بأقلام الكُتّابمقالات وآراء

الـنـجاح الحـقـيـقـي..

الدكـتـورة/ سـلـوى سـلـيـمان

خبير تربوي ، واستشاري اكتشاف ورعاية موهوبين

 

الـنـجاح الحـقـيـقـي..

 

يتساءل الكثير منا عن المقصود بالنجاح الحقيقي، وهل يمكن للإنسان أن يحقق النجاح بدون تخطيط أو الارتكاز على مصدر أساسي كالمنصب أو المال؟.

في اعتقادي أن الثوابت دائمًا تُعد ارتكاز حقيقي فعلى ودائم، فالمناصب قد تتغير أو نفقدها، والمال قد يزول فلا يبقى لنا سوى الثروة الحقيقية والكنز الذي يكمن بدواخلنا؛ ذلك الداعم والسند والمحفز لكل نجاح وتقدم، فكما نعلم أن المتغيرات زائلة مهما بذل الإنسان من جهد في الإستحواذ بها، فمما لا شك فيه أن مقياس النجاح الحقيقي يتوقف على درجة استغلال الإنسان لمواهبه، وتفجير الطاقات بداخله ، ومدى إفادته من الفرص المتعددة في الحياة، بالاضافة إلى اتخاذه من كل عقبة تصادفه دفعة للنهوض مرة أخرى وتحقيق المزيد من النجاحات، واعتماده على الله سبحانه وتعالى في كل أعماله وافعاله أولاً وآخراً؛ ولذلك نجد الناجح والفاشل والمتميز والعادي، ويعود السبب في ذلك الى أن النجاح في هذه النواحي يستلزم كثيرًا من الصفات التي تعززه في كافة مناحي الحياة؛فكل نجاح نتاج لفهم وتعمق وتقدير للذات، وأيضًا تنمية وتحديد دقيق للأهداف والتحكم في أسلوب التفكير والسلوك.

ولكي نظفر بالنجاح الحقيقي في حياتنا العملية، فإنه من الضروري أن نسعى للتمكن من العمل الذي نقوم به، بالإضافة إلى القدرة على كسب قلوب الآخرين، فكلما نجحنا في كسب قلوب أكبر عدد منهم، زاد احتمال نجاحنا في عملنا وحُبنا له والتفاني فيه، فأنت تستطيع أن تحدد الأهداف ووضع الخطط وتنفيذها، ثم تقيّم الأداء المتعلق بتحقيق الأهداف، ومن هنا تكمن السيطرة على مهنتك وتوجيه نجاحك فيها الوجهة التي تجعلك تتكيف مع حيثياتها، وتحقق النجاح المنشود.

أما الاشخاص الذين يعتقدون انهم لا يسيطرون على تقدمهم المهني؛ فإنهم يكونون عادة سلبيين في تعاملهم مع تقدمهم وجَهدهم ، فهم لا يخططون حياتهم المهنية لانهم يعتقدون أن ذلك غير مفيد، وهم يعتقدون بأن ما سيكون سيحدث، وأن أي جهد لتغييره لا فائدة فيه.

في الحقيقة إن هؤلاء الاشخاص يمضون في الحياة بدون هدف، ولكن عندما تمر بهم السنين ينظرون إلى الوراء، ويقولون لقد أخطأنا، لأننا من المحتمل أن نكون أفضل لو فعلنا ذلك!!

وأخيرا.. لكي نكون ناجحين لا يكفي أن نعيش من أجل انفسنا وبناء شخصياتنا فقط، وإنما يجب أن نعيش في انسجام مع الآخرين،ومع المجتمع الذي نعيش فيه.
ولو عرفنا انفسنا وحرصنا على أن نتخيلها في مكان الذين نتعامل معهم، وقدرنا ظروفهم لكسبنا قلوب الكثيرين منهم ، وذَللنا كثيراً من المشكلات التي يمكن أن تنجم عند التعامل معهم، وحققنا بذلك المقياس الحقيقي للنجاح…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى