قلعة الميراني تجذب السياح..
أحمد صالح حلبي
كاتـب وباحـث – السعودية
قلعة الميراني تجذب السياح..
إن كنت قارئا لتاريخ سلطنة عُمان أو زائرا لها ، فإنك ستقف حائرا بين تاريخها وتراثها ، وأصالتها وكرم أهلها ، وستعجز عن التدوين والحفظ ، فكل ما حولك له في التاريخ قصص وأحداث.
وتبرز قلعة الميراني كواحدة من المعالم التاريخية التي تروي أحداثا مضت صاغ بطولاتها أبناء عُمان.
وقلعة الميراني الواقعة في العاصمة مسقط وتعرف أيضاً باسم “القلعة الغربية” تطل على تلة صَخرية عالية ، وقد بناها البرتغاليون عام 1588م ، وأطلقوا عليها اسم “ميرانتي” وتعني بالبرتغالية “الأميرال” ، غير أن البعض يقول : إن اسمها “ميران شاه” وهو اسم لأحد قادة الفرس ، وكانت مقرا للحامية الرئيسية للبرتغاليين أثناء وجودهم في عمان ، والذي استمر حوالي 60 عاماً ، ويتم الصعود إليها عبر درج مَنحوت في الصخور ، وأنشأوا بها حوضاً للسفن ومعقلا على مستوى البحر تحت الصخرة عام 1610م ، وقال باحثون : إنه يوجد بها كتابات باللغة البرتغالية محفورة على السور الجنوبي الشرقي للساحة الخلفية السفلية ناحية الميناء ، وقيل إن النقش تم تغييره بعد عام 1640م عندما استقلت البرتغال عن إسبانيا.
وتعتبر قلعة الميراني من أهم الحصون ، فقد ذكر مايلز أن الحاكم البرتغالي في مسقط مارتينو افونسودي ميلاو كان يقيم فيها ، عندما تشتد حرارة الجو مع أنه كان يقيم معظم السنة في مجمع جريزا أسفل القلعة.
وقلعة الميراني تعد من أعظم القلاع العمانية، وتتميز بموقعها على البحر ووسط طبيعة رائعة وتصميمها الفريد ، وتعيش اليوم أفضل حالاتها فقد أصبحت موقعاً سياحيا جذابا يقصده الكثيرون.
ونصيحة أقدمها لكل زائر لسلطنة عمان ألا يستعجل الأيام ، وأن يكون سائحا متجولا بين مدنها وقراها ؛ ففي كل محافظة ومدينة وقرية حدث تاريخي هام ، وشخصية مؤثرة ، وما قاله الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش خلال زيارته لمقر وفد سلطنة عُمان الدائم لدى الأمم المتحدة بنيويورك في نوفمبر 2022 ليس بغريب إذ قال : “إن العالم يعرف تاريخ عُمان، ودور العُمانيين، وثقافة التسامح والتعايش التي نشروها في العديد من بقاع العالم ، والتي لا تزال شاهدة على ذلك في مناطق عديدة من آسيا وأفريقيا ، معتبرا أن المكانة والاحترام اللذين تتمتع بهما سلطنة عُمان على المسرح الدولي مرآة تعكس ذلك الإرث الحضاري لعُمان والعُمانيين”، وهو تأكيد على مكانة عُمان؛ فهنيئا للعُمانيين هذا التقدير وهذه المكانة.