بـرَشَّـة مـطـر نـغـرق (2)..
محـمـد بن خمـيـس الحسـنـي
بِـرَشَّـة مـطـر نـغـرق (2)..
أصارحكم بشئ رغم أن البعض عارف وفاهم، والبعض يكابر، وآخر يتأمل حول أهمية الكتابة عن حاجات ومتطلبات الناس، لأن الكتابة هي متنفس للكاتب يفرغ ما لديه من قريحة كتابية، ويعبر عن آرائه وآراء أفراد المجتمع في العديد من مجالات الحياة المختلفة.
ورغم مطالبات البعض من الناس بعدد من الملاحظات منها الكتابة عن ما شهدناه مؤخرَا من سقوط أمطار من متوسطة إلى غزيرة في محافظة مسقط ، أمطار خير وبركة يفرح لها؛ إلا أننا بتنا نخاف منها وكذلك رغم جوابي لهم بالقول لا فائدة تذكر من الكتابة حول هذا الموضوع بالذات لأنه سبق لي قبل فترة وكتبت عن موضوع الأمطار وما تواجه بعض ولايات محافظة مسقط خاصة ولاية بوشر من فيضانات وتكدس مياه في الطرق الداخلية وحتى الشارع العام ولكن للأسف لم يحدث تغيير يذكر إلا فقط عمل قناة مجرى تصريف مياه أمطار تخدم اماكن محدودة فقط، ولكن نزولا عند رغبتهم ومطالباتهم للكتابة حول هذا الموضوع سأكتب للمرة الثانية.
سبحان الله العظيم الجميع يفرح بنعمة المطر خاصة في سلطنة عمان فالأمطار معنا شبه شحيحة، وليس لها وقت محدد لنزولها فهي ليست موسمية بإستثناء محافظة ظفار كونها تشهد سنويَا أمطارًا خريفية رائعة خلال فترة الصيف من شهر يونيو وحتى شهر سبتمبر من كل عام.
ففرحة الأمطار لا تضاهيها فرحة أمر متعارف ومتفق عليه ، إلا أن البنية التحتية في بعض ولايات محافظة مسقط خاصة الغبرة الشمالية ببوشر مما يجعل مياه المطر يتكدس عليه جراء رشات مطر وإن كانت خفيفة وللأسف لا توجد لها معالجة لذا فرحتهم تتحول لحالة من الهلع والخوف جراء تجمعات مياه أمطار تعيق حركتهم.
علاقة عكسية، نزول أمطار يقابله خوف وهلع خاصة عند سقوط الأمطار الغزيرة لفترة طويلة، عندها تجد تلك المناطق كالغبرة محاطة بالماء من جميع الإتجاهات كأنها تحولت لجزيرة محاصرة من جميع الجهات.
مؤخرَا سقطت أمطار متوسطة وغزيزة لم تتعدى السويعات وبعدها توقفت وخلفت تجمعات مياه كبيرة في بعض الأحياء السكنية ومياه متراكمة على جوانب الشوارع الداخلية لها.
ناشد معظم سكان تلك المناطق المتأثرة مرات عديدة وعلى أثر تلك المطالبات والمناشدات وبعد فترة ليست بالقصيرة ومعاناة بدأ العمل في عمل قناة ومجرى تصريف مياه يخدم أماكن محدودة من منطقة الغبرة؛ فيما لا يزال هذا الأمر مقلقَا، لأن مشكلة تجمعات المياه مازالات قابعة بين الأحياء السكنية لتلك المنطقة بولاية بوشر.
ومثلما لاحظنا وتناقلت وسائل منصات التواصل الإجتماعي خاصة الواتس أب والتويتر ؛ هناك تجمعات وتراكمات لمياه أمطار في العديد من ولايات محافظة مسقط أثر على حركة السير وأدى إلى تزاحم المركبات وعمليات إنقاذ من قبل هيئة الدفاع المدني، وتعطل بعض الإشارات الضوئية.
إسمحوا لي بالتوقف حول تعطل بعض تلك الإشارات الضوئية المرورية، كيف تتعطل أو تتوقف نتيجة نزول أمطار لعدد من الساعات دون حركة رياح قوية، ألا يوجد نظام يحمي تلك الإشارات المرورية الضوئية من سقوط الماء عليها أم ماذا ؟!.
هـمـسـة ..
مناشدة لحكومتنا الرشيدة حول عمل نظام شبكات تصريف مياه ناجح وهادف كحل دائم وليس مؤقتًا كما لمسناه في بعض المعالجات السابقة، فلو تمت معالجة تصريف مياه الأمطار عند نزولها، لشاهدنا أهالي سكان بعض تلك الولايات المتأثرة في المحافظات يستمتعون بنعمة الأمطار بكل راحة بال وسعادة عارمة ، وتشجعهم على السياحة الداخلية للخروج والإستمتاع بالأجواء جراء تدفق مياه الأمطار ونسيابها مشكلة لوحة طبيعية خلابة في غاية الروعة والجمال، وكذلك تقلل من عملية توقف دراسة الطلبة في المدارس، حيث نلاحظ عند سقوط أمطار غزيزة لساعات معدودة تتوقف الدراسة حرصَا من وزارة التربية والتعليم على سلامة أبنائها الطلبة.
كما تؤثر على دوام عدد من الموظفين القاطنين في المناطق المنخفظة والتي تتأثر من رشات المطر المتواصلة ، وبالتالي لا يتمكنون من الحضور للعمل مما يؤثر سلبًا على العمل في مؤسساتهم الحكومية والخاصة.
ختامًا أرجو من الجهات المعنية الإستجابة الفورية لتلك الملاحظات آنفة الذكر ولنقلل من مشاهدة مناظر فيها توقف حركة المرور ، وعمليات الإنقاذ ، وصور تجمعات المياه في المناطق السكنية.
ودمـتـم فـي ود ..