خدعة الخطر الإسلامي في حملات الحزب الهندي الحاكم..
حـمـد الـنـاصـري
خدعة الخطر الإسلامي في حملات الحزب الهندي الحاكم..
قال تعالي {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} فشرط الله لنصرنا أنْ نَنصُر دينه ونحمي المسلمين وننصرُهم، واليوم نرى المسلمين في كل مكان يتعرّضون للقمع والظلم والاضطهاد لا لشيء إلاّ لكونهم مُسلمين، وتقاعَس بعض الدول المحسوبة على الإسلام عن أداء واجبها في نُصرة الدين لكن ذلك لم يمنع الكثير من الدول الإسلامية والشعوب من الوقوف بقوة وعزيمة نصرة للإسلام والمسلمين، وهذا ما دعا الحزب المتطرف الحاكم في الهند “حزب بهاراتيا جاناتا” أنْ يرضخ رغم أنْفه فقرّر صاغراً ذليلاً طرد رأس الفِتْنة نوبور شارما المتحدث الرسمي باسم الحزب، كما قامت الحكومة الهندية بطرد مسؤولة الاعلام للحزب في دلهي نافين كومار جيندال من الحزب أيضاً، وهذا دليل قطعي على قوة وتماسك الرد الإسلامي على تخرّصات تلك الشخصيات الوقحة على رموز المسلمين.
ولو عُدنا للتاريخ إلى حملات العداء التي شنّها المتطرفون الهندوس للمسلمين؛ فلها تاريخ يَمتد إلى حُكم المغول المسلمين للهند قبل 300 عام بدءًا من القرن السادس عشر؛ حيث ذُكِر في ادّعاءات ومزاعم الهندوس؛ أنّ مسجد جيانفابي هو أصلاً مَعبد هندوسي هدمه المسلمون المغول وبنوا على أنقاضه مسجداً، وهو الذي تدور حوله مؤخراً الخلافات بين الهندوس والمسلمين في الهند ويقع في بلدة أيوديا بالهندية अयोध्या))، وأيوديا مدينة قديمة تقع في منطقة فيض آباد في ولاية أوتار براديش في شمال الهند.
ارتبط اسم المدينة بمسجدها التاريخي الذي تمّ هدمه على يد حشد من الهندوس في عام 1992وهو ما أشعل التوتّرات بين الطرفين؛ حيث يزعم الهندوس أنه يحتوي على عمود حجري يُعتقد أنه رمز لإله هندوسي، فيما يَرفض المسلمون ذلك الادعاء ويؤكدون أنه بقايا نافورة!!.
إنّ الشرخ الديني بين المسلمين والهندوس أخذ في الاتساع سِيَما وأنّ هناك من يُؤجج الصراع ويرقص على نيرانه المُستعرة، حيث يجد زعماء الحزب الحاكم في التأليب الديني طريقة رخيصة ومضمونة لكسب أصوات الجهلة والمُغفلين الذين لا يعلمون أنّ شرارة الفتنة ستحرق الأخضر واليابس ولن يكونوا هم المنتصرين في كل الأحوال.
وقد صرّح أسد الدين العويسي، وهو مُشرّع فيدرالي وزعيم حزب سياسي إسلامي إقليمي في الهند، على تويتر؛ ” لن نسمح لهم بمضايقتنا للمرة الثانية، ومن مسؤوليتنا الحفاظ على مساجدنا سليمة من خلال أداء الصلاة بانتظام هناك”.
وقد ذكرت صحيفة هندية أن مُفتي سَلطنة عُمان الشيخ أحمد الخليلي الذي يبلغ من العمر 79 عامًا، يُواصل إبداء رأيه في القضايا الإسلامية.
ويبدو أنّ الموقف الصَلب والمؤثّر لسماحة الشيخ الخليلي قد أثار حفيظة الأطراف المرتبطة بالحملة المُعادية للإسلام في الهند، وردود الأفعال المنظمة والفعّالة من قِبَل المسلمين في كل مكان لفتاوى سماحة الشيخ، وإحساس المتطرفين من الحزب الحاكم في الهند بارتدادات الهزّة التي أحدثتها فتاوى سماحة الشيخ المفتي، وتأثُّر العلاقات السياسية والاقتصادية مع الكثير من الدول الاسلامية.
إننا إذ نفخر بأنّ عُمان البلد الأكثر تسامحاً وسلاماً والأعلى في الإنسانية والتحضّر، وإننا ننظر إلى أتباع باقي الأديان السماوية وغير السماوية باحترام ومُساواة، وهذا ما ترجمته القوانين العُمانية منذ عقود طويلة.
وقد تحدّثت الصحيفة الهندية حول نَيل شيخنا المُبجّل الخليلي لجائز (Nishan-e-Pakistan)، وهي اعلى جائزة مدنية في باكستان؛ مُعتبرة أنّ الشيخ الخليلي من أنصار باكستان، وهذا لنْ يكون مَثلمة في سيرة الشيخ بل هو فخر لكلّ من له اعتزاز لنصرة المسلمين أينما كان، وكلّ مُسلم عليه واجب أنْ يقف مع شَعب ودولة مُسلمة؛ فالشيخ الخليلي ليس رجل دولة أو دبلوماسي أو سياسي، بل هو فخرُ له ولكلّ مُسلم يعتزّ بدينه، وهو عالم من عُلماء الإسلام ولا علاقة له بالسياسة، ويقول ما يُمليه عليه دينه ويُرضي ربّه تعالى، ولا يَخشى في الله لومة لائم.
يقول المحلل السياسي في مؤسسة أوبزيرفر للأبحاث نيرانغان ساهو : “من الواضح أن قضية مسجد جيانفابي تتصدر الأحداث بتحريض من قوات هندوتفا المرتبطة بحزب بهاراتيا جاناتا”؛ في إشارة إلى الحركة الهندوسية المتطرفة.
وأضاف ساهو : “وهذه طريقة للحفاظ على غليان القدر الجماعي، والاستفادة من الاستقطاب الذي شهدناه؛ سنرى المزيد والمزيد من المزاعم المثيرة للجدل من قبل الجماعات الهندوسية بشأن المساجد”.
أقول أخيراً : إنّ وسْم “إلاّ رسول الله يا مودي” لسماحة الشيخ الخليلي قد وجد صَداه في دول كثيرة خارج عُمان، كما في عُمان وقد تُرجم إلى أفْعال منها، دعوات مُقاطعة المنتجات والشركات الهندية وردود أفْعال غاضبة تتفاعل يومياً، وتصريحات ومُذكرات احتجاج رسمية وشعبية وفعاليات واحتجاجات حول العالم أظهرت نفاد صبر المسلمين على الاستفزازات العنصرية الوقحة لأحْزاب وجهات تسترزق على الفِتَن والنزاعات.
إنّ سياسة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي وحزبه ضِد المسلمين واستلامه لراية التخويف من الخطر الإسلامي من الرئيس الفرنسي ماكرون، وقبله زعماء دول أخرى؛ ستجرّ على الحزب ويْلات ومَصائب بعدما سيتبين لهم أنّ الإسلام كلما اشتدّت تحدّياته وكَثُر أعداؤه ازداد صَلابة وتوحداً، وأن خُدعة التخويف من الإسلام لم ولنْ تَنطلي حتى على أعضاء ذلك الحزب، وخصوصاً عندما سَيرون أنّ ما سيخسرونه بمعاداتهم للمسلمين هو أضْعاف أضعاف ما سيكسبونه إنْ كسبوا شيئاً .. والله وليُّنا وناصِرُنا..