بأقلام الكُتّابمقالات وآراء

هـيّا بنا .. فالحياة جميلة بنجاحنا معاً..

زايـد بن خلـيـفه الشكـيـلي

مدرب معـتمد في إدارة التغـيير

 

هـيّا بنا .. فالحياة جميلة بنجاحنا معاً..

 

عزيزي القارئ .. كلنا يدرك بأننا خلقنا لنكون متعاضدين متعاونين متفاعلين كالجسد الواحد فمن ميزة الناس الناجحين بإخلاص يستسيغون حشد أكبر عدد كي يرافقونهم رحلة النجاح حتى يحتفلون لاحقاً بنجاح جماعي وهنا اشدد على ما تحته خط بالسطر أعلاه فالناجحون المخلصون بعطائهم ومثابرتهم واجتهادهم وإخلاصهم وتفانيهم نادرون عكس “المتسلقين” ،  العابثين الذين يهدرون لحظاتهم حتى ينصدموا بواقعهم المرير.

في أحد مترو الأنفاق كان هناك صبي هزيل الجسم أشعث تبدوا عليه ضغوط الحياة والفقر وحذائه مقطع من بعض الحواف ، شارد الذهن .. يبيع أقلام الرصاص ويشحذ.

مر عليه احد رجال الأعمال .. فوضع قطعة نقدية في كيسه ثم استقل المترو في عجله.

وبعد لحظة من التفكير .. خرج من المترو مرة أخرى .. وسار نحو الصبي وتناول بعض الأقلام !!

وأوضح للصبي بلهجة يغلب عليها الاعتذار .. أنه نسي التقاط الأقلام التي أراد شراءها !!

وقال للصبي ، إنك رجل أعمال مثلي ، ولديك بضاعة تبيعها ، وأسعارها مناسبة للغاية ، ثم استقل القطار التالي.

بعد سنوات من هذا الموقف، وفي إحدى المناسبات الإجتماعية تقدم شاب أنيق المظهر بهي الطلة يمتلئ ثقة وشموخاً نحو رجل الأعمال وقدم نفسه قائلاً : “إنك لا تذكرني على الأرجح ، وأنا لا أعرف إسمك ، ولكني لن أنساك ما حييت .. إنك الرجل الذي أعاد إليَّ احترامي وتقديري لنفسي؟!.

كنت أظن أنني (شحاذ) أبيع أقلام الرصاص .. إلى أن جِئت أنت وأخبرتني أنني (رجل أعمال).

هنا أسألك عزيزي القارئ : ألم تتعرض لمثل هذا الموقف ، وأقصد أن منحك أحدهم كلمة طيبة ظل أصلها ثابت وتفرعت بأعماقك وفكرك حتى كادت تعانق السماء؟ وهل عملت على سقيها وتنميتها حتى تحدث ذاك التغيير بحياتك ؟ وكيف كان حجم تعاملك وتأثرك بها ؟ فقد قال الله عز وجل في محكم كتابه في سورة إبراهيم (ألَم تَرَ كَيفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصلُهَا ثَابِتٌ وَفَرعُهَا فِي السَّمَاء تُؤتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذنِ رَبِّهَا وَيَضرِبُ اللّهُ الأَمثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُم يَتَذَكَّرُونَ)، وكثير من الأمثال العظيمة ذكرها الله في سطور كتابه العزيز حتى نتفكر ونعمل بها كي نكون أكثر تميزاً، ونصل بإنسانيتنا الى مراتب عظيمة تتسم بحب الخير للعالم ولمن حولنا دون فتور.

عزيزي القارئ لا تنتظر التغيير ، فالتغيير بداخلك؛ فقط اجعل ثقتك بالله هي دليلك، وتذكر أنه بالإيمان والعمل والعطاء السخي تصنع المعجزات، وأنت المسؤول عن ذاتك ومستقبلك ومصيرك، والناجحون أمثالك يثقون دائماً في قدراتهم على النجاح ، فبقدر ما تركز عليه وتطمح لتحقيقه من تغيير في أي من أمور حياتك سيتحقق بإذن الله تعالى ولكن بالاجتهاد، ولعلّي هنا أهديك أهم تقنية التي قد تكون غائبة عن ذهنك وهي “الدافع” فبقدر قوة الدافع تتحدد مدة التغيير، ولعلك استخدمتها كثيراً في مختلف مناحي حياتك ولكن أدعوك أن تركز عليها؛ فكلما كان الدافع قوياً كانت سرعة الإنجاز أكبر، ودقة الإنجاز أعلى، وخطة الإنجاز أدق ، وتذكر بأن من لا يخطئون أبداً .. هم الذين لا يتعلمون أبداً.

الناجحون الذين يدركون تماماً إلى أين هم ذاهبون، وماذا سيحققون، ومتى سيحققون الهدف، وكيف ومع من سيتحقق، وما طبيعة من سيشاركهم هذا النجاح؛ هم عكس المتسلقين الذي انتشروا في أيامنا الحاضرة بشكل يكاد بفوق الخيال ممن وللأسف الشديد يتفننون في تراجيديا التقليد الأعمى، وكم هم مزعجين حقاً لا يأبهون الى التعلم والاطلاع والبحث؛ فقط يسرقون بعض الكلمات كي يظهروا بإتيكيتهم المزيف وتمتلئ منهم مؤسسات العمل للأسف الشديد، ولكني سأوجه لهم سؤالاً بسيطاً متمنياً أن يراجعوا موقفهم، وكلنا على استعداد لمساعدتهم ومساندتهم (إلى متى ستستمروا على هذا الحال؟؟).

عزيز القارئ إن من أهم الكتب التي أشعلت الحماس بداخلي وأتذكر ذلك كان قبل ما يزيد عن 18 عاماً حينما قرأت كتاب العادات السبع للإقدام على التغيير بشجاعة ستيفن ر. كوفي ، ذاك الكتاب الذي غير الكثير من المفاهيم والقناعات لدي في هذه الحياة الجميلة التي لطاما عانيت فيها مع بداية حياتي الكثير والكثير ، ولا فضل أي كتاب على كتاب الله تعالى عز وجل ولكن هناك من المبهرين ممن يفندون تفاصيل الحياة ويتغلبون على صعابها ثم يخرجون ما لقنتهم إياه هذه الحياة ليمنحوه لغيرهم ويختصرون المشوار الكبير عليهم ولكن هم فقد تحدث شتيفن في هذا الكتاب عن أهم سبع عادات يتوجب على المرء ان يتحلى وستوشح بها حتى يحقق التغيير المطلوب وينتقل من وضع الى وضع اجمل وأفضل  ويمكنك عزيزي القارئ تحميل الكتاب وقراءته، وأنصح بذلك ان كنت لا تعلم به ولكني مدرك بأنك لا تقل إهتماماً فقراءتك لمقالي هذا دليل على نجاحك واهتمامك في تطوير ذاتك وتغيير مساراتها للأفضل والأجمل.

فكر في النجاح وآمن بأنه يمكنك تحقيقه لأنك ناجح لأنك قادر لأنك تستحق النجاح ، تخلص من منغصات الماضي التي كثيراً ما تحبط تقدمك وتعرقل خطواتك ، لا تقلل من شأن قدرات ولا تبالغ في ذلك ، اجعل حياتك مبنية على اهداف واسعى لتحقيقها واستمتع بما تمتلك من قدرات ، ضع في مخيلتك دائما قاموس الناجحين الذي لا يوجد بين ثنايا لحظاتهم وقت للتقاعس ، اجعل لمن حولك قيمة وأعترف بقيمة الآخرين وتأثيرهم الإيجابي ، مد نظرك بعيداً ولا تكتفي بما عند قدميك ، وتذكر بأن المال ليس دليلاً على النجاح بل حجم الرضى لمن حولك وتفانيهم معك هو النجاح الحقيق لأن اعظم قيمة هي حب الناس وحبهم لك ، أسأل نفسك كل لحظة كيف يمكنني أن انجز بشكل أفضل وستجد أن كل حواسك قد أرهفت، وقدراتك تنوعت، وإبداعاتك تميزت، وسِّع مداركك بالقراءة والاطلاع وبما يحققه الناجحون الذين سبقوك ، لا تترك أي ثغرة للقوى المحبطة أن تثنيك عن الإنجاز والتقدم لأنك إنسان تمتلك أهدافاً عكس ممن يهيمون في الحياة دون تركيز ، كن دوماً متحمساً نشيطاً متفائلاً متوكلاً واثقاً في ذاتك بأن قادر على فعل ذاك الأمر وتحقيقه ، تقبل الإختلاف في الراي بصدر رحب بين وبين الآخرين وشجعهم على التحدث معك بل وإن وجد لديهم أي انتقاد على اسلوب تعاملك كي تعالجه وتتخطى هذه المطبات بسلام ، لا تنتظر حتى تتحسن الظروف ، فهي لا تتحسن الا بتقدمك وإلا تأكد بأنك ستنتظر للأبد ، وحاول ان تكون اكثر فطنه فتحويل المحن الى منح ليست بتلك الصعوبة عليك.

عزيزي القارئ إذا معزم ترابعني في رحلة التغيير خلا غايته .. فهناك الكثير لننجزه معاً، ونمد أيدينا لبعضنا البعض والآخرين من الناجحين كي نتشارك لحظات الإنتصار معاً.

((نكون معا، هذه هي البداية ، والبقاء معا هو التقدم، والعمل معا هو النجاح ))..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى