان السياسي سيء (اناني) او ربما (مجرم)؛ والشعب يعاني من الفقر او الجهل او كلاهما. يدرك السائل ذلك، ويطلب مني تشخيص علمي.

    أقول مجيبا: ان وصف السياسي بالمريض النفسي يبرءه من مسؤوليته، ووصف الشعب بالجنون خاطئ، والاسوأ اننا في كلتا الحالتين نهين المريض النفسي حقا ونشعره بالعار من مرضه.

    واخيرا، ان سوء الاخلاق ليس مرض، بل خيار ارادي لا يتطلب العلاج الطبي وانما: التربية.

    شكرا للكاتب على المقال الذي اثار هذه الافكار.

اترك رداً على سامي عادل البدري إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى