بأقلام الكُتّابمقالات وآراء

الإدارة الأميركية وشعورها بالخطر !!..

سـمـيـر عـبـيـد

كاتب ومحلل استراتيجي

لماذا أصبحت أمريكا خائفة جداً ؟ .. وماذا سيحدث في منطقتنا بشهر يونيو/حزيران ؟!!..

الإدارة الأميركية وشعورها بالخطر !!..

لقد شعر البيت الأبيض والادارة الاميركية بالخطر الحقيقي على مصالحهما في الشرق الاوسط وعلى اسرائيل بسبب المتغيرات في الشرق الاوسط، وبسبب تقارب روسيا مع حركة حماس. إضافة للأزمة المتفاعلة بين روسيا واسرائيل وما تسببه من ارباك في تلك المنطقة. اضافة للتنسيق القوي بين إيران وروسيا في المجال الاقتصادي وكسر الحصار عن روسيا ، وإن أكثر ما أربك واشنطن هو ارتفاع الروبل الروسي أمام الدولار الأميركي أخيراً والذي يعتبر تهديداً وجودياً للولايات المتحدة وللدولار.
فقررت واشنطن مايلي :
١- السرعة بترتيب اوراق  منطقة الشرق الاوسط.وكانت اول البواكير هو موافقة مجلس الشيوخ الاميركي على مقترح السيناتور كروز بفرض عقوبات على ايران تشمل البنك المركزي والحرس الثوري ، وهذا يعني تصويت ضد المشروع النووي الايراني .. أي بقاء ايران خصما وعدوا للولايات المتحدة ، ومن هناك بقيت إيران وفيّة لتحالفها مع موسكو وبكين !! وهذا سوف ينعكس على وضع إيران في العراق ؛ لأنه من المستحيل أن تقبل أمريكا بتواجد وقوة إيران في العراق ؛ لا سيما وأن هناك اللاعب البريطاني الصاعد في العراق والذي بدوره يناكف روسيا وإيران على حد سواء ، وإن بريطانيا غير وارد في سياساتها التنازل عن العراق لصالح إيران ، وإن التصعيد المفتعل أخيراً ضد الكويت ورائه إيران وحلفاء إيران في العراق بنية خلط الاوراق!!.
٢- قرار الرئيس بايدن القيام بزيارة الشرق الواسط في يونيو/حزيران ٢٠٢٢ القادم ، وسوف يزور القدس وبيت لحم ، وسيرأس بايدن قمة لقادة المنطقة خلال زيارته في حزيران القادم لمناقشة خطر الاصطفاف مع موسكو .. وسيناقش الرئيس بايدن مع قادة المنطقة ولادة (تحالف عربي – إسرائيلي) بقيادة إسرائيل ليكون بالضد من إيران ، ولقيادة المنطقة بدلاً من الولايات المتحدة ، والوقوف بوجه موسكو وإيران ومنع انزلاق المنطقة في حضنيهما مهما كانت التضحيات (وهذا يعني أن منطقة الشرق الأوسط ، ومنطقة الخليج أصبحتا في قلب الحرب الأوكرانية)!!.
٣- سيتم تبليغ قادة المنطقة  خلال القمة المرتقبة في يونيو/حزيران (بأن أي طارىء وأي أزمة مستقبلية يناقشون بها إسرائيل وغرفة العمليات “الإسرائيلية – الأميركية” في إسرائيل) لأن البيت الابيض والرئيس بايدن سوف يتفرغان للانتخابات النصفية في نوفمبر ٢٠٢٢ ، وكذلك للملف الصيني ، وقيادة الحرب ضد روسيا !! لا سيما وأن الصين بدأت بإجراء تدريبات مكثفة بالقرب من تايوان ، ومثلما فعلت روسيا قبل اجتياح أوكرانيا ، وأن الصين قد أعلنت رفضها لتمدد حلف الناتو شرقاً ، وجاء ذلك على لسان مندوب الصين في الأمم المتحدة والذي قال : (التوسع المطرد للناتو شرقاً لم يجعل أوروبا أكثر أماناً بأي حال ، وإنما زرع بذور الصراع).
لماذا سرّعت أمريكا وتيرة الحرب بأوكرانيا ؟!..
١- قلناها سابقاً ونقولها اليوم : إن أخطر تهديد يُرعب الولايات المتحدة هو ضعف الدولار ، أو تهديد الدولار ؛ لأن ضعف الدولار يعني انهيار أمريكا من الداخل وكذلك تفكك الجغرافية الأميركية ، لأن الدولار هو اللاصق الذي يجمع الولايات مع بعضها إن صح التعبير ، وهذا ما تشتغل عليه روسيا بقوة ، وسجلت اخيرا انتصارات طفيفة من خلال قوة الروبل ، ومن خلال اجبار دول معينة على شراء الغاز والنفط بالعملة الروسية الروبل، وايداع المبالغ في البنوك الروسية حصراً .وهناك دول اوربية رفضت الفكرة بسبب الضغط الاميركي، ولكنها ستكون مجبرة في آخر المطاف على الدفع بالروبل لانها لن تصمد بالرفض طويلا.
٢- وهنا نعطي مثال واحد وهو ايطاليا : 
ان أوقفت ايطاليا استيراد الغاز الروسي أدى ويؤدي الى فقدان حوالي 565 ألف وظيفة في ايطاليا فقط.وجاء هذا من خلال دراسة ايطالية نشرتها صحيفة “كور رييري ديلا سيرا ” الايطالية !وهذا بحد ذاته رعباً للحكومة الايطالية!.
٣- وهنا عليكم حساب عدد الذين سيفقدون وظائفهم  في الدول الاوربية الاخرى ومثلما يحصل في ايطاليا ؛ فسوف يكون عدد الذين سيفقدون وظائفهم  بالملايين ، وهذا سيكون  بالضد من الحرب في أوكرانيا ، وبالضد من الناتو وأمريكا ، وسوف تتولد حالة رفض وعنف ضد حكوماتهم وضد اللاجئين الاوكرانيين ، وكذلك بالضد من اليهود وإسرائيل انتقاما من الرئيس الاوكراني اليهودي النازي زيلينسكي ، وهذا بحد ذاته سيقوي الحركات اليمينية في أوروبا ، وكذلك سيقوي الحركات الايديولوجية والدينية في أوروبا. ومن هنا سيبدأ الانهيار والتفكك في أوروبا ، وإن القيادة الروسية تعرف ذلك من خلال دراسات استباقية سياسية واستراتيجية وأمنية!.
٤- وهناك تحديات اقتصادية ضخمة بدأت تضرب دول الاتحاد الاوربي . فعلى سبيل المثال تركيا . فلقد وصل التضخم في تركيا الى ٧٠٪؜ في ابريل ٢٠٢٢ وهو في أعلى المستويات منذ ٢٠ عاماً!.
الخـلاصـة ..
١- وهذا بحد ذاته جعل الولايات المتحدة تشعر بخطر حقيقي من تفكك الوحدة السياسية والاقتصادية في اوربا ،والتي سوف تفكك حلف الناتو. وحينها سوف تفقد امريكا حليفا قويا .فقررت زيادة وتيرة الحرب عسكريا وامنيا وتقنيا واستخباريا وتكنولوجيا  في اوكرانيا بهدف كسر شوكة الجيش الروسي من جهة .والعمل الجاد على ايجاد هدنة تمهد لوقف القتال  هناك . ولكن لا نعتقد سوف توافق روسيا على ذلك، الا من خلال تنازلات كبرى في اوكرانيا وفي الدول المحيطة بروسيا والتي هي ضمن حلف الناتو  وحليفة لامريكا!.
٢- من الجانب الاخر تحاول الولايات المتحدة ممارسة الضغط القوي على السويد وفنلندا لإعلان الانضمام لحلف الناتو لمحاولة لتطويق روسيا وتشتيت قوتها في أوكرانيا بمحاولة الحفاظ على حلف الناتو ومنع التفكك الاوربي ، وان حصل ذلك فهذا يعتمد على الصين التي يفترض فتح معركتهما في تايوان ومناطق اخرى من اجل تطويق امريكا واضعافها وتشتيتها ومنع خسارة روسيا للحرب!.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى