بأقلام الكُتّابمقالات وآراء

في الذكرى العشرين لغزو العراق .. صدام حسين بين  المواجهة والوطنية..

حـمـد الـنـاصـري

كـاتـب و قـاص

 

في الذكرى العشرين لغزو العراق .. صدام حسين بين  المواجهة والوطنية..

 

تمر علينا هذه الايام ذكرى ألِيْمة ومَريرة في قلوب وذاكرة كل العرب والمُسلمين هي مناسبة مرور 20 سنة على الغزو الأمريكي للعراق وما نتج عن ذلك الغزو الظالم من تداعيات وكوارث على مُستوى العراق والمنطقة ككل.

وبتلك المُناسبة أجْرت قناة روسيا اليوم وضِمن برنامج قصارى القول لقاء مُفصلاً وصريحاً مع شيخ الدبلوماسية العربية معالي يوسف بن علوي عبدالله الوزير الأسبق لوزارة الخارجية العُمانية كما عرفه مقدم البرنامج.

وقد تحدث معاليه بإسْهاب وصراحة حول مُجريات الاحداث من مُقدمات الغزو وبدء العمليات العسكرية لحين انهيار الجيش العراقي ودخول الغُزاة إلى بغداد ومن ثم اعتقال صدام حسين.

ومن أهم ما جاء في الحوار السياسي وألخصه في نقاط:

1. صدام رجل عروبي، يبحث عن حل لمشاكل العرب كقائد عربي.

2. صدام حسين اختار الشهادة وفضّل المُواجهة.

3. صدام حسين كان مُدركاً أنّ الروس لن يقفوا مع العراق، وكان على وعي تام بأنّ هدف أمريكا تدمير العراق، لذلك اختار المُواجهة.

وخلال ذلك اعترف شيخ الدبلوماسية العربية أنّ غزو الكويت كان بداية الأزمة، وما شهدتها المنطقة والعراق خصوصا كان تداعيات لذلك الخطأ التاريخي.

وأجاب معاليه حول سُؤال لمحاوره مذيع قناة روسيا اليوم أنه لا يُمكن أنْ نُحلل قضية حصلت قبل 30 عاماً بمنطق اليوم أو لأنّ الظروف تغيّرت وحتى أدوات السياسة تغيّرت ولم يَعد بالمقدور فهمها وفق نظرة 2003.

وأنّ حلّ الصراعات قبل 30 عام ليس مُمكناً بأدوات وشروط هذا الزمن.

وأشار معاليه أنّ أمير الكويت الراحل قال في 1988 للأمريكان : إن العراق لم يقم بضرب الأكراد بالكيماوي، وصدام لم يفعلها؛ بل هو اتفاق بين أحزاب كردية تروجها لصالحها.

ومِمّا ادْلى به معاليه من تصريحات أنّ العراق والكويت ليس بينهم خلاف قديم ولا جديد بل أنّ بينهم صداقة وثقة.

وعن رأيه بوزير خارجية العراق وقتها طارق عزيز فقد قال عنه بأنه مدرسة في الدبلوماسية، وكان يَعلم ما الذي سيحدث للعراق والقادة العراقيين ولكن فضّل الوقوف مع الوطن ومع قيادته بشجاعة.

وعن دبلوماسية السلطنة ودورها قبل وخلال الازمة ذكر معاليه بأن عُمان لم تُشارك في الربيع العربي، فقد أدركنا أنّ الربيع العربي ليس له خطة مُستقبلية بل هي عصبيّة شارع.؛ وستنتهي. لذلك اخترنا سياسة الهدوء في التعامل مع هذه القضية.

ورأيي الشخصي ..

إنّ إصرار الولايات المتحدة على غزو العراق بلا أية مُبررات قانونية أو حتى قرار أمَمي وبأعذار واهية ثَبت بُطلانها لاحقاً، واتضح أنّ الهدف الرئيسي كان تدمير العراق وقتل قادته، وإبادة جماعية لعلمائه، وأنّ لغة المواقف اتجاه العراق تغيّرت، حين استنفذت الأهداف، وتخلّقت فوضى الشرق الأوسط.

وقد أنتجت تلك الفوضى إقليمياً وعالمياً مُتطرفين عرفوا بتنظيم الدولة “داعش”، وتسبّبت في زعزعة الاستقرار في العراق، وانتقلت العدوى إلى بلدان كثيرة بمسميات مختلفة؛ تمخّضَت عن حركات تمرّد وثورات عُرفت بالربيع العربي، ولم تزل الفوضى قائمة إلى يومنا هذا.

وهنا نأتي الى ما صرّح به عامر سلطان من البي بي سي نيوز عربي؛ كاشفاً عمّا جاءت به وثيقة بريطانية سُرِّبت حديثاً؛ مفادها؛ أنّ بلير وبوش كانا مُتأكدان قبل غزو العراق بعامين من عدم قدرة نظام صدام على تطوير أسلحة محظورة.

والسؤال .. بعدما تبيّن بُطلان وزيف ادّعاءات الأمريكان والبريطانيين حول حيازة العراق أسلحة دمار شامل، واتّضاح أنّ العراق ونظامه بقيادة صدام حسين لم يُمثلا تهديداً للسلم في الشرق الأوسط والعالم؛ فممّن ومتى سيتم ردّ الاعتبار للعراق وحكومته وشعبه، ويُعوضهما عن الخسائر الهائلة والضحايا الأبرياء التي كلّفها ذلك الغزو والعدوان؟.

ومن سَينفذ العدالة ؟ وهل ستظهر قُوى أكبر لمحاسبة من أقدم على تدمير العراق وسوريا، وإثارة الفوضى في الشرق الأوسط والربيع العربي؟.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى