بأقلام الكُتّابمقالات وآراء

إدارة الـعـقـل..

الدكـتـورة/ سـلـوى سـلـيـمان

خبير تربوي ، واستشاري اكتشاف ورعاية موهوبين

 

إدارة الـعـقـل..

 

عندما نلفظ مصطلح ادارة العقل يتعجب ويستنكر البعض ، لأن الإنسان يمتلك عقل وعاطفة ، يسيطر العقل على التصرفات والأفكار ، فهو وسيلة التفكير واتخاذ القرارات ؛ فمن استطاع السيطرة على عقله وإدارته استطاع تدبير أموره ،أما من فلت منه زمام أمره، وسيطرة العاطفة على تفكيره ؛فلا يلومن إلا نفسه لأنه سيعيش في فوضى مستمرة ويجني حصاد فكره، ويتزامن مع حديثي هذا مقولة الدكتور إبراهيم الفقي : “عليك ان تحذر من الأفكار السلبية التي يمكن أن تأتي على بالك في الصباح، لأنها يمكن أن تبرمج يومك بالمشاعر السلبية، وعليك أن تركز انتباهك على الأمور الإيجابية، وأن تبدأ يومك بالنظرة السليمة تجاه الأمور”.

وما أسفر عنه متخصصو البرمجة اللغوية العصبية أن العقل والجسم نظامان يؤثر كل منهما في الآخر، “ويؤكدون أيضا أن الذي يتحكم في عقله أكثر يحصل على النتائج التي ينشدها”.

ويعد هذا المقال دعوة للتفكير بإيجابية لأن الإيجابية سر سعادة الإنسان، وتحقيق أهدافه المختلفة فما عليك عزيزي/عزيزتي إلا أن تُحضر ورقة وتبدأ في كتابة أفكارك التي تجول في عقلك أولاً، بعدها حدد من بينها ما هو إيجابي وما هو سلبي، ولك أن تستبعد الأفكار السلبية تماماً من رأسك، وتسعى إلى إبقاء الإيجابي منها، فلكي تدرك الحياة جيداً حاول أن تكتشف نفسك، إمكانياتك، طاقاتك، مواهبك، والخيارات المدهشة التي تكفي لإحداث تغيير في حياتك وحياة من حولك، أخرج من حصار مستوى تفكيرك القاتل الصامت (لا استطيع)، (صعب)، (فوق مستوى قدراتي)؛ بمعنى إبحث عن الجوانب الإيجابية في كل موقف تتعرض له، ركز دائماً على النصف الممتلئ من الكوب وليس الجزء الخالي منه، ودائماً كن حريصاً على أن تكون موجوداً وسط الصحبة الإيجابية، فضلاً عن قراءة قصص النجاح للآخرين لتكون دافعاً إلى إيجابيتك، وإعداد الأفكار التي تمكنك من أن تسلك الإيجابية في مختلف تفاصيل حياتك، ودائماً ردد العبارات المحفزة للطاقة الإيجابية (أنا مفعم بالطاقة، الأمور تتحسن معي يوماً بعد يوم، أستطيع التحكم في أفكاري، أنا أعيش حياة هادئة، لدي وظيفة وأصدقاء، أنا ناجح في عملي …)، وعبارات أخرى متعددة في هذا السياق.

ومن هنا فإن الإنسان يمتلك إلى جانب العقل العاطفة كلاهما يؤثر على تصرفاته؛ فهما يقرران معاً كيف يتصرف؟، وماذا يفعل؟، وكلما كانتا قويتين وقادرتين على التصرف الحكيم كانت النتائج مذهلة أكثر، وهذا هو سر الطاقة الإيجابية التي ينشدها كل إنسان.

لذا علينا دائماً لكي نحافظ على طاقتنا الإيجابية أن نختار الأشخاص المحيطين بنا، وأن نحرص على التواجد في الأماكن التي يمكنها دعمنا بالطاقة الإيجابية، وأن نتأكد أن الأشياء التي نختارها، والقرارات التي نصنعها تدعمها أيضاً.

لا تتردد، وابدأ بتغيير أفكارك لكي تتغير مشاعرك وأحاسيسك، وعندها سوف تصبح مديراً ناجحاً لعقلك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى