بوتين في عيد النصر الروسي والتّباهي بسحق النازية..
حـمـد الـنـاصـري
بوتين في عيد النصر الروسي والتّباهي بسحق النازية..
ألقى الرئيس فلاديمير بوتين رئيس روسيا الاتحادية خلال العرض العسكري الكبير الذي أقيم اليوم الاثنين9 مايو 2022 في الساحة الحمراء بموسكو بمناسبة الذكرى الـ77 للانتصار على النازية في الحرب الوطنية العظمى، وقد هنأ كل العسكريين والمحاربين القدامى بعيد النصر قائلاً : “نحن فخورون بجيل النصر الأبي الباسل، وواجبنا هو الحفاظ على ذكرى أولئك الذين سحقوا النازية”.
قالت بي بي سي العربية : إنّ الكثير من دول العالم وهيئات دولية، مثل الأمم المتحدة، تنظر إلى روسيا على أنها هي المُعتدي على أوكرانيا، وإلى عملية موسكو على أنها غزو غير قانوني”،. وكرد على تلك التعليقات، قال الرئيس بوتين في خطابه : “إن الجيش الروسي يقاتل حاليا في أوكرانيا من أجل شعب دونباس ومن أجل أمن وطنه”؛ مشيرا إلى أن روسيا اضطرت لصد عدوان محتوم عليها، بتحرك استباقي.
قالت صحيفة DW الألمانية في مقابلة مع المستشار شولتس المستشار الألماني ونظيره الفرنسي أكدا على سيادة أوكرانيا في ظل الغزو الروسي لها. وشدد شولتس على أن “أوكرانيا جزء من العائلة الأوروبية”،
وأضاف شولتس السياسي الاشتراكي الديمقراطي، أن “الحرب العدوانية المروعة” التي تشنها روسيا على أوكرانيا قرّبت الشركاء الأوروبيين من بعضهم البعض، مُشدداً على ضرورة التحرك المشترك.
وكرد على هذا التصريح ضد روسيا، أكد بوتين أن روسيا كانت دائما تدعو إلى حوار نزيه، وإلى أمن مُتساو وغير قابل للتجزئة للجميع.. لكن عبثاً فإنّ “دول الناتو لم ترغب في سماعنا”، حيث كانت لديهم “خطط مختلفة تماما”، وكانت هناك استعدادات لشن هجوم على دونباس وشبه جزيرة القرم .. مضيفاً أنّ الناتو بدأ يزحف نحو أراضي جوار روسيا عسكريا، مقترباً من حدودها، وكل الدلائل كانت توحي بأن “الصدام مع النازيين الجدد أمر لا مفر منه”.
المؤرخ مايكل جيلر، أستاذ التاريخ في جامعة هيلدسهايم الألمانية قال : إنّ سويسرا مثّلتْ “أقوى حياد على الساحة الدولية على الإطلاق”؛ ذلك الحياد يعود إلى عام 1815 عندما تعهد القائمون على هذا البلد الأوروبي بالابتعاد عن النزاعات وعدم تقديم مرتزقة يُحاربون إلى جانب أي طرف من الأطراف المتحاربة.
كان تأثير الصراع على التقاليد الثقافية والتاريخية ساهمت في تأجيج الجدل وأتاحت بدخول الميدان الأوروبي للتنافس الاجتماعي والسياسي، وانقسمت أوكرانيا إلى غربية ووسط ويَدعمون توثيق العلاقات القوية مع دول أوروبا وإلى جنوب شرق، ويَدعمون بشكل أقوى وأكبر لتوثيق تقاليدهم وثقافتهم وعلاقة تاريخهم مع روسيا، وبذلك الانقسام أجبر الرئيس الاوكراني آنذاك، يانوكوفيتش على ترك منصبه في فبراير 2014، والذي كان يَتلقى الدعم من المناطق الشرقية المؤيدة للعودة إلى تاريخ وثقافة أوكرانيا إلى حقبة الاتحاد السوفيتي العظيم، وانصبّت مجمل مُطالباتهم على المُحافظة على الهوية الوطنية والمُكوّن السوفياتي وعلى اللغة الروسية، مما أدّت إلى تزايد مشاعر الكراهية تجاه حركة الدول الأوروبية لانضمام أوكرانيا إليها.
والسؤال يشدني : هل ستنجر سويسرا إلى الدول الأوروبية وحلف الناتو وتُعلن تغيير حيادها لتنظم مع شقيقاتها الأوروبية ضد روسيا ؟!. وإن عصفتْ سويسرا بحيادها ولم تلتفت إلى قيم حيادها المُمتد منذ قرنين من الزمن؛ فما مصير طباعة الأموال النقدية ؟ وهل ستتأثر مصائر الأموال المودعة في البنوك السويسرية ؟ وهل سيتأثر الشعب السويسري الغنيّ من إلغاء هذا الحياد ؟ والسؤال الآخر : ما موقف روسيا في حالة انضمام سويسرا إلى حلف الناتو ؟ وهل بإمكان روسيا أنْ تُفشل موقف الأمم المُتحدة وتُقيّدهُ على خطوط الصَدع ؟.
الخـلاصـة :
بما أنّ كل الدول الأوروبية لا تَنتمي إلى التحالف العسكري “الناتو” فهل نجد في مُستقبل الحرب بين روسيا وأوكرانيا واقعاً جديداً ؟ أو هل ستأتي الحرب الروسية الأوكرانية بحلف مُحايد جديد ؟!
المـصـادر :
*وكالات .
*صحيفة DW الالمانية.
* مايكل جيلر، أستاذ التاريخ في جامعة هيلدسهايم الألمانية.
* قراءة في مشهد الحرب الروسي الأوكراني – الكاتب.