مقالات وآراء

المُـعـلـم القـديـر..

 

الكاتـب/ د . مسلم بن سالم الحرّاصي

باحث في الموارد البشرية ومهتم بالقضايا التربوية

 

 

المُـعـلـم القـديـر..

 

المعلم هو المرشد الذي يرافق طلابه طوال حياتهم الدراسية، هو القائد والرفيق إلى الطريق الصحيح، هو الذي يقدم التضحيات ويتحمل الصعاب، هو شعلة تنير الكون بما يقدمه من أداء وعمل وتفاني لبناء الوطن حتى يكون في مصاف الدول المتقدمة، والفكر البشري حتى يصبحوا مخرجات ذات كفاءة عالية تقدم وتبدع كل في مجاله، إن التعليم هو الركيزة الأساسية والقاعدة الرصينة التي تقام عليها الحضارات والشعوب وما تقدمت أي حضارة أو دولة أو شعب إلا والتعليم لديهم في قمة الهرم وفي مقدمة الاهتمامات وله الأولوية الحقيقية، لذا لا بد أن يكون للقائمين عليه الاهتمام الصادق وإعطائهم المكانة المناسبة والاحترام العالي والتقدير الجميل، كما لابد من الأخذ بهم وتنميتهم وتأهيلهم بما يواكب التطورات الحديثة والمستجدات المستمرة، وتحفيزهم حتى يكونوا كوادر بشرية قادرة على الإنتاج والمبادرة والإبداع، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله وملائكته وأهلَ السمواتِ والأرضِ حتى النملةَ في جُحرِها وحتى الحُوتِ لَيُصَلّونَ على مُعلمِ الناسِ الخير)، كم هي مكانة عظيمة ورفعة عالية لهم، إنه حديث يبرز مكانة المعلم وأهل العلم لما لهم من نفع كبير لا يقتصر على أنفسهم إنما يتجاوز ذلك إلى غيرهم من طلبته، كما قال فيهم أمير الشعراء أحمد شوقي :

قُم للمعلِّمِ وفِّهِ التبجيلا  ..   كادَ المعلِّمُ أَن يكونَ رَسولا.

أَعَلِمتَ أَشرَفَ أَو أَجَلَّ مِنَ الَّذي  ..   يَبني وَيُنشِئُ أَنفُساً وَعُقولا.

لم تكتب تلك الكلمات عبثاً إنما تكريما لهم نظير الدور الحيوي الذي يقومون به، ينيرون الطريق لطلابهم ويزودوهم بالعلم والمعارف، ويغرسون لديهم المبادئ الراسخة، ولو بحثنا في كل ما يقدمه هؤلاء المخلصون لما استطعنا أن نحصي لهم كل شيء هم المربي والمعلم والآب والأخ والصديق لطلابهم، هم القدوة الحسنة والمنبع المعطاء الذين لا يبخلون بما لديهم ولا يدخرون جهداً إلا وقدموه لطلبتهم، لهم التحية والتقدير والتهنئة المخلصة بمناسبة يومهم الكريم 24 من فبراير، وفقكم الله شعلة تملأ الكون ضياءً وعطاء.

 

تعليق واحد

اترك رداً على اماني إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى