
الذكاء الاصطناعي وتأثيره على القطاع العقاري ( 2 )
بقلم/ عبدالله الراشدي
استكمالاً لما تم طرحه في المقال السابق بذات العنوان، وكما أشرنا فيه، فإن الموضوع يحتاج لعدة مقالات، ولكن سنكتفي هنا بذكر بعض الملامح العامة المتعلقة بتأثير الذكاء الاصطناعي على القطاع العقاري.
وفي هذا الإطار تبنت حكومات عدة دول خططا واستراتيجيات للتعامل مع الذكاء الاصطناعي، حيث أشارت مؤسسة الاستشارات ” أوكسفورد إنسايتس” أن سلطنة عمان قد حققت تقدما في مؤشر جاهزية الحكومة للذكاء الاصطناعي في عام 2024، لتحتل المركز 45 عالميا من بين 193 دولة.
وبالطبع فإن وزارة الإسكان والتخطيط العمراني قد تبنت عدة خطط واستراتيجيات تتماشى مع هذا التوجه العام وكذلك مع رؤية 2040، تمثلت في خطة التحول الشامل والاستراتيجية العمرانية إضافة إلى إنشاء منصات الكترونية مختلفة والتي تقدم خدمات متنوعة للعملاء بما يعزز ويمهد الأرضبة الخصبة لاستثمار امتيازات الذكاء الاصطناعي لتحقيق أهداف تلك الاستراتيجيات والرؤى والخطط المستقبلية.
وفي ظل تزايد عدد المكاتب والشركات العقارية مع كثرة المشتغلين في مجال الوساطة، تزداد الحاجة إلى استثمار تطبيقات الذكاء الاصطناعي من أجل التميز في طريقة العرض والتسويق لجذب أكبر عدد من العملاء وإقناعهم على اتمام الصفقات من خلال جمع المعلومات وتحليلها وعرض المنتجات والخدمات بطرق مبتكرة وسهلة ودقيقة وواسعة الانتشار مع تسهيل عمليات المعاينة والمقارنة وتقريب وجهات النظر بين الأطراف المعنية،، والمساعدة في سرعة اتخاذ القرارات المناسبة،
وعليه سنشهد خلال المرحلة القادمة، ظهور بعض الشركات العقارية وتصدرها القائمة بسبب حسن توظيفها لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في جذب وكسب العملاء، وبالمقابل قد تندثر بعض الشركات العقارية التي لا زالت تعتمد على الطرق التقليدية القديمة، مهما كانت الخبرات العملية التي يتمتع بها أصحاب تلك الشركات من حيث معرفة المواقع والأسعار والتوقيت المناسب للبيع أو الشراء أو التأجير أو الاستثمار وحتى في إدارة الممتلكات ومتابعة خدمات الصيانة وتحصيل الايجارات وغيرها من الأعمال الأخرى، فالأنظمة الذكية ستتكفل بكل ذلك بصورة أسرع وأكثر دقة مع تقليل الحاجة إلى التدخل البشري لأدنى مستوياته، إضافة إلى تقليل دور الوسيط البشري للتنسيق بين العملاء بل من المتوقع أن يتم الاستغناء عنه تماما في بعض المجالات.
ختامًا نقول لرواد الأعمال عامة ولأصحاب الشركات العقارية خاصة، بادروا بتدريب موظفيكم على استخدام واستثمار الأنظمة الذكية وتوظيفها بالطريقة الأمثل لتقديم الخدمات وعرض المنتجات للعملاء، مع إيجاد البدائل المناسبة لتغطية جوانب الاستغناء عن العناصر البشرية حتى لا يفقد البعض وظائفهم؛ حيث لن يكون هناك مكان لأصحاب الفكر التقليدي في سوق العمل في ظل ثورة الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته المذهلة.