عُـمانعُمان اليوم

التحول الرقمي في سلطنة عُمان.. إنجازات متسارعة ومشاريع مبتكرة

مسقط /العُمانية/ أصـــداء

تعد التحولات الرقمية والتطورات التقنية الحديثة من الركائز الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الاقتصاد الرقمي في سلطنة عُمان وذلك في إطار مستهدفات رؤية عُمان 2040.

وقال سعادة الدكتور علي بن عامر الشيذاني وكيل وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات للاتصالات وتقنية المعلومات في لقاء صحفي مع وكالة الأنباء العُمانية: إن التحول الرقمي يمثل محورًا استراتيجيًّا في رفع كفاءة الأداء الحكومي وتحسين جودة الخدمات المقدمة وتعزيز بيئة الأعمال من خلال توظيف التقنيات المتقدمة كالذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء وسلسلة الكتل (البلوك تشين).

وأضاف أن الوزارة وضعت خارطة طريق متكاملة لبرنامج التحول الرقمي الحكومي للفترة 2021-2025، تستهدف رقمنة الخدمات الحكومية وتبسيط الإجراءات وتعزيز الحوكمة الرقمية، مشيرًا إلى أن هذه الجهود أثمرت عن رقمنة أكثر من 1700 خدمة حكومية وتبسيط 2199 إجراء خلال السنوات الثلاث الماضية، ما أسهم في تسريع إنجاز المعاملات وتحسين تجربة المستخدمين.

وأوضح أن الوزارة تولي اهتمامًا كبيرًا بتطوير البنية الأساسية الرقمية لجذب الاستثمارات الأجنبية وتعزيز نمو الشركات الناشئة، حيث تم تنفيذ العديد من المبادرات بالتنسيق مع الشركاء المحليين، وأسفرت الجهود عن استقطاب شركات عالمية رائدة مثل أمازون لخدمات الويب (AWS)، وشركة “جوجل” لمشروع التجوال الافتراضي، وشركة “Bitmain” المتخصصة في معالجة البيانات وتعدين العملات الرقمية المشفرة، إضافة إلى شركة GSME المتخصصة في تصميم أشباه الموصلات والرقائق الإلكترونية، وشركة Yandex لتطوير منصات النقل واللوجستيات، وكذلك شركة Phoenix لتطبيقات تعدين العملات الرقمية المشفرة.

وبيّن سعادته أن الذكاء الاصطناعي والبيانات المفتوحة يمثلان ركيزتين أساسيتين في استراتيجيات الوزارة للتحول الرقمي، حيث أُطلق البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية المتقدمة لتعزيز الإنتاجية والابتكار وتحسين الخدمات العامة، كما يجري العمل على تدشين منصة وطنية للبيانات المفتوحة خلال هذا العام لتمكين الأفراد والمؤسسات من الاستفادة من البيانات الحكومية في تطوير حلول مبتكرة.

وأشار إلى أن الوزارة تسعى إلى توسيع استخدام التقنيات المتقدمة مثل سلسلة الكتل وإنترنت الأشياء لدعم الاقتصاد الرقمي، موضحًا أن سلطنة عُمان شهدت تطورات ملحوظة في هذا المجال، منها ترخيص 6 مراكز لتعدين العملات المشفرة، وافتتاح المرحلة الأولى من مشروع مركز استضافة ومعالجة البيانات وتعدين العملات المشفرة في المنطقة الحرة بصلالة.

وأكد سعادته أن الوزارة تعمل على تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية التحول الرقمي من خلال تنفيذ برامج توعوية، وإطلاق مسابقات تقنية، وتنظيم زيارات ميدانية للجامعات، مشيرًا إلى أنه قد تم مؤخراً تدشين مبادرة “سفراء المحافظات للتحول الرقمي” والتي تهدف إلى نشر الثقافة الرقمية على نطاق أوسع.

مضيفًا أن الوزارة تولي اهتمامًا خاصًا بتمكين الشباب العُماني في مجالات التقنية والتحول الرقمي عبر برامج تدريبية ومبادرات مثل مبادرة “مكين”، التي تهدف إلى بناء القدرات الرقمية الوطنية وتأهيل الشباب العُماني بالمهارات التخصصية المطلوبة لسوق العمل الرقمي عبر مسارات تدريبية شاملة تتضمن الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني وإنترنت الأشياء، حيث تم تدريب أكثر من 8 آلاف مستفيد من البرامج التدريبية إلى نهاية عام 2024، وتهدف المبادرة الوصول إلى 10 آلاف مستفيد بنهاية عام 2025.

إضافة إلى برنامج “نمو” الذي يختص بدعم الشركات التقنية الناشئة في مرحلة النمو من خلال توفير خدمات تسهم في تسريع ونمو أعمال هذه الشركات، ويهدف إلى مد الشركات المستهدفة بالمعرفة والمهارات التي تساعدها على النمو، وتحفيزها للتوسع محليًّا وإقليميًّا، وكذلك المساهمة في رفع القيمة المحلية المضافة لقطاع الاتصالات وتقنية المعلومات.

كذلك برنامج “جدارة” الذي عملته الوزارة بالتعاون مع الأمانة العامة لمجلس المناقصات على إعداد برنامج جدارة لتسهيل وصول وتجربة المنتجات المطورة محلياً للمؤسسات الحكومية والشركات المملوكة للحكومة، بما يسهم في تطوير ونمو الشركات التقنية الناشئة في سلطنة عُمان، حيث تم تمكين وصول وتجربة (7) منتجات تقنية مطورة محليًا للمؤسسات الحكومية والشركات المملوكة للحكومة من خلال برنامج جدارة لتمكين الابتكار التقني والإسهام في تطوير ونمو الشركات التقنية الناشئة في سلطنة عُمان، ويجري العمل على بدء تجربة (4) منتجات تقنية أخرى.

و “هاكاثون ساس48” الذي يهدف إلى تشجيع الابتكار في المجالات التقنية التي تسهم في الحفاظ على البيئة وتحسين جودة الحياة في حالات الطوارئ، وتعزيز التعاون بين المبدعين من مختلف المجالات (برمجة، وتصميم، واستدامة بيئية، وإدارة كوارث)، ودعم الشركات الناشئة والمطورين الذين لديهم أفكار قابلة للتطبيق في هذه المجالات.

كما أطلقت الوزارة مؤخراً برنامج “التقنيات العميقة” والتي تشمل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، والروبوتات، وإنترنت الأشياء، حيث تركز هذه البرامج على تسريع نمو الشركات الرقمية وتوسيع نطاقها من خلال توفير حلول تقنية مبتكرة ودعمها في الوصول إلى الأسواق الإقليمية والدولية.

وحول المشاريع الوطنية التي تمثل نموذجًا يحتذى به في التحول الرقمي أفاد سعادته بأن هناك عدد من المشاريع التي تعد نماذج رائدة في هذا المجال ومن أبرزها تطبيق “انتخب”، وهو أحد المشاريع الرائدة في التحول الرقمي بسلطنة عُمان، حيث يعكس رؤية سلطنة عُمان نحو تبني التقنية لتعزيز الكفاءة والشفافية في الخدمات الوطنية ويهدف إلى تسهيل العملية الانتخابية من خلال التصويت الإلكتروني، ما يمكّن المواطنين من الإدلاء بأصواتهم بسهولة وأمان باستخدام الهواتف الذكية. كما يعتمد التطبيق على تقنيات حديثة مثل التشفير الآمن للتحقق من هوية الناخبين وضمان سرية البيانات، إلى جانب توفير تحديثات لحظية حول مراحل العملية الانتخابية.

الجدير بالذكر أن سلطنة عُمان حققت تقدمًا ملموسًا في المؤشرات الدولية، حيث صعدت 9 مراتب في مؤشر الحكومة الإلكترونية لعام 2024، لتصل إلى المرتبة الـ 41 عالميًّا، كما تقدمت 4 مراتب في مؤشر جاهزية الحكومة للذكاء الاصطناعي لتصل إلى المرتبة الـ 45، ما يعكس الجهود المبذولة لتعزيز جاهزية سلطنة عُمان للتحول الرقمي والابتكار التقني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى