
“ما بعد المطر”.. وثائقي بلجيكي يتناول اليوم التالي لكوارث السيول
بروكسل /العُمانية/ أصـــداء
وتبدأ مشاهد الفيلم بسيول جارفة وبيوت مدمرة وسكان مروعين، عاكسا بشكل أو بآخر ما حدث في بلجيكا في يوليو 2021.
غير أن مشاهد الكارثة في حد ذاتها ليست إلا نقطة انطلاق الوثائقي؛ فكما يوحي بذلك العنوان، يتطرق هذا العمل لجانب أقل تشويقا وأقل تناولا في الإعلام ولكنه يكتسي أهمية قصوى، ألا وهو الآثار الوخيمة على مختلف الأصعدة. فبعد مغادرة الكاميرات، يبرز ملايين المتضررين الذين يتعين عليهم إعادة بناء حياتهم من شبه الصفر بعد الصدمة الشديدة وحالات الغرق العديدة وانهيار آلاف المنازل.
لقد تتبع الفيلم مجموعة من الضحايا فرصد حياتهم اليومية التي تؤرقها التعقيدات الإدارية المصاحبة لإعادة البناء ومشاكل التأمين وبطء تقدم الأشغال وغش المقاولين والتهجير القسري.. ناهيك عن التوجس الذي يطبع حياتهم في المستقبل المنظور وعلى المدى الطويل. وماذا لو أعادت الكارثة الكرة مرة أخرى؟
ويتناول المخرجان هذا التخوف الأخير فيغيران أفق الفيلم ويتناولان المشكل من زوايا أخرى: مواطنون يسعون إلى حماية حقوقهم، التحديات الاجتماعية والعمرانية، احترام الطبيعة، الاحتباس الحراري، كيفية المزاوجة بين التعديلات الضرورية على الأرض واحترام الأشخاص المتضررين.