بأقلام الكُتّابمقالات وآراء

عُـمـانـي يُـزوّجـوه الثـالثـة..

يـوسـف البـادي

فـنان تشـكيلي وكاتـب

Instagram :  @YOUSUF_ALBADI

 

عُـمـانـي يُـزوّجـوه الثـالثـة..

 

العبارة أعلاه (عماني يزوّجوه الثالثة) ، كانت لعنوان رغبت أن يكون لمقال رمزي.

أما و قد أوصلتني قناعتي أن الرمزية لا تجدي ، ومثلها المباشرة كذلك ، فيبدو أنه ليس هناك من يعنيه أمر من يكتب ، فربما هناك إطمئنان بأن لا قارئ لمن يكتبون ، أو اعتقاد بأن السكوت سيطول ، وأن هناك من يصبر .. لكن للصبر نهاية ، و أن للسكوت حد.

ويبدو أن العناوين ستختلف ، وكأن لسان الحال يقول : “بلوا عناوينكم ، و اشربوا مائها”.

عماني يزوّجوه الثالثة .. مسكين أنت أيها المتزوج ، كنت سأرمز إلى زوجاتك بشركات الاتصالات ، لكني إن رمزت أو باشرت ، فالأمر سيان.

* * * * *

إن ذهب المواطن يشكو لشركات الاتصالات..

سألوه .. ربما تلعب بألعاب إلكترونية ؟ .. فيقسم : أبداً والله !! .. ثم يستخرجون له رسالة وصلته ، بأن رابط الألعاب وصله من الشركة ، فيجيب : لكني لم ألعب !! ، ولم أفتح الرابط !! .. فينظر إليه الموظف ونظراته تقول : بل لعبت ، وأثقلت فاتورتك ظهرك.

ويسأله مرة أخرى : هل تستخدم هذا البرنامج في هاتفك ؟ وهذا ؟ وذاك ؟ وهذا ؟ و تلك البرامج ؟ .. فيجيب : نعم !! .. يرد عليه : لهذا فاتورتك مرتفعة !! .. تستخدمون الإنترنت ثم تدّعون برفع فواتيركم .. ويحه من إتهام.

ثم يدفع العماني مجبراً !! سؤال يراوده : فما عليّ أن استخدم من برامج ؟!! ، وهي التي يستخدمها كل العالم ، و الناس أصبحت تتعلم ، وتدار الحياة بـ “الانترنت” !! ، أم تراه الإنترنت يقدم زينة لهواتفنا ؟!.

* * * * *

يا شركات الاتصالات .. اعلموا بذلك أنكم ترون أن خدمتكم أكبر من مستوى المواطن ، كأنكم جئتم للجان والشياطين في الأرض تخدمونهم ، أتراكم تفعلون ؟!!.

فإن قال مثل ذلك غيري لكم .. فقد صدق ، وإن قلتها لوحدي ، فأتوني بما هو غير هذا.

فإن جئتم .. فتوبة مني نصوح ، وسأتقرب بتوبتي بسبع فواتير سمان ، من فواتيركم سأدفعها ، والدمع يذرف مني ندماً ، من ذات اليمين وذات الشمال .

* * * * *

أما العماني .. فزوّجوه الرابعة إن شئتم .. وزيدوا من حلبه ، بل وزوّجوه الخامسة .. فمن سيراقب بدعتكم ؟ واجعلوها سنة مؤكدة فمن يجيز الهم على المواطن ، فسيبيح  سنن ما أنزل الله لها بها من سلطان ، و اجعلوا الحلب منه فرضاً تحلبونه دون ان يدري.

فإن ظلمتم ، فسيقول : مظلوم وأنتم الظالمون  ، و اعلموا  إن  اردتم علماً .. أن للمظلوم رب يحميه ، وإن نمتم !! .. فالمظلوم يدعو .. وعينُ الله لم تنمِ.

* * * * *

على أني أتمنى أن لا تعتقدوا أن ما تفعلونه هو حصري لكم ، فتظنون أنكم احتكرتم مثل هذا ، فهناك خدمات أخرى كالكهرباء والماء والبنوك وغيرها .. يوجد لديها الكثير من وسائل تَكْسِر ظهر المواطن .. فلا يأخذكم الغرور أنكم وحدكم من تفعلون.

* * * * *

هناك قول قرأته ذات مرة ينسب لعمر بن الخطاب يقول : “إن  القلوب  إذا صَفَت رأت”.

وعلى ذلك .. فلا أعلم كيف سأقابلكم وجهاً ، و أنتم ما ذكرته تفعلونه.

وناتج الذي ذكرت ، أنكم  تؤخرون التقدم الفكري للمواطن ، فقد بات شغله الشاغل حاليا هو فواتيركم وفواتير غيركم ، وسوء خدمتكم  وخدمة غيركم ، وكسر ظهور بأسعاركم ، وكسر غيركم ، والسجن وسجن غيركم ، والجوع .. الجوع !!!.. هل قلت الجوع ؟!!!.. لا لا .. هل هناك عُماني يبات جائعاً ؟!!.. هل هناك ؟!!..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى