جريمة على شاطئ العشاق .. الفصل (8)..
فـايـل الـمـطـاعـنـي
جريمة على شاطئ العشاق .. الفصل (8)..
(منال غازي)
حاولت منى أن تهدئ من روع صديقتها وحزنها، وأن تطيب خاطرها، ولكن هدى أخذها الحزن كثيرآ، وكانت في حالة من الضيق الشديد وهى تقول : لقد تركني قبل موعد العرس بيوم واحدة، تصدقي لم يعلمني؛ فقط بعث برسالة عن طريق صديقه، وليس لي بل لأمي مختصر كلامه، بثلاث كلمات (لا يوجد نصيب)، ورحل، ولم يدر أن تلك الكلمات كلفتني عمري، والآن أنا أعاني من عدم ثقتي برجل؛ كيف أثق فيهم وقد خانني من ظننت أنه لا يخون ؟!!، وقد رحل في ليلة من أجمل ليالي عمري، وتركني أحترق!!.
المصيبة أنني لا زلت أحبه، لقد أصابني بالجنون؛ لم أترك مكاناً أعرفه عنه إلا وذهبت إليه؛ ماذا أفعل والمعازيم وأهلي وأمي المسكينة التى انهارت وكادت أن تموت كمداً لولا رحمة الله عزوجل بي، ولكن الله عزوجل شفى غليلي منه؛ وجدته جثة .. وأين وجدته؟
وجدته تحت كرسي مهترئ!!، ذلك الشاب الوسيم الذي كان يملأ نظرات الفتيات إعجابآ حين يغدو ذهاباً وإياباً؛ صار جيفة حتى الطيور الكاسرة تأنف أن تأكله احتقاراً له وانتصاراً لكرامتها فهي لا تأكل الجيف!!.
كانت النقيب منى في موقف حرج ولا تحسد عليه ولكنها تريد أن تعرف المزيد عن عبدالعزيز…، ولماذا ترك هدى في يوم زفافها ومن هي “منال” التي ظهرت فجأة كصديقة، وأيضا مالكة لفيلا يفترض أنها فيلا عبدالعزيز؟؟!!
وبعد تفكير قالت : الظاهر أن هدى لا تعلم بأمر الفيلا، وأنها أصلاً فيلا عبدالعزيز، وغادرت منى بيت صديقتها تاركة هدى غارقة في أحزانها، فهي لم تعد قادرة على تهدئتها وحينها قالت منى : إني قلبت عليها المواجع وبعدها ضربت مقود سيارتها بقوة قائلة : والآن جاء الدور على (منال) هذه لنعرف تفاصيلها من هي، وقالت بحماس : هيا أيتها النقيب حان وقت العمل؛ لن يفلت المجرم البائس من قبضة العدالة، ولو ذهب الى السماء لذهبت خلفه.
رجعت منى إلى بيتها، وقد وجدت أخيها العميد حمد* جالساً يتحدث إلى والدته فجلست بعد أن سلمت عليهما تشاركهما الحوار، فقالت وهي تضحك : ماشاء الله مدير التحريات في ضيافتنا.
فضحك العميد وهو يقول : كأنك نسيتي، وقال وهو يقبل يد والدته : إنها أمي ولها حق الزيارة، والاطمئنان عليها؛ بالمناسبة أين كنت ؟
منى وهي تضحك ولكن بحزن : كنت عند صديقتي “هدى”، وهنا لاحظت والدتها نبرة الحزن فقالت مستوضحة : هل حدث مكروه لصديقتك أو لأمها؟.
واستدركت منى الموقف قائلة ع: لا لا، إنهما بخير وعافية، ولكن يا لها من صدفة عجيبة فيلا القتيل عبدالعزيز قريبة من فيلا هدى قالتها موجهة كلامها إلى أخيها حمد، ولكن العميد حمد أشار إليها بيده أن تصمت، وألا تسترسل بالكلام أمام والدتهما.
وحينها قال لوالدته : أين طبق المحشي الذي من صنع يديك ؟؟ لقد أتيت من الخوير إلى هنا خصيصاً من أجله فلا تجعلي ولدك ينتظر كثيراً.
وضحكت الوالدة خديجة وقامت لكي تحضر طبق المحشي.
وحال خروج الوالدة خديجة قال لأخته : كأنه لديك معلومات عن القضية ؟ هاتي ماعندك.
منى : علمت أن فيلا عبدالعزيز ليست باسمه، بل باسم فتاة تدعى (منال بنت غازي) لا أعلم عنها سوى أنها معلمة، وأن والدها دكتور مشهور لديه مستشفىً خاص.
العميد حمد : طيب أريد تقريراً عن هذه السيدة، وعن علاقتها بعبدالعزيز .. أريد التقرير غداً قبل الساعة الثانية عشرة ظهراً.
مفهوم نقيب منى ؟ أريده غداً أكرر قبل الساعة الثانية عشرة ظهراً؛ قالها ضاحكاً بعد أن طبع قبلة على جبين شقيقته ومن ثم قفز من الأريكة ممسكاً بيد أخته قائلاً : إنني أشم محشي (أم حمد) من مسافة كيلو، وجذب منى من الكنبة وهو يكمل كلامه : هيا أسرعي قبل أن يسبقنا إليه عمي سليمان* ويقضي على المحشي اللذيذ الذي أحلم به منذ أسبوع، وأخذت منى تسبقه إلى الطاولة وهي تضحك قائلة : كله ولا الوالد؛ أنا التي ستقضي عليه قبلكما فإني جائعة.
يتبع ..
شروحات :
العميد حمد الشميسي : مدير التحريات أخ النقيب منى غير الشقيق.
العم سليمان : والد منى وزوج والدة العميد حمد.