بأقلام الكُتّابمقالات وآراء

رسـائـل رمـضـانـيـة..

ناصـر بن سـلـطان العـمـوري

 

رسـائـل رمـضـانـيـة..

 

شهر رمضان المبارك على الأبواب .. هذا الضيف الكريم الجليل سيد الشهور دون منازع شهر الخير والبركات والنفحات الربانية.. وبطبيعة الحال تكثر الحركة الشرائية خلال هذا الشهر نظرا للطقوس المختلفة التي يشهدها وهو في الواقع غير محمود شرعاً لأن شهر رمضان هو شهر الخير والعبادة وفيه تضاعف الأعمال وأحببت في هذا المقال أن أركز على دور كل من الأطراف الثلاثة في دائرة الشراء وهم المستهلك والتاجر والهيئة العامة لحماية المستهلك، سواء في شهر رمضان أو في مواسم الشراء الأخرى، وهي المعروفة للجميع شراء مستلزمات الأعياد ومن بعده شراء احتياجات المدارس:

المسـتهـلك : مطالب بالاعتدال في الشراء واعتبار هذا الشهر كسائر الشهور في المأكل والمشرب ، كما يجب على المستهلك أن ينوع في خياراته الشرائية بحيث لا تقتصر قائمة مشترياته  على سلع من منتجات معينة في كل مرة وذلك حتى لا يقع تحت طائلة  الاحتكار ، بل عليه الاتجاه لشراء سلعة اخرى  بنفس الجودة وبسعر أقل ، وهنا سيضرب عصفورين بحجر واحد وهو التوفير في ميزانية مشترياته  وإعطاء الشركة المنتجة للسلعة درس في عدم رفع السعر ، كما يجب كذلك على المستهلك أن يكون رحيماً ببطنه فالمعدة بيت الداء ، فلا يشتري ما يحتاجه وما لا يحتاجه بغرض المباهاة والمفاخرة ، لأن ما يفيض عن الحاجة سيكون عرضة للتخزين وبعدها ربما  يتعرض للتلف ، كما يجب على المستهلك أن يحدد قائمة مشترياته قبل ذهابه للتسوق مما يوفر عليه الوقت والجهد ، وأن يسعى للذهاب لتسوق  مبكرا تجنبا للازدحام ، وأخيرا يجب على المستهلك أن يتذكر ويعمل بقوله تعالى ” وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ ” سورة الأعراف الآية 31.

التاجـر : هو ابن هذا البلد يهمه مصلحته ومصلحة أبناء بلده .. صحيح أن التفكير في  الربح وكم سيجني هو هم التاجر الأوحد ، ولكن في المقابل عليه مراعاة أبناء بلده وأن يكون ربحه معقولا وليس انتهاز الفرصة حاجة المستهلكين  للتسوق  فيزيد في الثمن دون مبرر سوى الكسب السريع ، و على التاجر أن يكون متعاونا ومتساهلا موفرا لجميع السلع  والمستلزمات بأسلوب جميل وجذاب وتقديمها بخدمة ممتازة ، كما يجب عليه كذلك أن يكون ملماً بقوانين وأنظمة الهيئة العامة لحماية المستهلك مطبقاً لها وعاملا بها ، فلا يجب أن يقوم بتخفيضات وهمية واعلانات غير واقعية ويرفع الأسعار بشكل مبالغ فيه  استغلالا لشهر رمضان ، فالتاجر يعتبر حلقة هامة في منظومة تحريك العجلة الاقتصادية في البلد متى ما أدى دوره على أكمل وجه ، فبصلاح التاجر تصلح وتتحرك العلمية الشرائية .. وليكن شعار كل تاجر (لا غلاء ولا مغالاة .. من أجل أبناء بلدي).

هـيئة حماية المستهلك :  نظرا للإقبال المتزايد  من قبل  المستهلكين على الأسواق والمراكز الاستهلاكية للتبضع لاسيما خلال المناسبات التي تكثر فيها الحركة الشرائية ومنها بطبيعة الحال شهر رمضان المبارك يأتي دور هيئة حماية المستهلك ممثلة في المفتشين المراقبين للأسواق والذين من المفترض أن ينشطون خلال هذه الفترة للتصدي للمتجاوزين في تطبيق قانون حماية المستهلك وذلك بتشديد  الرقابة ومخالفة من يقوم باستغلال المستهلكين حيث تكثف الهيئة الرقابة على الأسواق ومتابعة بلاغات وشكاوى المستهلكين وملاحظاتهم بالنسبة للأسعار ومدى توفر السلع الغذائية بأسعار مناسبة والشيء الجميل في قيام الهيئة مشكورة بالتنسيق مع المراكز التجارية لتوفير السلة الرمضانية لأصحاب الدخل المحدود والتي تتضمن مجموع (19) صنف من الأصناف الغذائية والتي  تحتوي على جميع ما يحتاجه الصائم من منتجات وبسعر معقول ومناسب.

وختاما فالمستهلك والتاجر وهيئة حماية المستهلك كلها أضلاع في منظومة واحدة إن تعاونت وتكاملت أضلاعها وصل الجميع لبر الأمان فلا ضرر ولا ضرار .. وختاما تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال وكل عام وأنتم بخير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى