سموم التغريدات الخبيثة وضررها على المجتمع..
حـمـد الـنـاصـري
سموم التغريدات الخبيثة وضررها على المجتمع..
قد تكون وسائل التواصل الاجتماعي في السنوات الأخيرة هي الشغل الشاغل للأغلبية الساحقة من الناس وهذا لم يمنع كونها سلاح ذو حدين فيها منافع وفيها أضرار.
وقد رأينا وسمعنا تغريدات ما أنزل الله بها من سلطان تدل على عقول سقيمة ونفوس مريضة لم تجد أرضا خصبة لنفث سمومها الا من خلال تلك الوسائل المفتوحة كفيسبوك وتويتر وهاشتاغ وواتساب وغيرها ، وتعرّض الكثير من الناس لتلك السموم ولأغراض معروفة احيانا وغير معروفة في أحيان أخرى و قد كان من الاهداف المفضلة لتلك السموم هم المشاهير ورموز المجتمعات ، بتربص وحقد ونوايا دفينة ليس ورائها الا اشاعة الفتن وتعكير الأجواء الصافية للمجتمعات الآمنة تحديدا.
إن مختلقي الأخبار المزيفة المفسدة بلا شك يعانون من امراض نفسية وعقد عقلية وهم مدمنون على خلق المشاكل والفتن ولا تهدأ نفوسهم المريضة الا بمشاهدة معاناة الآخرين زيادة أزمات المجتمعات وقلب الحقائق وصولا الى دوامات من الوهم والانفلات المجتمعي لا سمح الله.
ونقرأ من رواية مزرعة الحيوانات ، للكاتب البريطاني، جورج اوريل ( ساور بعض الحيوانات الشك فيما أذيع عليها أخيراً من معلومات ، إلا ان سكويلر استطاع ان يضع الأمور في نصابها وان يبيّن لهم مدى ضعف ذاكرتها…). ص82.
فبعد انتشار كل خبر سقيم يبادر الخيرون والمصلحون لكشف الحقائق ودحض الأكاذيب التي نشأت في وسائل التواصل الاجتماعي و وأد الفتنة قبل استفحالها ولكن الاشاعات التي لا تجد من يتصدى لها تأخذ مداها وتستفحل حتى تصبح هي الحقيقة كما علمتنا التجارب المريرة.
لذا أقول إن تحصين الناس من تأثير الاشاعات في وسائل التواصل الاجتماعي من مهمات العمل الجمعي ، فهي اضافة لكونها مسؤولية فردية فان جزء كبير يقع على عاتق المجتمع والجهات ذات الاختصاص، وذلك لتمكين الحقيقة وتثبيتها وادانة وتحجيم الأكاذيب وسرعة التصدي لها.
إن الرد المُتفاعل من قبل الجميع هو الخطوة الأهم في حماية المجتمعات من الشر القادم بسبب تلك الإشاعات السقيمة.