الأوطان حينما تصبح ضحية أفكار مغلوطة..
وافـي الـجـرادي
صحفي ومحلل استراتيجي
الأوطان حينما تصبح ضحية أفكار مغلوطة..
عندما تصبح شعوبنا وحياتنا كوابيس لترّهات تحول دون تقدمنا وتحضرنا لمواكبة العصر والتطور في حياتنا، والارتقاء بعيشنا فنحن واقعون في لب وصلب العقم الفكري للأسف!!.
لازال البعض يريد من أوطاننا أن تظل على وقع أفكار ورؤى سمجة ورجعية، بينما العالم المتقدم والمتطور تتجدد أفكاره ومنهجياته، ويوماً بعد آخر يثبت لنا غزارة ونجاح مفكريه وعلمائه في خدمة الشعوب وتقدمها، تماشياً مع تحولات وتغيرات العصر وفي شتى الجوانب؛ إلا نحن نعود للوراء ونتخلف عاماً بعد آخر.
إن العقول التي هي محصور تفكيرها ومواقفها في إطار حسابات دينية ضيقة لا يمكنها أن تقدم نموذجاً خلاّقاً ومثالياً لبناء دولة ما، ولا يمكنها أن تخدم مجتمعاتها؛ بل على العكس تسعى لتدميرها وتمزيقها بأفكارها وأسلوبها في الحياة، كما أن هذه العقول تقف وراء تغلغل وتفشي النزاعات والصراعات، وتمزيق المجتمعات والشعوب، وهنا يمكن القول بأنها تقدم خدمات مجانية للقوى الإمبرياليه في توسيع نشاطاتها وهيمنتها على الدول والشعوب عبر مسميات وجوانب مختلفة.
إن عالمنا اليوم (الدول التي تشهد صراعات) بحاجه الى ان تتضمّد جراحاته وتُطفأ نيران صراعاته وأزماته، وأن تجد المذهبية والطائفية المتفشّية في خاصرة الأمة حلاً نهائيا، وأن تهدأ كل الأصوات المروّجه والناشرة لها في جسد الشعوب.
وأن تتعايش الشعوب والأمم سواسية دون تذمُّر أو تزلّف فلا سبيل للأمن والرخاء والاستقرار والتقدم إلا في ظل مجتمع يحترم ذاته، ويسعى جاهداً في مضمار النمو والتنمية، وأن تُحترم فيه القوانين والتشريعات، ويعلو صوت الحق والعدالة والمساواة.
مؤسف جداً أن نرى فئة تطلق على نفسها بــ “فئة المثقفين” ولا زال أسلوبها ونهجها عقيم، وتنظر للأمور من زوايا محصورة لا تخدم بتاتاً رقي وتقدم مجتمعاتها، بل تساهم في تعقيد مشاكله، وتعود به الى الوراء ولعقود زمنية.
مؤسف أن نسمع ونقرأ ونشاهد بأن بشراً يحصرون النهضة الزراعية بزراعة واد معين أو للنهضة الصناعية بصنع صاروخ أو قاذفه…
مؤسف جداً أن نرى مجتمعاً ينظر للحاضر على أنه جهاد ويجب الاستمرار في الحرب والصراع حتى يوم القيامة…