على طاولة الشطرنج ومآلات زيارة الرئيس الأمريكي ..
مـريـم الشـكـيـلـية
على طاولة الشطرنج ومآلات زيارة الرئيس الأمريكي ..
أصبح أمراً متعارفاً عليه وربما هي بداية لكتابة مرحلة جديدة من ترتيب الأدوار وكأنك تعد للعبة شطرنج هكذا الحال في وجود رئيس جديد في البيت الأبيض يقوم الرئيس الجديدة بزيارة إلى الشرق الأوسط.
(جو بايدن) الرئيس السادس والأربعون للولايات المتحدة الأمريكية قام قبل أيام قليلة في زيارة للشرق الأوسط وتعد هذه الزيارة هي الزيارة الأولى له بعد تنصيبه رئيساً لأمريكا خلفاً للرئيس (ترامب) بعد انتخابات رئاسية حاسمة لم تخلُ من أحداث منها ما عرف بأحداث السادس من يناير وهو إقتحام الكابيتول وغيرها من أحداث لسنا هنا بصدد الحديث عنها.
قيل الكثير عن هذه الزيارة وتكاثرت التأويلات والتحليلات حتى قبل قدوم بايدن إلى المنطقة أي منذ الإعلان عنها ولم تنفك الأقلام ولا الصحف من التصريحات هنا وهناك وخصوصاً إنها جاءت في خضم أحداث متسارعة ومشتعلة ليست فقط في المنطقة فحسب وإنما حتى في العالم أجمع وهذا الأحداث تعد أحداث مصيرية وربما ترسم واقع لعالم جديد نذكر منها الحرب الروسية الأوكرانية وهي الحرب الأولى التي تقع في عقر دار القارة العجوز منذ الحرب العالمية الثانية ولها ما لها وعليها ما عليها وهي تلقي بظلالها على العالم بأسره وأيضاً موضوع الملف النووي الإيراني ومسار الإتفاق مع أمريكا والغرب وحدام الصراع بينهما ومآلات الحل الذي يتأرجح بين الحلحلة والتعقيد ولا ننسى أيضا إسرائيل ودورها والدعم الأمريكي الا محدود لها وخصوصاً في ظل اتفاقيات التطبيع مع بعض الدول العربية وما يمكن أن تقدمه رئاسة (بايدن) لها وبلا شك فالمسار الأمريكي بخصوص إسرائيل لا يختلف أن كان من يدخل البيت الأبيض جمهوري أم ديمقراطي فهذه سياسة ثابته والكل يعلم بها.. والكثير والكثير الكثير من الملفات التي طفت على السطح منذ بداية انتخاب (بايدن) إلى اليوم.
في نظري إن زيارة شاغل البيت الأبيض للمنطقة وبالتحديد في هذا التوقيت ليست زيارة عابرة أو كسابقاتها وإنما من وجهه نظري تأتي في المقام الأول إلى إعادة الإهتمام الأمريكي بالمنطقه الحساسة والتي تعد من أهم مناطق العالم أهمية سواء سياسياً أو اقتصادياً أو غير ذلك وعدم ترك المنطقه فارغة بالإنشغال الأمريكي الأوروبي بالحرب الروسية الأوكرانية ففي إعتقادي أن التخوف الأمريكي من دخول روسيا والصين كبديل لها في منطقه الشرق الأوسط يضعها في معادلة خاسرة وفقد مكانتها الاستراتيجية في منطقة حيوية كهذه وخصوصاً التواجد الروسي في سوريا مع حليف قوي كإيران معها وشعور دول المنطقة بالتخلي أو الانشغال الأمريكي عنها وعن مشكلاتها مثال كاليمن والصراع الدائر هناك وايضا ضرورة استكمال مشروع التقارب الإسرائيلي من دول المنطقة العربية كمحاولة أحياء اتفاقيات ابرهام في صيغة جديدة وهي الدمج الإسرائيلي في الشرق الأوسط .. وأيضاً في نظري محاولة أو سعي إدارة بايدن في وضع منجز له يخدمة في الإنتخابات المقبلة .. نعم هذه الزيارة كأنها جاءت لإعادة الحياة في لعبة الشطرنج وما سينتج عنها مستقبلاً أضنه كواقع ينتظر مآلات الأمور في كثير من محاور الصراع في العالم ونتائج الحرب الدائرة في أوروبا.
شكلت هذه الزيارة رفض أو امتعاض الجانب الفلسطيني منها على الصعيد الشعبي ففي إعتقادهم إن هذه الزيارة لم تأتي في مصلحة الفلسطينين وقضاياهم إلا بتقديم دعم الأونروا وأيضاً كلمات على ورق بخصوص حل يرسخ ما أقدم عليه الرئيس السابق من شرعنه القدس كعاصمة أبدية لإسرائيل وأيضاً في المقابل الدعم الكامل السياسي والعسكري والإقتصادي وحتى الساعات الطويلة من الزيارة قدمت للكيان الإسرائيلي في المقابل أربع ساعات فقط للفلسطينين تظمنت لقاء مع الرئيس (محمود عباس) ..
في إعتقادي إن الزيارة لم تنتهي بمغادرة الرئيس الأمريكي بعد لقاء القمة التي عقدها في مدينة (جدة) السعودية مع قادة مجلس التعاون الخليجي وثلاث دول عربية في قمة التنمية فقد تكون نتائج الزيارة هذه سيكون لها نتائجها مستقبلاً ولا أتحدث فقط عن النتائج السياسية حتى النتائج الإقتصادية فقد كان المجال الإقتصادي حاضراً وبقوة في هذه الزيارة وخصوصاً بعد الانتعاش الإقتصادي بعد جائحة كورونا وارتفاع أسعار النفط ومحاولة العالم إعادة نفسه في هذا المجال .. وأيضاً مراقبة إيران الحثيثة لهذه الزيارة فهي تعتقد إنها معنيه بها وبوجود تحالفات ضدها رغم التطمينات التي يوحي بصعوبة وجود تحالف ضد إيران من هذا النوع.