لماذا نُصِر على الاتحاد الاقتصادي العربي ؟!! .. ولماذا الأمن الغذائي العربي مهم ؟!!..
الدكتـور / محـمـد المعـمـوري
باحـث وكاتـب عـراقـي
لماذا نُصِر على الاتحاد الاقتصادي العربي ؟!! .. ولماذا الأمن الغذائي العربي مهم ؟!!..
كنا قد توقعنا في “مقالات سابقة” بشكل مبكر حجم الكارثة الاقتصادية العربية في مواجهة الكوارث العالمية او كيفية تجنب الاثار الاقتصادية في حالة عدم تمكن العرب من توفير المفردات الرئيسية “لسلة الغذاء العربي” ، بسبب الحروب او الكوارث التي نتوقع حدوثها في العالم نتيجة تعدد الايديولوجيات وسعي المعسكر الشرقي المتمثل في “روسيا والصين ودول تدور في فلكهم” ، والمعسكر الغربي والذي يتمثل في “الولايات المتحدة والغرب أن الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها الغربيين يسعون بقدر المستطاع المحافظة على تفرد الولايات المتحدة الامريكية في قيادة العالم بعد أن تم انهيار الاتحاد السوفيتي في العام 1991 ، لذا كان من “الأرجح” أن تكون أفكارنا منحازة نحو الاكتفاء العربي الاقتصادي الذاتي ، وهذا لن يحدث الا من خلال التكامل الاقتصادي العربي والذي يرتكز بشكل كبير بين الامن الغذائي العربي والتدابير الاقتصادية العربية.
ليس خفيا علينا أن نلاحظ بشكل مؤسف تشتت الاقتصاد العربي ، الذي اصبح في ظل هذا التشتت ليس له معالم تنسج النسيج الاكثر قوة بين الحكومات العربية والتنظير الاقتصادي لقيادة الامة العربية نحو الاتحاد العربي الاقتصادي والذي يجب ان تكتمل جوانبه بين الايدولوجيات ولاستراتيجية الاقتصادية التي تجعل من الوطن العربي قادر على مواجهة الكوارتر العالمية سواء كانت الطبيعية او في حالة الحروب .
ولو سألنا انفسنا ماذا تعلمنا من “جائحة كورونا” ؛ التي اثقلت كاهل المواطن العربي واصبحت اغلب الدول العربية “مدانة” الى صندوق النقد العالمي وهذا بحد ذاته كارثة اقتصادية تمس بالأمن الغذائي والاقتصادي العربي وذلك كما هو معلوم ان دول “بترولية” عربية ذات اقتصاد متين واستقرار اقتصادي الا انها في زمن كرونا اصبحت مدانة لصندوق النقد الدولي ، لأن تلك الدول لم تنظر الى الافق البعيد او تغافلت من ضرورة الاتحاد العربي من الناحية الاقتصادية فلو كان الاقتصاد العربي قائم فان السلة الغذائية العربية ستكون غير منقطعة عن الوطن العربي بكامله ولن يتأثر السوق العربي بسبب ما تم من تقييد على الملاحة الجوية والبرية والبحرية في العالم “وجميعنا عاش وتعايش مع تلك الحالة” ولازلنا نعاني من اثارها الاقتصادية السلبية على الاقتصاد العربي بصورة شاملة.
أقول بعد أن انحسرت آثار كورونا، إلا أنها تركت بعدها آثاراً اقتصادية سلبية على الاقتصاد العربي بصورة عامة ، واليوم العالم يترقب حرب عالمية ثالثة بعد ان تم اتخاذ خيار الحرب من قبل روسيا ضد اوكرانيا ، ان حربا تشن الان في اخطر منطقة من العالم هل ستكون تداعياتها سهلة او انها ستمر مرور الكرام او انها لا تؤثر بشكل ملحوظ على الاقتصاد العربي او انها ستوفر رقم عالي في سعر النفط العالمي والذي سيستفاد منه قليل من الدول العربية المنتجة للنفط او ان هذه الحرب ستتطور لتشمل بقاع عدة من الارض العالمية وعندها ربما ستنقطع الامدادات الغذائية عن الوطن العربي وبالتلى فليس من الممكن ان ” يشرب المواطن العربي النفط ” او زيادة او نقصان سعر النفط ستأثر على وضعه الاقتصادي مادام امنه الغذائي قد تم نسفه بعد ان تتقطع السبل ويصبح العالم “لا سمح الله” عرضة لحرب ليس لها أول ولا آخر او ربما ستكون حربا نووية ، نعم ممكن ان تكون هذه الحرب بعيدة عن الوطن العربي الا انها ستأثر بشكل مباشر على الاقتصاد العربي كون الوطن العربي لم يتخذ الاجراءات الصحيحة في مواجهة مثل هذا الطارئ وقد كتبنا وكتب زملاء لنا وتم تحليل المخاطر لتك الغفلة الاقتصادية وارتباط الأمن الغذائي العربي بالأحداث والتقلبات السياسية العربية العربية أو العربية الغربية جعل من الاقتصاد العربي مقيد بتلك ولتلك التقلبات والتي من الممكن ان يطيح بالأمن الغذائي العربي ويتعرض الوطن العربي الى كارثة حقيقة سوف لن تغنينا عنها انتاجنا للنفط او انتمائنا للأوبك.
وعليه فإنني أرى من المناسب أن يتم تأسيس الاتحاد الاقتصادي العربي والذي أقترح أن يضم كافة البلدان العربية ، ومن خلال هذا الاتحاد سيكون الزاما على الدول العربية الاعضاء في هذا الاتحاد العمل على الاكتمال العربي في جميع المفاصل الاقتصادية وبالأخص تلك التي تخص الأمن الغذائي العربي ، وتوفير الإطار الآمن للأمن الغذائي العربي والذي سيساهم بكل تأكيد في الحفاظ على الاقتصاد العربي مما سيوفر الارضية المناسبة لبناء اقتصاد عربي متين بعيد عن المضاربات الغربية او الشرقية ويكون مستقل بذاته يرفد التطور والتقدم في جميع مجالات الاقتصاد العربي.
إن تفتت الاقتصاد العربي وحرص كل دولة من دول الأمة العربية على ان توفر لقمة العيش لا بنائها وعدم وضع خطة ممنهجة تجعل الاقتصاد العربي يرتقي بجميع السبل التي تؤمن ازدهاره ، فإن هذا الواقع الاقتصادي العربي سيكون لا محال واقع هش وسيبقى يدور حول نفسه معتمدا بشكل كبير على اللوردات التي يستوردها من دول العالم.
فكيف يتم التكامل الاقتصادي الذي نزعم أنه الأقرب إلى التطبيق والأكثر مرونة في التنفيذ ، ارى ان علينا ان ندرس الخريطة الاقتصادية في الوطن العربي وان نجد نقاط القوة ونقاط الضعف في تلك الخريطة وعلى اساسها يتم بناء الاستراتيجية التي تؤهل الوطن العربي على الاكتفاء والاكتمال الذاتي من خلال ايجاد الوسائل والسبل التي تؤهل المنظرين الاقتصادين لدراسة تلك الخريطة ومن ثم نستطيع ان نعمل وفق التوصيات التي تنتج من خلال دراسة “وتنظير” الاقتصاديين العربين على تلك الحالة ومن ثم البدء في انبثاق الاتحاد الاقتصادي العربي، ولا اعتقد ان هذا الامر معقد او تحفه الصعوبات بل أجزم أن الوطن العربي لدية ما يؤهله من الموارد الطبيعية والموارد البشرية ما تكفي لسد حاجة السوق العربية.
“… قل اعملوا …”.