كهنة العلم الزائف والنظريات الفاشلة..
ماجـد بن محـمـد الوهـيـبي
كهنة العلم الزائف والنظريات الفاشلة..
نرى ونسمع أقوالًا تُطْرَح وتُتَداول على وسائل التواصل الاجتماعي من قبل بعض البشر ممن يَدَّعون العلم، وتصعق من هول ما يقولون، فهم على الله ورسوله يفترون، وبالآيات البينات يكذِّبون.
وقد وجب علينا تحذير الناس منهم، فيتعاطى الواحد منهم أصول الفقه وهو في الحقيقة خاوٍ منه، ويتشدق آخر بعلوم الكلام وهو يتخبط في جنح الظلام، ويأتيك من يشككك في أقوال الرسول ﷺ وهو يتقن فقط قرع الطبول.
أي زمنٍ نحن فيه هذا الذي تجرأت فيه الحِملان على السباع، وأصبح الأحمق فيه مطاع، وخبر التافه ينشر ويذاع، وأتباع أمثال هؤلاء في تدافعٍ وصراع، ويستفتى فيه السفيه، ويتركُ فيه قول العالم الفقيه.
وظهر أمثال داروين ودوكنز وزلينسكي وغيرهم، أقزام الإلحاد وكهنة العلم الزائف؛ الذين أغروا تلاميذهم بنظريات واستنتاجات زائفة، يناقضُ بعضها البعض.
فمنهم من لا يعترف بوجود الخالق، ومنهم من يقول : إن ما يخلقه مشوهٌ وناقص – تعالى الله عن ذلك علوًاً كبيرا -، وآخر يقول بأن الإنسان أصله من جنس القرود.
ثم تطور فصار من البشر،وهو بهذا يدور في حلقة مفرغة مردها إلى الإلحاد والتخبط في التناقض، فغرَّروا بالمسلمين، وأدخلوهم في دائرة الشك، ومنها إلى الكفر والإلحاد والعياذ بالله.
والهدف من نظرية التطور هو إنكار وجود الخالق العظيم؛ الذي خلق الكون وما فيه من كائنات، وأن هذه الكائنات على حسب قول الكهنة جاءت بمحض الصُّدفة، ثم تطورت وتكيَّفت طبقا للتغيرات المناخية.
وقد رد على هؤلاء الكثير ممن أبطلوا اعتقاداتهم وخزعبلاتهم.
يقول أستاذي المصري محمد علي محمد : في عام 1935م بينما كان أحد الصيادين يبلل شباكه في قناة موزمبيق في الشاطئ الأفريقي على ساحل المحيط الهندي؛ إذ وقعت في شباكه سمكة السيلاكانت، وتعتبر هذا السمكة معجزة على من يظن أنها قد اختفت منذ ١٠٠ مليون سنة، وأثبتت التجربة كذب التخيل والتطور من خلال الاعتماد على البقايا الصلبة من جسمها.
وبهذا يتبين لنا أن داروين أراد إثبات تطور الأنواع من خلال إثبات بعض التغيرات في الهياكل العظمية للأسماك التي فحصها، وقال عنها إنها اختفت فحدث خلاف ما قاله تمامًا.
وذلك حينما تمكن هذا الصياد من اصطياد السمكة التي قال عنها : إنها اختفت وقد صادها هذا الصياد في ثلاثينيات القرن الماضي، وأنها لم تتطور؛ كما قال داروين، وكان الأولى أن تنتهي، ولكنهم قوم عَمين.
كما رد على هؤلاء الكهنة وأتباعهم الدكتور إياد قنيبي في الحلقة 45 من رحلة اليقين، وكان عنوان الحلقة : “لماذا تتعارض نظرية التطور مع الإسلام؟”.
وقد ذكر في الحلقة التي تليها وهي الحلقة 46 حيث رد فيها على أحد المخدوعين، وكان يُرَوِّج فيها لنظرية دارون بكل أركانها، ويقول : علينا أن نفهم نظرية داروين حتى لا نردها بجهل، وحتى لا نتخلف عن ركب العلم الغربي ونكون أضحوكة للآخرين، وأقول معلقًا حتى لا نكون أضحوكة للآخرين؛ يجب علينا أن نلحد جميعاً؛ هذا مايراه هذا المخدوع.
وأنه يستعرض عليك الأدلة في الجزء الأول من طرحه ويقول بأن مخلوقات الله جاءت بالصُدف والعشوائية، وأن الكائنات أتت بالانتخاب الأعمى الذي نتج عنه أخطاء في التصميم وأعضاء بلا فائدة!!.
وأن أسلوب النظرية على الرغم بما فيه من الجمال والسحر؛ إلا أنه غبي، وقد أتى هكذا غبيّاً، ولكن به شيء من الذكاء وقد سُحر هذا المخدوع بأسلوب النظرية منذ صغره، وهنا أترك التعليق لكم أحبتي القراء على هذه العبارات وأتساءل : كيف تمر هذه العبارات على عاقل فيصدقها؟!.
وكيف لمسلمٍ يبدأ سلسلته بالحمد والثناء على الله ثم يؤمن بنظرية حمقاء صدرت عن أحمق يقول إن الطبيعة نتجت عن خالق أعمى؛ فهو سمكري ومرقع، وأن ما صمَّمه من خلق كان غبيًا، وهو يلتمس منه العلم، وذلك في مقدمة الدعاء وبداية الحديث؛ ثم ينعته بالغباء وبالنقص بعد ذلك، وأن مخلوقاته قادرة على الصنع والإتقان أفضل من صنعه وإتقانه هو، وذلك نقلًا عن أساتذته ملاحدة الغرب، وحسبنا بهذا تناقضًاً، وتعالى ربنا العظيم عن ذلك.
كما أن هذا الانتخاب الطبيعي نتج عنه عيوب في الخلق حتى في تركيبة خلق الإنسان نفسه فضلًا عن سائر المخلوقات، وهذه الطريقة يقول عنها الدكتور إياد ما هي إلا استنساخ لأقوال داروين يستعرضها تلميذه المخدوع هذا.
وأن وجود كلمة الله، وذكره لها في هذه النظرية ماهي إلا حفظ لخرافة النظرية من السقوط، ولكي يُوهِم تلاميذه هو الآخر أن لله دوراً في هذه النظرية وهذا من الفِرْيَة على الله عز وجل، إذ خَلْقُه مُحْكَم ولا تشوبه شائبةٌ .. تعالى وتنزَّه عن كل نقص.
ويذكر الدكتور إياد أنه تتبع كتاب داروين (أصل الأنواع) الذي يذكر فيه دور الله بأسلوب ماكر متناقض، وانه تارة يستشهد بوجود خالق ينفخ الروح في الكائنات، وتارة أخرى ينفي ذلك، ثم يكتب عبارات يثبتها في طبعات هذا الكتاب ثم يحذفها في الطبعات الجديدة.
وقد خالفه ألفرد والاس بقوله : إن هناك قوةً خارقةً خلقت عقل الإنسان، مما جعل داروين يغضب ويقول له : لا ، وكأنه يقول له : لا تفسد عليّ نظريتي.
أما دوكنز الذي يقول : إن الإله وهم، فإن هذا المخدوع يقول عنه : إنه عالم يقدس العلم ويبتهج بالعلم، ولكن كيف صدقته يا أيها المخدوع ووافقت على تساؤله ؟! لماذا عصبُ الزرافة به لفة حمقاء غبية ؟، ثم يردف المخدوع لكن لا إله إلا الله فهو يعود للحنجرة تناقض عجيب.
ووصف تصميم عين الإنسان بالتصميم الغبي تأسِّياً بقول الألماني هيلم هولز، ويقول المخدوع : إن العظام الخلفية للحوت لا داعي لها استشهادًا بأراء أحد الملاحدة أيضًا.
فيما أثبته علماء الأحياء منذ مئة وثلاثين عامًا، وقالوا إن فائدة هذه العظام لتكاثر الحيتان، وفي بقاء جنسها، وعدم انقراض أصلها، ثم يعود المخدوع لينصحكم بكتاب (أعظم استعراض) للملحد دوكنز؛ ليخبركم دوكنز فيه أنه لا خالق لهذا الوجود.
فهو يُضَخِّم الملحد دوكنز في أعينكم، وينصحكم أن لا تستمعوا لرجال الدين على حسب قوله؛ فهم يكذبون ويهرفون بما لا يعرفون، وأن الملحد دوكنز هو الصادق وحده، تنزَّه الصِّدقُ عنه وعن أتباعه.
ويشعرك هذا المخدوع أن الملاحدة لديهم أدلة قوية كمثل تجربة زلينسكي وهي تقع في أكثر من سبعين صفحة، وبها تعقيد ومقارنات وعمل متقن جدا كما يقول، فما قصة هذه التجربة ؟ دعونا نتعرف عليها.
تقول التجربة : إن التطور يأتي بتنظيم معقد، وتأتي هذه التجربة بطريقة لا يتصور المؤمنون أنها ستحصل، ويقول : حصلت ورأيناها ووثقناها، وهي أن الصدفة ستخلق ولا داعي لخالق، وأن الطفرات تصنع نفسها بعد ملايين السنين، وإلى الآن لم يستطع إثبات ذلك، وقد مر على هذا الكلام خمس سنين أو أكثر.
وبهذه الشبهات غَرَّر هذا المخدوع بأتباعه، وألقى في قلوبهم بذور الشك والحيرة ثم تركهم، وتقمَّص كما يقول دور التنويريّين، وبث أكاذيبهم على أنها علم، وأن أدلتهم قوية، وأن حججهم لا يمكن دحضها، وأن قصة آدم في القرآن كلام فارغ.
وربما توقف أحد المُغَرَّرِ بهم من قِبل هذا المخدوع في قراءة ختمة شهر رمضان المبارك عند قول الله تعالى (أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لَّا يَخْلُقُ ۗ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ) الآية 17 من سورة النحل.
وقوله تعالى (أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ) الآية 17 من سورة الغاشية.
وقوله(يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ ۚ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ ۖ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ۚ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ) الآية (73) من سورة الحج.
وقوله (وَفِي الْأَرْضِ آَيَاتٌ لِلْمُوقِنِين وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ) الآيتين 20-21 من سورة الذاريات.
وقوله( إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ) الآية (49) من سورة القمر.
وقوله (وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ) الآية 8 من سورة الرعد.
ويقول(وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا) الآيه 2 من سورة الفرقان.
وقوله (صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ۚ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) الآيه 88 النمل.
وأخيرًا قوله تعالى (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها ۖ وذروا الذين يُلْحِدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون) الآية 180 من سورة الأعراف؛ تعالى ربنا الكريم وتنزه عن كل نقص وزلل.
وخلاصة القول إن هؤلاء الملاحدة الذين أوقعوا أتباعهم في فضاء التخبط، وألبسوهم أثواب الشك، وسقوهم من شراب الحيرة؛ يقولون إن نظرياتنا أعمق وأشمل من بديع صنع الله، وهي أدق من كلامه وقرآنه – تعالى الله عُلُوّاً كبيرا -، ونقيض قولهم هذا عدم استطاعتهم على خلق الذباب ولو اجتمع كل ملاحدة الأرض عليه، بل هم أضعف من ذلك بكثير.
ختامًا أنصحكم بمشاهدة سلسلة الدكتور إياد قنيبي وقد رد فيها على ادعاءات هذا المخدوع، فكثر الله من أمثال الدكتور إياد، وبارك في سعيه، وألهمه الرشد والسداد.