حول الاتهامات الأمريكية لإيران بدعم روسيا !! كلام لا بد منه..
المهندس/ حـيّـان نَـيّـوف
محـلِّـل اسـتـراتـيـجـي
حول الاتهامات الأمريكية لإيران بدعم روسيا !! كلام لا بد منه..
يتركز الخطاب السياسي الأمريكي هذه الأيام على النحو الآتي :
صباحاً : إيران ترسل مسيرات لروسيا ،
ظهراً : إيران ترسل صواريخ فاتح لروسيا ،
عصرا : إيران ترسل الحرس الثوري إلى القرم ،
مساءً : إيران ترسل أسلحة متطورة لروسيا ،
ليلاً : إيران ترسل أسلحة تقليدية لروسيا !!.
ما تريده الولايات المتحدة من ذلك هو الدفع بأوروبا لفرض عقوبات على إيران لأنها تشارك روسيا في الحرب التي تشنها ضد أوروبا .. و لم تتأخر أوروبا بالاستجابة للغايات الأمريكية.
أما المعطيات التي استندت عليها الولايات المتحدة في ادعاءاتها ، فليس ثمة دليل واحد سوى ما أعلنته إمراة أوكرانية تعمل كصحفية نقلت عن جندي أوكراني أنه أسقط طائرة مسيرة مكتوب عليها شاهد 136.
وفي الوقت التي تجهد فيه إيران لنفي هذه التهم وتطالب بأدلة عليها ، بل وتطالب بعقد لقاءات مع الجانب الأوكراني لدفع التهم الباطلة ، يصر مناصرو محور المقاومة الأوكرانية على ترديد هذه الادعاءات دون الإلتفات لغاياتها.
من زاوية اخرى ؛ فإنه عندما يصف “مكتب زيلينسكي” روسيا بأنها حزب الله ، فهذا الوصف ليس عبثياً ، وهو جزء من الحملة الصهيو/أمريكية التي بدأت باتهام إيران بتزويد روسيا بالمسيرات ، وبإرسال الحرس الثوري إلى القرم.
ونحن هنا أمام واحدة أخرى من الأهداف الخبيثة لهذه الحملة ، تتمثل بإثارة الفتنة في الداخل الروسي من جهة وبين روسيا والعالم الإسلامي من جهة أخرى.
أما الفتنة في الداخل الروسي فتستهدف التاثير على المقاتلين الشيشان بالدرجة الاولى ، وعلى المسلمين داخل روسيا بالدرجة الثانية ، عبر تسعير المشاعر المذهبية.
وأما الفتنة الخارجية ، فتتمثل بدق إسفين بين روسيا ودول إسلامية ذات طابع مذهبي مغاير ، وخاصة دول الخليج وتركيا ودول آسيا الوسطى.
إن اجترار وتكرار الإتهامات الأمريكية الصهيونية لإيران وروسيا من قبل الإعلام المقاوم ومناصرو المقاومة ضد روسيا ، والمتمثلة بالدور الإيراني في الحرب الدائرة بين روسيا والأطلسي على الارض الأوكرانية ، ليس من الحكمة في شيء ، وله انعكاسات سلبية من حيث لايدري أصحابه.