بأقلام الكُتّابمقالات وآراء

اهـتمام سلطـنة عُـمان بالمـتاحف..

أحـمـد صـالـح حـلـبـي

كاتـب وباحـث سـعـودي

 

اهـتمام سلطـنة عُـمان بالمـتاحف..

 

عُرِّف المتحف بأنه “أي مقر دائم من أجل خدمة المجتمع وتطويره، مفتوح للعامة، ويقوم بجمع، وحفظ، وبحث، وتواصل وعرض التراث الإنساني وتطوره، لأغراض التعليم، والدراسة والترفيه، كما عرّفه المجلس العالمي للمتاحف” ، “ويرجـع تاريخ ظهور علم المتاحف تحديداً إلى نهاية القرن الحادي عشر وبداية القرن الثاني عشر الهجريين/ السابع عشر- الثامن عشر الميلاديين، ويعتبر أمناء المتاحف آنذاك المؤسسون الأوائل لعلم المتاحف، فقد ابتكروا أساليب ونظريات متحفية وأدخلوا تعديلات على الأعمال والنظريات المتحفية القديمة ، ويعتبر الأوروبي مايكل أول عالم في علم المتاحف” ، ولكون المتاحف تمثل إرثا تاريخيا يبرز الحضارة من مختلف جوانبها ، ويتحدث عن ثقافة المجتمع وتاريخ الدولة وحضارتها ، فقد برز اهتمام سلطنة عُمان بالمتاحف ، ووضع المغفور له بإذن الله السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور، في عام 2015 “حجر الأساس لمشروع “متحف عُمان عبر الزمان” في الحفل الذي أقيم بهذه المناسبة في موقع المشروع بولاية منح بمحافظة الداخلية، حيث المتحف يعمل على إبراز تاريخ عُمان عبر الزمان من خلال الصوت والصورة، وإبراز الحقب التاريخية العريقة التي شهدتها السلطنة، وصولًا إلى عصر النهضة المباركة، وما شهدته مسيرة النهضة من إنجازات مستمرة ” . 

وفي ولاية صور الواقعة  في المنطقة الشرقية، وتبعد عن العاصمة مسقط نحو  150 كم ، وتشتهر  بصناعة السفن البحرية والصيد والنقل البحري، يبرز  المتحف البحري الذي أنشئ عام 1987، ويضم “شتى أنواع جوانب التراث البحري، والدور الريادي الكبير الذي لعبه العمانيون في مجال الملاحة البحرية، ويحتوي على أنواع السفن العمانية بالصور والمجسمات وصور لقباطنتها والبحارة وصُنّاع السفن، والموانئ التي كانت ترتادها، والمعدات وأدوات الملاحة البحرية من قياسات وخرائط ومخطوطات، وفي زاوية أخرى تعرض أدوات صناعة السفن وأنواع الأخشاب والمسامير والإرشادات الضوئية الليلية، كما يشتمل على صور لمدينة “صور” عام 1905م”  

وتحتضن  قلعة بيت الفلج وهي إحدى القلاع العمانية الشهيرة وبناها السيد سعيد بن سلطان عام1261هـ / 1845م ، متحف قوات السلطان المسلحة ، ويضم أسلحة، وملابس، وآليات، وأنظمة دفاعية ، وافتتح في 11 ديسمبر/كانون الأول عام 1988.  

وفي مدينة مسقط القديمة افتتح عام 1998، متحف بيت الزبير ، ويحتوي على مجموعة نادرة وثمينة ومتنوعة من الأسلحة القديمة متضمنة أنواع الخناجر ، وخارج مبنى المتحف يوجد بالحجم الطبيعي تمثيل لقرية عمانية وسوق عماني قديم.

وافتتح  متحف بيت الزبير الواقع في شارع السعيدية في محافظة مسقط ، بوابته الخشبية المزخرفة لترحب بزواره في عام 1998 ويعرض المتحف المجموعات التي تملكها أسرة الزبير من التحف العمانية الممتدة عبر قرون ، وفي عام 1999 حصل المتحف على جائزة السلطان قابوس للتميز المعماري.

وفي مسقط افتتح عام 1992م (المتحف العُماني الفرنسي) والذي يضم “نماذج لبعض السفن العمانية والفرنسية وقاعة الأزياء التقليدية وغيرها الكثير من التحف والصور التي تجسد الترابط الحضاري بين البلدين ويتكون المتحف من ثمان قاعات، ويضم مجموعة من الوثائق التي تؤرخ العلاقات العُمانية الفرنسية، إلى جانب الأزياء التقليدية في البلدين، وتشكيلة من المجوهرات والتحف، ونماذج لبعض السفن العُمانية الفرنسية”. 

أما متحف غالية للفن الحديث الذي اسسته صاحبة السمو الدكتورة غالية بنت فهر بن تيمور آل سعيد، وافتتح عام 2011م، وتغير اسمه إلى (متحف المكان والناس) ، فيمثل واحدا من المتاحف المتخصصة لأنه يضم قسمين رئيسيَّيْن هما : متحف الأزياء وآخر للفنون التشكيلية الحديثة.  

وبرز (المتحف الوطني) في سلطنة عُمان لكونه يتحدث عن “الأثر البشري في شبه الجزيرة العربية قبل نحو المليوني عام ، وإلى يومنا الحاضر” ، ومن خلال أربعة عشر قاعة يتنقل الزائر من ” قاعة الأرض والإنسان، إلى قاعة التاريخ البحري، فقاعة السلاح ، وقاعة المنجز الحضاري، وقاعة الأفلاج، وقاعة العملات، وقاعة ما قبل التأريخ والعصور القديمة : بات والخطم والعين، وقاعة ما قبل التأريخ والعصور القديمة: أرض اللبان، وقاعة ما قبل التأريخ والعصور القديمة : ما قبل الـتأريخ، وحضارة ماجان، والعصر الحديدي، وقاعة عظمة الإسلام، وقاعة عُمان والعالم، وقاعة عصر النهضة، وقاعة التراث غير المادي، وقاعة المقتنيات (منظومة المخازن المفتوحة)، إلى جانب ذلك، توجد قاعة مخصصة للمعارض المؤقتة بمساحة (376) مترًا مربعًا تم تصميمها وفق الضوابط والمعايير المتبعة عالميا لهذا النوع من المنشآت”.

وبرز الاهتمام بالطفل من خلال متحف يضم وسائل حيه تبسط العلوم والتكنولوجيا، ويحتوي معروضات تناسب مختلف الأعمار ، تم افتتاحه في 14 نوفمبر 1990م ضمن احتفال السلطنة بالعيد الوطني المجيد كمكرمة سامية من السلطان قابوس بن سعيد ـ رحمه الله ـ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى