بأقلام الكُتّابمقالات وآراء

محاربة الإصلاح للاستمرار في الانبطاح..

ماجد بن محمد الوهيبي

 

محاربة الإصلاح للاستمرار في الانبطاح..

 

لم يأت ديننا الإسلامي الحنيف ليقصي الآراء ، ولم يأتِ لتجميد العقول وتحجيرها ، وإنما جاء بالقراءة والتعمق في الفكر والتأمل في هذا الكوني الفسيح،

وأتى من أجل الصلاح والإصلاح ولم يأتِ من أجل   الفساد والإفساد، والمتأمل في هذه المقدمة يستخلص منها المغزى في زمنٍ هبط فيه ما يقدمه بعض الناس من محتوى، واختلطت عليهم المفاهيم، وقد جهل الواحد من هؤلاء التفريق بين التسامح والوقوع في المحظور، وصنفوا الصواب على أنه خطاب للكراهية كما نسمعه ونراه اليوم، 

وأصبحوا يحاربون كل مصلح إذا تحرك من أجل الإصلاح ليستمروا في الغي والانبطاح، وهذا أقصى ما يمكن أن أعبر عنه في مقالي هذا ، أي أنك يا مصلح دعني أضل عن الطريق السوي وأضل غيري ثم تعاطف معي، أهذا التعاطف الذي تطلبونه؟.

أو أنك يا مصلح لا تنصحني فنصائحك أدرجها في قاموسي ومفاهيمي من ضمن خطاب الكراهية هل هذا هو التسامح الذي تقصدونه ؟ الكثير من البشر يتمنون أن لو وجدوا لهم ناصحًا ينصحهم في مقتبل العمر وفي بدايات مشوار الحياة الطويل الذي يجهل عواقبه.

وهؤلاء يصورون الناصح بأبشع الصور ويسخرون منه! ويأتيك من يتظاهر بالثقافة وينادي بالانفتاح بكل صوره وأشكاله ويقول لك ديننا الإسلامي يقول لنا أن الله خلقنا من ذكر وأنثى وجعلنا شعوبًا وقبائل لنتعارف، طيب يا أخي من الذي منعك من التعارف.

نعم الإسلام أقر لنا بذلك في القرآن الكريم ولكنه نهانا عن السقوط والانجراف والضلال والانحراف وقبول كل فكرٍ هدام ينسف لنا تعاليم دينيا في غمضة عين لاسيما ممن ليس لديهم الوعي الديني الكامل والعقيدة الراسخة.

ولديك أبسط مثال وهو وسائل التواصل المختلفة التي هي الآن في متناول أيدينا وما تحمله من مغالطات وسموم ومن غَثٍّ وسمين ، للتغرير بشباب هذه الأمة من الجنسين.

فليس كل من أتعارف معهم أتشبث بفكرهم وأتبع ملتهم وأقول أنا متعاطف معهم،  وليس كل من يحارب الله عز وجل ورسوله ﷺ أتسامح معهم ؟ نعم أدعوهم للحوار الهادف والنصح الجميل.

فإن أبَوْا وأصرّوا على الجحود والإنكار والإصرار حَذِّر منهم الناس حتى لا يغرروا بغيرهم، وعلينا التحذير من كل فاسق حتى لا يضل الناس بفسقه ويسير بينهم بالرذائل!!.

إن تعاليم الإسلام الحنيف واضحة كل الوضوح، لا تقبل التزييف ولا التحريف ولا يزيغ عنها إلا هالك، فهذا الدين العظيم خالص لله فلا مجال للأهواء فيه، ولا للميل لبهرج الباطل وزخرف السوء من الأقوال والأفعال، ولا يؤمن المؤمن حتى يكون حب الله ورسوله لديه من أعظم درجات الحب ولا يعلو على هذا الحب شيءٌ آخر وذلك هو الإخلاص.

رزقنا الله وإياكم حبه وحب رسوله صلى الله عليه وآله وسلم وأكرمنا بالإخلاص، فكيف يتمكن مني هذا الحب وقد قدمت عليه أشياء أخرى، وكيف أخلص لهذا الحب وأنا أستمع لمن يشككني في هذا الحب بل ويقوم بنسف كل ما جاءت به هذه التعاليم الناصعة، فالتطور في حدود الطاعات وليس المعاصي.

والانفتاح في حدود كل مباح لا بالتسليم لكل فكر مستنكر يؤدي بي في نهاية المطاف للندم والنواح.

إن شباب الأمة بحاجة لمن يبصرهم بأمور دينهم ويحذرهم من كل فكر هدام، وهذا هو دور الجميع من أفراد ومؤسسات، وهنا يأتي دور حكومتنا الرشيدة كذلك للتصدي لهذه التيارات ونشر الوعي الكامل وتمكين أهل الاختصاص والصلاح والله الموفق وحده وبيده صلاح الأمور.

تعليق واحد

  1. في أحد البلدان حدثت مشكلة عندما فسّر أحد مشايخ المسلمين على ما أتذكر إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك شر البرية الآية أن النصارى كفار والله يقول لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسبح عيسى بن مريم تناوله الليبراليون والإعلاميون أن وصف النصارى أنهم كفار ضد المواطنة وضد التسامح بين الأديان وضد الإحسان الذي وصانا به الرسول صلى الله عليه وسلم وضد وضد وضد والكل يعلم القصة هل من أجل المواطنة أنكر آية في كتاب الله هل من أجل المواطنة أكفر بآية تنص على أن من قال إن الله هو المسيح عيسى بن مريم وآية أخرى تقول لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة والحق أن من قال هذا هو كافر بصريح القرآن ولكن هؤلاء يريدون أن يسلخوننا من ديننا ويريدون أن يميعوه ويجعلوه على مزاجهم ولابد من وقفة من كل المسلمين لوقف هذه الميوعة المنتشرة في بلادنا

اترك رداً على محمد علي محمد غطاس إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى