بأقلام الكُتّابمقالات وآراء

مشكلة سلاسل التوريدات العالمية والتأثير على الأمن القومي..

الكاتب/ عيسى بن سالم البلوشي

issa.albalushi73@gmail.com 

 

مشكلة سلاسل التوريدات العالمية والتأثير على الأمن القومي..

 

تسبب الانتشار السريع والواسع لفيروس كورونا والازمة المتعلقة به إغلاق واسع للصناعات بمختلف انواعها في جميع أنحاء العالم، وبطبيعة الحال، كان النشاط الصناعي منخفضا في ظل القيود التي فرضتها الدول على نقل البضائع وحركة الافراد. ويزداد الحديث في الفترة الاخيرة عن أزمة جديدة تتسبب في عرقلة “سلاسل التوريد العالمية” والمخاوف من ان يؤدي تأثيرها المرتقب على النمو الاقتصادي العالمي والامن القومي الوطني.

في الوقت الذي بدء فيه التعافي من كوفيد-19، بدء العالم الحديث عن أزمة أخرى قد تكون مربكة لجميع الحسابات وينتج عنها تداعيات سلبية جديدة وركود اقتصادي كبير، ألا وهي “تعطيل سلاسل التوريد العالمية”، حسبما ذكر تقرير لشبكة “سي إن بي سي”.

وقد أدت أزمة كورونا إلى فوضى بالنسبة كبيرة لمصنعي وموزعي السلع الذين لن يستطيعوا العودة إلى مستويات الإنتاج والتوريد في فترة ما قبل الجائحة لعدة اسباب والتي من ضمنها نقص العمال ونقص المكونات الأساسية والمواد الخام والامور المرتبطة بها.

ايضا الوضع يزداد سوءا أثر نقص الطاقة في كلا من الصين والذي تسبب في ازمة في الإنتاج في الأشهر الأخيرة، وكذلك في بريطانيا، حيث تسبب “بريكست” في نقص حاد في سائقي الشاحنات، كما أن الولايات المتحدة وألمانيا تكافحان نفس المشكلة، فيما تتكدس البضائع في الموائئ الأمريكية ضمن قائمة انتظار طويلة.

يقول تيم وي أحد المحللين الاقتصاديين العالميين : إن مشاكل سلسلة التوريد “ستزداد سوءاً قبل أن تتحسن”.

سوف تسبب الاختناقات التي تضرب سلسلة التوريد – الازدحام والانسداد في نظام الإنتاج والبيع – على جميع قطاعات خدمات وحتى السلع بمختلف اشكالها، بما في ذلك نقص الإلكترونيات والسيارات ومشاكل في إمدادات المواد الغذائية واللحوم والأدوية والمنتجات المنزلية.

ومن ناحية أخرى حذر مسؤولون أمريكيون أن المواطنين في العالم سوف يواجهون ارتفاعاً في الأسعار ورفوفاً خاوية في موسم الشتاء.

كما حذر خبراء وكالة موديز من أن الوضع قد “يزداد سواء قبل أن يشهد تحسنا”، الأمر الذي قد يتسبب في رفع الأسعار للمستهلكين أو ما يعرف بالتضخم، إضافة إلى أنه يبطئ الانتعاش الاقتصادي العالمي .

لقد أصبح التحدي الأكبر هو الحصول على المنتجات من الصين، حيث أصبحت القدرة محدودة للغاية وقد يتسبب في انقطاع تام اذا ما ازداد الوضع سوءا. ويتسبب النقص في حاويات النقل والموانئ المغلقة في تعقيد الخدمات اللوجستية بالنسبة لتجار التجزئة في جميع أنحاء العالم.

ختاماً يتطلب الأمر من المعنيين في السلطنة أخذ التدابير اللازمة لإدارة هذه الأزمة العالمية الجديدة التي تُحَذِّر منها جميع الدول الكبرى بما فيها أمريكا وأوروبا والصين، كما يجب توعية المواطنين باحتمال تأثر التوريدات إلى السلطنة دون ذعر أو هلع، ومعالجة الازمة بكل شفافية .. حفظ الله العالم من شر الأشرار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى