الأنظمة الشمولية .. تحكم في أوجه الحياة..
المستـشار/ عبدالعزيز بدر القطان
مفـكـر وكاتـب وقانـونـي كـويـتـي
الأنظمة الشمولية .. تحكم في أوجه الحياة..
الشمولية هي مفهوم مستعمل من علماء السياسة لوصف الدولة التي تحاول فرض سلطتها على المجتمع وتعمل على السيطرة على كافة جوانب الحياة الشخصية والعامة قدر إمكانها، مايميزها عن السلطوية هو أن الشمولية تسعى للتحكم بكافة أوجه الحياة بما في ذلك الاقتصاد والتعليم والفن وأخلاقيات المواطنين.
طور المصطلح في عشرينيات القرن العشرين من قبل المحامي الألماني النازي كارل شميت والفاشيست الإيطاليين، استخدم كارل شميت المفهوم في كتابه “مفهوم السياسة” الصادر عام 1927، ليقدم أسساً قانونية للدولة البالغة القوة، أصبح المفهوم رائجاً في الأوساط الغربية المناهضة للشيوعية خلال حقبة الحرب الباردة، من باب إظهار التشابه بين ألمانيا النازية ودول فاشية يمينية أخرى من جهة، والحزب الشيوعي السوفييتي اليساري من جهة أخرى، حركات وحكومات أخرى وصفت بأنها شمولية مثل الاتحاد الإسباني لليمين المستقل الذي ظهر مابين 1933 و1937 في الجمهورية الإسبانية الثانية.
تمت صياغة مفهوم الشمولية بأنها “شمول” السلطة السياسية من قبل الدولة في عام 1923 من قبل جيوفاني أمندولا، الذي وصف الفاشية الإيطالية كنظام مختلف اختلافاً جوهرياً عن الديكتاتوريات التقليدية، الفيلسوف الليبرالي كارل بوبر، في كتابيه المؤثرين في نقد الشمولية “المجتمع المنفتح وأعداؤه” (1945) و”فقر التاريخانية” (1961)، أكد أن الديمقراطية الليبرالية تتناقض مع الشمولية، وجادل أن هذه الأخيرة ترتكز على الاعتقاد بأن التاريخ يتحرك نحو مستقبل غير قابل للتغيير وفقا لقوانين معروفة.
أما الفرق بين النظام الشمولي والسلطوي فيكمن في أنه مصطلح ” نظام سلطوي” يدل على حالة يكون فيها صاحب السلطة واحد وهو الفرد الديكتاتور، أو مجلس عسكري أو مجموعة نخبوية صغيرة تحتكر السلطة السياسية، النظام الشمولي من جهة أخرى، يحاول السيطرة على كل جوانب الحياة الاجتماعية تقريباً بما في ذلك الاقتصاد والتعليم والفن والعلوم والحياة الخاصة وأخلاق المواطنين، الأيديولوجية المعلنة رسمياً تخترق أعمق روافد الهيكل المجتمعي وتسعى الحكومة الشمولية إلى السيطرة تماماً على أفكار وأفعال مواطنيها.
أما الشمولية هو نسخة متطرفة من السلطوية، التسلط يختلف في المقام الأول من الشمولية في ذلك المؤسسات الاجتماعية والاقتصادية الموجودة ليست تحت سيطرة الحكومة.