بأقلام الكُتّابمقالات وآراء

مفاهيم الدبلوماسية .. فن الإتيكيت الاجتماعي (إتيكيت استخدام الهاتف)..

الدكتور/ سعدون بن حسين الحمداني

دبلوماسي سابق ، عضو جمعية الصحفيين العمانية

 

مفاهيم الدبلوماسية .. فن الإتيكيت الاجتماعي (إتيكيت استخدام الهاتف)..

 

فن الإتيكيت الاجتماعي يعتبر من أهم مفردات فن الدبلوماسية لكونه يُعبر عن الذوق الرفيع والسلوك المهذب للشخص. مجتمعنا العربي بصورة عامة والعُماني بصورة خاصة نقول بأن هذا الشخص ما شاء الله عنده إتيكيت أو بالعكس بأن هذا الشخص لا يملك أي مفردة من الإتيكيت، وهنا السؤال الذي يطرح نفسه؛ ما هي القياسات التي نحكم بها على هذا الشخص؟.

وهل هناك مدارس متخصصة بفن الإتيكيت الاجتماعي ؟ وهل فن الإتيكيت الاجتماعي يزيد من إنتاجية الشخص في عمله اليومي سواء الحكومي أو الخاص؟ وهل هذا الفن يزيد من كاريزما الشخص؟.

كل هذه الاسئلة تكون بجعبة فن الإتيكيت الاجتماعي الذي يعتبر العنصر الجوهري والأساسي بفن الدبلوماسية لكون يعكس كاريزما الشخص من خلال تربيته، ثقافته، خبرته المهنية، وتاريخه المشرف في الحياة بالإضافة الى المستوى الأكاديمي المطلوب في الحياة اليومية.

يعرف فن الإتيكيت الاجتماعي بأنه : هو القواعد المرتبطة بالسلوك والتصرف والتعامل الراقي والذوق الرفيع والسلوك الحَسن في كل مجالات الحياة الاجتماعية والرسمية سواء في الشارع، البيت، العمل، والتركيز، والعمل بمفردات هذا الفن واستخدامه بصورة صحيحة سوف يسعدنا في المقام الأول لأنه يشعرنا بحب الناس واحترامهم وتقديرهم لنا ويشعرهم بمتعة التعامل معنا. والإتيكيت الاجتماعي هو خلاصة ودمج بعض من نظريات( علم الاجتماع & علم النفس & فن الدبلوماسية) حيث يركز على أسلوب التعامل مع الناس بعضهم مع البعض سواء داخل العائلة الواحدة، أو أصدقاء أو زملاء العمل، أو غرباء الصدفة وعكس السوك الحَسن والذوق الرفيع بالتعامل مع الناس سوف يؤدي الى النفور والضجر والتعامل السيء.

فن الإتيكيت الاجتماعي في عمالنا العربي والاسلامي يعتبر من ضروريات الحياة لأنها تستند على التربية الإسلامية الخالصة بعيداً عن التعصب والتخندق في أفكار بعيدة عن الحياة العصرية السليمة التي قد تدفع بالشخص الى طرق غير متعارف عليها بمجتمعنا العربي والإسلامي.

أهم فروع فن الإتيكيت الاجتماعي هي : إتيكيت الجلوس / إتيكيت المشي/ إتيكيت مستوى نبرة الصوت/ إتيكيت فن إدارة الحديث وفن الإنصات/ إتيكيت المجاملة والمصافحة والتعارف/ إتيكيت الاعتذار والنقد والنقد الذاتي/ الأسبقية في استقبال الضيوف/ إتيكيت حضور دعوات الغداء والعشاء وحفلات الشاي/ إتيكيت الحياة الزوجية/إتيكيت التعامل مع كبار الشخصيات/ إتيكيت لغة الجسد في المناسبات الاجتماعية والرسمية/ إتيكيت زيارة المريض/ إتيكيت السفر والتسوق/ إتيكيت الاماكن العامة والجلوس في الكافيهات أو المقاهي/ واخيراً والتي سوف نتطرق إليها اليوم هو إتيكيت استخدام الهاتف.

إتيكيت استخدام الهاتف..

لقد صنع الهاتف النقال لخدمة البشرية والإنسان وعليه استخدامه بالطريقة النموذجية التي صنع من أجلها ولكن مع كل الأسف، نرى العكس وخاصة وقوع الهاتف بيد مراهقين حيث ضاع الأبيض والأسود بين أفكارهم، وبدلاً أن يستخدموا لأغراض دعم مهاراتهم وثقافتهم، نجد القليل منهم قد خرجوا على طريق الصواب وبالتالي فأن الأهل والوالدين يتحملون المسؤولية الأولى بذلك. وعليه تجنب ما يلي: عدم استخدام الهاتف عند زيارة المريض أوفي المستشفيات أو المراكز الصحية ، تجنب استخدام الهاتف في الاجتماعات الرسمية، تجنب استخدام الهاتف في الأماكن العامة بصوت مرتفع، عدم استخدام الهاتف في صالات السينما أو المسرح او قاعات الدارسة، عدم استخدام الهاتف في الدوائر الرسمية السيادية مثل المنافذ الحدودية والعسكرية والأمنية وكذلك السفارات،  تجنب استخدام كاميرا الهاتف في الحفلات الخاصة دون موافقة صاحب الشأن،  تجنب الصوت العالي اثناء المكالمات الهاتفية في المقاهي والاماكن العامة ، تجنب الشجار والانفعال بالهاتف، عدم استخدام الهاتف في أوقات راحة الطرف الآخر، مراعاة فرق الوقت بين الدول واختيار الوقت المناسب للاتصال،  تجنب الإطالة بالمكالمات الهاتفية، عدم استخدام الهاتف في المساجد والجلسات الدينية، تجنب استخدام الهاتف في المؤتمرات والأنشطة والفعاليات الرسمية ، أفضل أوقات الاتصال بين الساعة 9 صباحاً حتى الساعة 1 ظهراً  وبين الساعة 5 عصراً حتى الساعة 9 ليلاً.

تجنب  إعطاء تلفونك الشخصي لأي شخص كان، الاستئذان من الاصدقاء اذ كنت جالس معهم لغرض أجراء مكالمة أو رد على المكالمة، تجنب لغة الجسد المبالغ فيها اثناء المكالمات، عدم استخدام الهاتف اثناء قيادة السيارة، عدم استخدام الهاتف في أوقات الراحة ليلاً مع الاهل والعائلة ، عدم اجراء أي مكالمة بعد س 10 ليلاً إلا للحالات الطارئة جداً، عدم إدخال الهاتف الى غرفة النوم لان حسب الدراسات الطبية الاخيرة لأنها قد تسبب ارتفاع ضغط الدم من رنة الهاتف الليلي او جلطة دماغية ، لا تترك هاتفك على الكراسي في الأماكن العامة أو المطاعم او المقاهي وأنت ذاهب الى الحمامات، اذ كان الاتصال طارئ فعليك أن تبدأ بالحديث بالأمر الطارئ دون الخوض بالتفاصيل الجانبية، اذ تتصل بالشخص لأول مرة عليك أن تبدأ بالتحية والسلام وبنبرة صوت هادئة ثم التعريف باسمك الكامل ووظيفيتك ثم تترك فرصة للمقابل للرد عليك، يستحسن أن تستخدم الألقاب بكل احترام وتقدير ( معاليك، سعادتك ، سماحتك ، دكتور ، سيادة العقيد وغيرها من الالقاب والوظائف )، تجنب استخدام الهاتف أن كان مزاجك غير جيد للحديث، وهناك مفردات وسلوكيات أخرى وخاصة للنساء نتطرق اليها في مقالات قادمة أن شاء الله.

وفي الختام أن الهاتف النقال وجدت لخدمة البشرية والانسان وليس لنشر الشائعات والتعرض وإهانة سمعة الناس والتشهير بينهم وابتزازهم والنفاق والقائل والقيل لأنه سوف يدخل في باب النفاق والنميمة والله المستعان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى