بأقلام الكُتّابمقالات وآراء

أكـرمـونـا بالسـكـوت..

عـبـاس المـسـكـري

 

أكـرمـونـا بالسـكـوت..

 

إن مما يدعو للاستغراب أحيان ما يدور حولنا وما نرى ونسمع من تصريحات تعج بها مواقع التواصل الاجتماعي بين الحين والآخر من بعض المسؤولين ممن تركوا مناصبهم ، ولا أريد أن أشير إلى أحد هنا ولكنني أقول البعض سواء كانوا على رأس الهرم الوظيفي  أو في أي موقع آخر .. فبعد ما خرجوا من عملهم وخالطوا المجتمع بدؤوا بالتجوال في مواقع التواصل الاجتماعي وكأنها كانت محجوبة عنهم سابقا فنجدهم يطلقون التصريحات التي تتحدث عن الإصلاح .. مثل الرواتب وضرورة تنويع الإستثمار أو تأهيل وتدريب الشباب ليواكبوا تطور سوق العمل.

وغيرها من التصريحات التي يطلقونها لتلاقي استحسان او امتعاض البعض مما تثير تصريحاتهم الكثير من الجدل بين أفراد المجتمع.

لا نعرف ما الذي يريدون أن يقولوه لنا ؟ هل عندما كانوا على رأس عملهم أفواههم مكمَّمة وأياديهم مغلولة ولا حول ولا قوة لهم ..أم إن ضمائرهم استيقظت الآن ويريدون تبرئة ذممهم .. أم إنهم شعروا بامتعاض أفراد المجتمع منهم ولم يكن أمامهم سوى محاولة تبرئة أنفسهم؟.

الأمر فعلا محير فلماذا لم يقوموا بما يتقوّلوا به الآن .. ولا أريد القول هنا إنهم كانوا جزءاً من الأسباب التي أدت إلى تدهور الوضع الاقتصادي حينها بسبب البيروقراطية التي كانوا يمارسونها ، وإن كل همِّهم حينها النظر إلى مصالحهم الخاصة ومراعاة أهاليهم وذويهم بينما يأتي المواطن العادي في آخر أولويات عملهم.

ختام القول : إن عُمان ماضية قُدُماً بإذن الله تعالى والمرحلة الحالية تحتاج إلا تكاتف الجميع وتهيئة الظروف وكسر كل الصعاب والمعوقات التي ربما كانوا هؤلاء أساس بنائها.

لسنا بحاجة إلى تلميع ذاتكم، فأفراد المجتمع ولله الحمد مدركين لما كان يدور حولهم … ويعو جيدا الجهود الجبارة التي تبذل الآن من أجل التنمية المستدامة وثقتهم كبيرة في قائد هذه النهضة المتجددة مولاي جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم حفظه الله وأبقاه وبإذن الله تعالى كلنا ماضين خلفه لا شقاق ولا نفاق مشمرين عن عقولنا وأيادينا حاملين معاول البناء لعُماننا الحبيبة.

فكل ما نحتاجه منهم أن يكرمونا بالسكوت ولنترك نحن الماضي بحلوه ومُرِّه وبما كان عليه، وليشمروا مع المشمرين لحمل معاول البناء لأن محاولة الدفاع عن النفس وتحسين الصورة قد تهدم ولا تخدم .. نسأل الله بأن يحفظ عمان وسلطانها وشعبها .. ودامت عمان بعزة ورفعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى