بأقلام الكُتّابمقالات وآراء

علاقة المظهر السلوكي بالمراسم والتشريفات..

أ. عـصام بن محمـود الرئيـسي

مدرب ومحاضر في البروتوكول والإتيكيت الوظيفي

 

علاقة المظهر السلوكي بالمراسم والتشريفات..

 

عرّف العديد من علماء الاجتماع السلوك المظهري كلٌ حسب وجهة نظره العلمية والاجتماعية، إلا أن معظم علماء الاجتماع اتفقوا على أن السلوك المظهري هو سلوك اجتماعي، ووجه من وجوه الثقافة والحس الفني والتطور الاجتماعي وله ارتباط وثيق مع عوامل عدة كالدخل الاقتصادي، والمكانة الاجتماعية، والثقافة والموروث الحضاري لكل مجتمع من المجتمعات، ويمثّل السلوك المظهري سلوكًا لفظيًا وغير لفظي يتعلق بالهندام والتعامل الراقي واستخدام المفردات الجميلة، وهو ذا معنى رائع ويستمد روعته من الحس الفني والجماليات التي تزهو بها الشعوب، كل بثقافته ورقيه في التعامل والتعاطي مع من حوله من البشر، ويوصَف بأنه سلوك مغلّف بأسس نفسية، وإدراكية، لها أبعادها المعنوية لكل جماعة من الجماعات.

ونستخلص من ذلك أن السلوك المظهري هو سلوك الفرد من خلال الملبس أو المأكل أو المشرب والتعامل مع الاخرين أو أي وسيلة أخرى تعبر عن ما يجول في مخيلته من احساس أو شعور نفسي معين تجاه نفسه وتجاه الآخرين نابع من ثقافة تشرَّبها من مجتمعه على مر السنين، فينعكس ذلك في صورة معبرة عن حالته تلك من خلال سلوك التعامل والتعاطي  لمختلف قضاياه وتعبيراته وتفاعله مع الغير، وتختلف مفردات التعامل تلك من فرد الى آخر؛ لتأثر الفرد بالبيئة والثقافة المحيطة بدون شك، وبذلك فأنه يدخل تحته مفهوم النشاطات العقلية التي تحدث داخل الفرد، وعليه يضم كافة النشاطات الداخلية والخارجية، مثل التفكير المنطقي والتخيل والدوافع الإيجابية والإدراك؛ ولذلك يُعتبر من المهم توافر هذه الصفات لدى العاملين في المراسم، وأن تكون تلك الصفات مكملة جنبًا الى جنب مع الخبرات والثقافة العامة.

ويرتبط المظهر السلوكي كثيرًا بالعاملين في البروتوكول والمراسم؛ لارتباطه بفن التعامل الرسمي والعلاقات العامة وباعتبار عمل المراسم عمل سلوكي بصورة عامة وبحكم تعامله مع مختلف المستويات سواء على مستوى الأفراد أم المؤسسات، ويمكن أن نوجز أهم الصفات السلوكية التي يجب أن يتمتع بها العاملين في المراسم والبروتوكول بما يلي:

  • الهدوء : يجعلك الهدوء تنصت جيدا لما يقوله الاخرون وتقدر مشاعرهم ويجعلك تتحرك بخطوات مدروسة بعيدا عن العفوية والارتباك وخاصة في تنظيم المناسبات واستقبال الضيوف والتعامل معهم بكل احترافية وتروّي، وتبعدك أيضًا عن التورط في المواقف الفجائية.
  • الاتزان : الاتزان يولد الوقار والسكينة ويبرز هيبة رجل المراسم ويضفي له طابع الجدّية في التعامل والتعاطي لمختلف المواقف.
  • الإيمان بالعمل : كلما كان أيمانك بالعمل المكلف به في ادارة المراسم كبيرًا منحك ذلك الثقة في أداء مهامك القائم عليها في إدارة المناسبات المختلفة، بل هو الدافع الأكبر للتحرك وسط الحياة والتفاعل الواعي والهادف مع أجزائها ومفرداتها المختلفة.
  • الذاكرة وسرعة البديهة : إنَّ الشخص الذي يمتلك صفة سرعة البديهة شخص مُتميز عن جميع الأشخاص، فسرعة البديهة هي صفة لها العديد من الخصائص، وتساعد على أتخاذ القرارات السريعة حسب الموقف وبطريقة صائبة.والاتصال والتواصل مع الآخرين بكل ثقة وفاعلية.
  • الخبرة الأكاديمية والثقافة العامة : لها أهميتها  بدون شك في عمل المراسم؛ فيجب أن تكون تلك الخبرة والثقافة نابعة من النظرة العلمية الصادرة عن ثقافة اختصاص وقيم ومبادئ مجتمعية وإلمام بالبروتوكول المراسمي بشكل عام.

وعلى الخير نلتقي، وبالمحبة نرتقي..

‫2 تعليقات

    1. مرورك الدائم على مقالاتنا المتواضعة يسعدني كثيرا أخي وأستاذي العزيز محمد .. نعم السلوك السلسم في التعامل هو الرقي بعينه مع من يحيطونا بنا من البشر

اترك رداً على محمد سالم العدواني إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى