بأقلام الكُتّابمقالات وآراء

الوضوح والشفافية خيرٌ من القسر والهمجية..

ماجد بن محمد الوهيبي

 

الوضوح والشفافية خيرٌ من القسر والهمجية..

 

الدين المعاملة ولن تجد كالإسلام دينًا ينظم المعاملات العامة والعلاقات المجتمعية لا سيما الأسرية منها كالتعامل بين الأزواج والزوجات والأبناء من إخوة وأخوات ومعاملة الآباء والأمهات لأبنائهم والعكس كذلك، 

ولذا كان الزواج هو الرباط المقدس الذي ينظم حياة الأسر في المجتمعات كافة، 

بل ويعفها ويصونها إن طبقت الشروط والأحكام وتقيد بها  الجميع في الأُسرة الواحدة وإن زعم من زعم بالطعن في أحكام الإسلام الناصعة التي لا تشوبها شائبة،

وخاض من خاض في إتهام الإسلام وهو الدين الكامل الذي أكمله الله لخلقه والذي ارتضاه لعباده وتلك هي تمام النعمة ولله الحمد، فالحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها من نعمة،

فالإسلام وأهله ليسوا بحاجة إلى سن نواميس جديدة واختلاق شرع جديد غير شرع الله سبحانه، كما أنه لا نبي بعد النبي محمد صلوات ربي وسلامه عليه.

وقد ترك لنا سنته الطاهرة ووصاياهُ لاسيما أعظم وصية ربما  قد عدل عنها من عدل ولذلك حل الظلم واستشرى الفساد  لقلة من أخذ بحجزتها وتمسك بها.

وهذه الوصية هي التمسك بالقرآن والسُنة، فكيف يبغي العقلاء مسالك أخرى غير هذه المسالك النقية من الشريعة الإسلامية! وكيف يضرب بالوضوح والشفافية عرض الحائط لينتهج نهج القسر والهمجية.

وديننا الإسلام دين الرُقي في سائر المعاملات ودين الوسطية، كما أن أهل الإسلام لا تنطلي عليهم الأكاذيب والخزعبلات التي ينعق بها البعض ومن ذلك عبارة تجديد الخطاب الديني وهم في قرارة أنفسهم قد أرادوا محو الخطاب الديني وليس تجديده

فقد استغلوا هذه العبارة لتنفيذ مآربهم وخططهم لطمسه، وتنفير الناس منه لا لتجديده،

مع تسليمنا الكامل أن بعض الدعاة الذين تلبسوا بثوب الدعاة إلى الخير وهم قد شطحوا وبعدوا كل البعد عن الدعوة إلى الله وعن طريق الحق وعن مسلك كل خير

وهم ممن يحسب على الإسلام، والإسلام منهم بريء كبراءة الذئب من دم سيدنا يوسف عليه السلام.

فسقطت أقنعتهم وظهرت حقائقهم حينما صرحوا بهذه الحقائق بأنفسهم علانية، وما أكثر من يغريه المال 

وتستحوذ الدنيا على قلبه ليبيع دينه بثمن بخس ويصبح إسلامه مظهرًا لا جوهرا.

وقد تجرد جوهره من كل حق فيهوي به علمه في مساقط الدنيا الدنيئة، فكم من عالمٍ أسكره حُب الدنيا وقد وعى وحوى القرآن الكريم في صدره ورب تالٍ للقرآن والقرآن يلعنه وهو حجة عليه يوم القيامة إن لم يرجع لرشده وصوابه.

إن القرآن الكريم وسنة نبيه الكريم ، هما منهاج حياة الأبرار ومقصدان عظيمان ينهل منهما الأطهار.

ولا خير في زوج يهينُ زوجته ويُقتر على أولاده في الإنفاق، وكلما خرج من المنزل بش في وجوه الناس وإذا عاد لمنزله دخل كالوحش الكاسر، وكالثور الهائج فلم يسلم من بطش يده فرد من أفراد أسرته بدأً بزوجته وحتى أصغر أولاده،

وإذا دافعت الزوجة بلسانها عن نفسها وعن أولادها انهال عليها ضربًا مبرحًا ودفع بها في فناء المنزل في البرد الشديد وأغلق عنها الأبواب لكي لا تدخل!!! مكابدة بذلك آلام الضرب المبرح وشدة البرد القارس

فأين هو من هدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم، الذي استوصانا بالنساء خيرًا وقال ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم

كما أنه لا خير في زوجة تحقر زوجها ولا تحترمه وتنسى فضله ومعروفه وتضحياته.

فلا تبالي لما يسخطه وربما قللت من شأنه ومنزلته وضربت له الأمثلة بأحد أقاربها، أنه قمة في الصبر  وأن زوجها  لا يصبر على شيء مطلقًا، وليس هذا من اللطف في الحديث ، بل هو من التسرع في الكلام.

وتستمر في تجريحه، والإنسان الحر يجعل كرامته نصب عينيه، وليتها تنتبه لبعض التصرفات التي تزعجه، 

وصبر الرجل الحليم، أضعاف صبر زوجته ولذلك جعل الله قرار الطلاق منه وبيده، وأقول هنا الحليم وليس الجاهل والمتهور، 

ولو جُعل الطلاق بيد النساء لعمت الفوضى في كل الأرجاء، وسرعان ما كثر الطلاق لأتفهِ الأسباب وتقطعت الأواصر وهيمن الخلاف والشقاق

أما العقوق فهو نوعان، النوع الأول والأخطر عقوق الأبناء لأمهاتهم وآبائهم وهذا منه كثير وشائع.

وأما الثاني فهو عقوق الآباء والأمهات لأبنائهم بإهمال تربيتهم التربية السليمة وعدم تعليمهم وتحفيظهم لكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.

وحرمانهم من أبسط الحقوق الواجبة وعدم تلبية رغباتهم التي تعينهم على التعليم واكتساب شتى المعارف والآداب،

فلا للقسر والهمجية ونعم للوضوح والشفافية تحت مظلة الإسلام الخالد ، دين الإنصاف والوسطية.

تعليق واحد

  1. عدم التمسك بسنة النبي صلى الله عليه وسلم هو من أوقعنا في هذه الظلمة الظلماء وهذا الحال الذي لا سلم منه أصحابه ولا سلم منه غيرهم ممن خالفهم يقول الله تعالى واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة وأحسب لو علم الدعاة ما أعد لهم لأوقفوا جل عملهم عليه

اترك رداً على محمد علي محمد غطاس إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى