بأقلام الكُتّابمقالات وآراء

التـنـمـيـة المسـتـدامـة..

الكاتـب/ صـلاح الشـيـخ

خبير في الإدارة والموارد البشرية

 

التـنـمـيـة المسـتـدامـة..

 

كان الاعتقاد حتى بداية السبعينات من القرن الماضي، أن النمو الاقتصادي يقوم على حساب حماية البيئة، وأنه لا يمكن الجمع بين التنمية وحماية البيئة، وأن أي تحسين في نوعية البيئة يعني إعاقة النمو الاقتصادي، كما أن أي نمو اقتصادي يعني القضاء على البيئة وتدميرها.

ولقد ظهرت عدة تعريفات للتنمية المستدامة، فالبعض يتعامل مع التنمية المستدامة كرؤية أخلاقية، والبعض يرى أن التنمية المستدامة نموذج بديل عن النموذج الصناعي الرأسمالي، أو أسلوباً لإصلاح أخطاء وتعثرات النموذج الصناعي الرأسمالي في علاقته بالبيئة.

وفي جميع الحالات فإن المجتمعات الإنسانية المتقدمة والنامية بحاجة إلى إدارة بيئية واعية وتخطيط جيد لاستغلال الموارد.

وفي تقرير الموارد العالمية لعام 1992م والذي خُصص بكامله لموضوع التنمية المستدامة، حيث قام التقرير بحصر عشرين تعريف للتنمية المستدامة، كما حاول التقرير توزيع هذه التعريفات إلى أربع مجموعات هي : التعريفات الاقتصادية، والتعريفات البيئية، والتعريفات الاجتماعية والإنسانية، والتعريفات التقنية والإدارية ، نوضحها فيما يلى :

1- البعد الاقتصادي: بالنسبة للدول الصناعية، فإن التنمية المستدامة تعني إجراء خفض مستمر في استهلاك الطاقة والموارد الطبيعية وإحداث تحولات جذرية في الأنماط الحياتية السائدة، أما بالنسبة للدول الفقيرة : فالتنمية المستدامة تعني توظيف الموارد من أجل رفع المستوى المعيشي للسكان الأكثر فقراً في الجنوب.

2- البعد الإنساني والاجتماعي: فإن التنمية المستدامة تسعى إلى تحقيق الاستقرار في النمو السكاني، ووقف تدفق الأفراد إلى المدن، وذلك من خلال تطوير مستوى الخدمات الصحية والتعليمية في الأرياف.

3- البعد البيئي: فإن التنمية المستدامة هي الاستخدام الأمثل للأرض الزراعية، والموارد المائية في العالم، بما يؤدي إلى مضاعفة المساحة الخضراء على سطح الكرة الأرضية.

4- البعد التقني والإداري: فإن التنمية المستدامة هي التنمية التي تنقل المجتمع إلى عصر الصناعات والتقنيات النظيفة التي تستخدم أقل قدر ممكن من الطاقة والموارد، وتُنتج الحد الأدنى من الغازات والملوثات التي لا تؤدي إلى رفع درجة حرارة سطح الأرض والضارة بالأوزون.

ولا يمكن نجاح اي خطط للتنمية المستدامة دون مراعاة الابعاد الثلاثة للتنمية المستدامة وهي البعد الاقتصادي والبعد البيئي والبعد الاجتماعي.

وإلى اللقاء في مقال آخر بحول الله وقوته..

‫2 تعليقات

  1. مقال هام يوضح اهمية التنمية على الشقين الاقتصادي و النهوض بالبيئة مع توجه الكثير من المنظمات و كبرى الشركات للgreen marketing او التسويق الاخضر على شكل دعوات و مبادرات لحماية البيئة و كيف اصبحت جزء اساسي من استراتجيات التسويق الحديثة

اترك رداً على Ebtisam إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى