شـهـادة الدكـتـوراة !!..
الدكتور/ عبدالله بن راشد المعولي
خبير ومحاضر في مجال إدارة الجودة والموارد البشرية
شـهـادة الدكـتـوراة !!..
إنتشرت في الفترة الأخيرة ظاهرة (الدكتوراة الفخرية) ونجد أن عدداً من الأشخاص منح نفسه لقب دكتور بحجة أنه حاصل على هذا النوع من الشهادات من إحدى الجامعات العالمية .. والسؤال المحيّر نظير ماذا تم منحه هذه الدكتوراة الفخرية كما يدّعي؟ ما الذي قدمه للبشرية حتى يتم منحه هذه الشهادة الفخرية؟ وهل الجهة المانحة للشهادة على علم بذلك أم هناك أساليب وطرق خفية تم من خلالها الحصول على هذه الشهادة؟
وفي حقيقة الأمر هي لا تعتبر شهادة أكاديمية ولا تعادل أي مؤهل أكاديمي؟ وإنما هي شهادة تقدير شرفية تمنح لمن لهم إسهامات وأنشطة في مجالات تخدم البشرية بشكل عام أو قدم مشروعاً أو شارك في بحث علمي، ولذلك هناك معايير واضحة ومحددة وتتبع بروتوكولا خاصاً عند منح هذا النوع من الشهادات الفخرية ولا تمنح لأيٍّ كان !!
وهناك نوع آخر للأسف من الشهادات يطلق عليها من قبل الجهة المانحة والشخص الممنوحة له (الدكتوراة الفخرية) وهي ليست كذلك ، فالجهة المانحة ليست جهة أكاديمية كجامعة وإنما تطلق على نفسها منظمة أو مؤسسة للتنمية الإدارية والاجتماعية أو للدراسات والعلوم وغيرها من المسمّيات ، وتباع تلك الشهادة بمبالغ يتم التفاوض عليها بين الطرفين بعد أن يتم إقناع الممنوح له هذه الشهادة بأنها معترف بها..
الغريب أن من هؤلاء من يحمل شهادة الثانوية أو دبلوم مدته سنتين بعد الثانوية فقط أو البكالوريوس كحد أقصى وحضر دورة تدريبية تسمى (برنامج الماجستير المهني المصغر Mini-MBA) ، والذي مدته لا تتجاوز 9 أيام ، وبعدها مباشرةً منح نفسه لقب دكتور وادّعى حصوله على الدكتوراة الفخرية!!.
إن أمثال هؤلاء يجب التصدي لهم بكل حزم وعدم منحهم الفرصة للعبث بالمسميات والألقاب العلمية والأكاديمية التي حصل عليها من يستحقها بعد أن تكبّدوا العناء والمشقة والسهر والغربة بعيداً عن أرض الوطن.
ولذا وجب على المؤسسات التي تتعامل مع أمثال هؤلاء أن تطلب منهم إحضار شهادة معادلة معتمدة صادرة من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار إن كان يدّعي بأن شهادته تعادل الشهادة الأكاديمية ، وإلّا فإنه يجب سحب اللقب منه ولا يتم التعامل معه كدكتور.
إننا في عصر اختلط فيه الغث بالسمين وتم العبث بالألقاب العلمية والأكاديمية لغرض المصلحة الشخصية والكسب المادي ، بل إن الأمر امتد حتى إلى حملة الدكتوراة الأكاديمية والتي تقسم إلى درجات كالتالي :
- أستاذ مساعد (Assistant Professor)
- أستاذ مشارك (Associated Professor)
- أستاذ دكتور (Professor)
والتدرج في الترقي من درجة إلى أخرى لها اشتراطات ومعايير تتطلب سنين لتحقيقها ومنها إعداد بحوث علمية يتم نشرها في المجلات العلمية العالمية وتأليف كتب في مجال التخصص، وهي رحلة طويلة مليئة بالتحديات، في حين نجد أن هناك عدد من الأكاديميين العاملين في هيئات التدريس وغيرها في الجامعات والكليات الخاصة بالسلطنة قد منح نفسه درجة لا يستحقها حيث أنه لم يقدم بحثاً واحداً منذ تخرجه، وللأسف الشديد أنه تم تعيينه بتلك الدرجة التي إدعى الحصول عليها دون التأكد من صحة ذلك لا من قبل المؤسسة التي قامت بتعيينه ولا من قبل الوزارة المعنية بهذا الأمر.
وبناءً على المعطيات التي تم ذكرها فإنه يجب على كل الجهات التكاتف والوقوف في وجه هؤلاء العابثين ومعاقبتهم وعزلهم من المناصب التي استولوا عليها بالغش والخداع.
الدكتور عبدالله المعولي
لك جزيل الشكر والتقدير
اشاطرم الراي في هذا الموضوع ويجب التصدي لهذه الفئة ومكافحتها لأنها رايح تسبب كثير من الفسادفي البلد بارك الله فيك .