بأقلام الكُتّابمقالات وآراء

الشباب وآمال المستقبل..

أصـيـلة بنت حمـد الحبـسي

 

الشباب وآمال المستقبل..

لا ريب أن دور الشباب في نهضة الأمة عظيمٌ جليل لا ينبغي إهماله أو التغافل عنه، وما قامت حضارة ولا أمة على مر العصور إلا بهمة شبابها، ولا بد من خطوات عملية مدروسة، يكون فيها المجتمع قد اختطها في سبيل تحسين المستوى العقلي والفكري لهذه الفئة المنتجة من المجتمع.

وتأتي أولى خطوات هذا التحسين للإرتقاء بالمستوى الفكري للشباب في تصحيح المسار العلمي بدءاً من مرحلة طفل ما قبل المدرسة ومنها إلى التعليم الأساسي وما بعد الأساسي وتليها مرحلة التعليم العالي وصولاً إلى سوق العمل الذي لابد أن يتلاءم مع المعارف والمهارات التي اكتسبها خلال مرحلة التعليم المدرسي والجامعي، ومتى ماكانت المعرفة ممنهجة ومدروسة ومتخصصة فإننا نضمن بناء فكر شبابي واعٍ وطموح وقادر على الابتكار والإنجاز؛ لذلك ينبغي على المؤسسات التعليمية إيجاد نظام تعليمي متكامل ذي بيئة تعليمية جاذبة ومحفزة تلامس مهارات الشباب وميولهم وتتوافق مع إمكانياتهم العقلية ومداركهم المعرفية والثقافية بعيداً عن منظومة التعليم التقليدي المبني على التلقين والحشو؛ حيث إن التوازن في المسار التعليمي للشباب بين العلوم الأساسية والمهارات التي يحتاجها الشباب وربطها بالتوجهات والميول لديهم؛ ستنتج مخرجات شبابية على قدرٍ كافٍ من المسؤولية والإبداع والتأهب في مواجهة التحديات والعقبات التي من المتوقع أن تصادفهم في حياتهم العلمية والمهنية.

وبعد تلك المرحلة من تصحيح المسار المعرفي تأتي مرحلة التأهيل و التمكين التي تتطلب توفير الدورات والبرامج التدريبية للشباب بشكل قائم على مبدأ العدل والمساواة وذلك لتمكينهم وتحسين آدائهم الوظيفي على أكمل وجه.

علاوة على تمكين وتأهيل الشباب للإنخراط في سوق العمل بشتى أنواعه تأتي مرحلة تصحيح الفكرة النمطية السائدة بين الشباب وتشجعيهم على العمل في الوظائف المعتمدة على الموهبة والمهارات المكتسبة، فلا ينبغي على الشاب أن يقضي سنوناً طوالاً ينتظر وظيفة مكتبية يكتسب من خلالها مكانة إجتماعية وعمل روتيني بجهدٍ قليل؛ لذا أصبح من الأهمية بمكان أن نعلم و نثقف شبابنا كيف يحولون الهوايات إلى مهارات مع فتح باب التمكين على مصراعيه من خلال توسيع نطاق الفرص الملائمة وتوفير الدعم المادي والمعنوي لهم.

ختاماً .. إن الشباب قوة اقتصادية قوية لا يمكن الاستغناء عنها في التنمية الشاملة والمجتمع لا يقوم قومة واحدة دون أن تتضافر كل الجهود بين المؤسسات المعنية في الاهتمام بهذه الفئة التي تمثل القوى العظمى لأي مجتمع و نشر ثقافة تقبل الأعمال والوظائف بشتى أنواعها و إمكانياتها وخصائصها ومتطلباتها وتمكينهم للخوض في اكتساب مهارات مختلفة فتكون هذه هي الحياة المرتقبة التي يطمح بها أي مجتمع ويزدهر وينتقل من كونه مجتمعاً نامياً إلى مجتمع ذي نفوذ اقتصادي متين بفضل شبابه و ذلك لا يتأتى إلا من خلال تحفيزهم على الإبداع والعمل في شتى القطاعات والمجالات للحصول على شباب ذوي أفكار ريادية و إبداعية مثمرة مما يضمن النجاح والتقدم للمجتمع بمختلف قطاعاته.

تعليق واحد

اترك رداً على محمد بن خميس الحسني إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى