تَجَـنّـب إهـدار الوقـت..
الكاتب/ ماجد بن محمد الوهيبي
تَجَـنّـب إهـدار الوقـت..
في زمن الفتن وترادف المحن والإحن ..
يحاول المؤمن الفرار إلى ربه ما استطاع إلى ذلك سبيلا، حتى وسائل التواصل الإجتماعي هي الأخرى أصبحت تسيطر على عقول البعض وأصبح معظم البشر ينخرطون في مساحاتها المتنوعة لتصبح شغلهم الشاغل، والحكيم من وضع الضوابط وحدد الأوقات لمثل هذه الأمور، فلا لكثرة المكوث أمام هذه المساحات المغرية ولا للإدمان في استخدامها، وعلى الواحد أن يتجنب إهدار الوقت فيما لا نفع فيه، وللأسف هناك مغالطات كثيرة تحدث في عالمنا الحاضر، وحينما يبدأ كل باحث عن الحق ومناصر للخير بإرشاد الناس وتبصرتهم بالحق المبين ، تثبطه أذرع الباطل وترمقه عيون الشر، ومن ذا الذي يستطيع أن يخرس صوت الحق ويكمم أفواه الخير، ومن ثبت أقدامه في سبيل الحق فقد آوى إلى ركنٍ شديد ولو كادهُ الجن والإنس وكل من في الأرض جميعًا فلا يضره كيدهم، ومن مات على ذلك مات بعزة وكرامة لأنه لم يخضع إلا لله ولم يتذلل إلا لمن خلقه كيف لا وكل هذه المخلوقات هي لله خاضعة، إن مكر العباد لا يخفى على الله ولكن رحمة الله سبقت غضبه وعفوه سبق عقابه وهذه فرص تتوالى للعباد حتى يتوبوا ويأوبوا فإن أصروا وتحدوا واستمروا فالعقاب يأتي بغتة ولات حين مناص، فيا أيها الأحبة القراء لا تهدروا الأوقات سُدى وتعالوا نتعاون معًا ونتضرع إلى الله كي يرفع عنا البلوى، ولنهجر المعاصي ونتسلح بالتقوى، فإن للذنب حسرة أثرها في الفؤاد يبقى ولنرجع رجوع الصدق فما عند الله خير وأبقى، ولنجعل حديث نبينا العظيم محمد صلوات ربي وسلامه عليه هذا نصب أعيننا حيث يقول الصادق الأمين (مَن سَنَّ في الإسلامِ سُنَّةً حَسنةً فلهُ أجرها وأجر من عمِل بِها إلى يوم القيامة، ومن سنَّ في الإسلام سنَّةً سيِّئةً فعليهِ وزرُها وَوِزْرُ مَن عملَ بِها إلى يوم القيامة) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاتقوا الله معاشر الرجال واتقين الله معاشر النساء، تجنبوا جميعًا إضلال الأنام وغوايتهم بأي نوع من أنواع المعاصي كفساد الرجال وسيرهم في طريق الخيانة ، وتبرج النساء المستمر، كالسفور وقلة الحياء وابراز المفاتن كالنحر واليدين، تجنبوا الظلم ولا تلبسوا إيمانكم به فالحياة لا تدوم، ولا تركنوا للذين ظلموا فتمسكم النار واشتغلوا بذكر الموت فبذكره تلين القلوب ويتفطن الغافل، واذكروا الموت قبل أن يذكركم ويداهمكم فالفرصة مستمرة ما كان النفس باقيًا ، فهذه الأنفاس ثوانٍ معدودة تنتهي بحلول هادم اللذات، والسعيد هو من وفقه اللهُ للثبات وباع نفسه لله فتلك أزكى القربات.