إرهاب الفرد، إرهاب المنظمات، وإرهاب الدول !!..
الكـاتـب/ حـلـيـم خـاتـون
إرهاب الفرد، إرهاب المنظمات، وإرهاب الدول !!..
قبل أيام قَدَّمت وزيرة الداخلية البريطانية مشروع قرار لتصنيف الجناح السياسي لحركة حماس، تنظيماً إرهابياً…
اليوم قامت استراليا بتصنيف الجناح السياسي لحزب الله منظمة إرهابية…
سبق هذه الخطوات تصنيف ما يحب الغرب تسميته الأجنحة العسكرية لهذه المنظمات، منظمات إرهابية…
نحن قبلنا هذا التصنيف سابقاََ، وسخرنا منه… نحن سخرنا… وهم فعلوا… والفرق كبير…
لم نقم بأي ردّ مؤذِِ…
فتمادى هؤلاء…
في الحالة البريطانية، نقف أمام دولة مارست كل أنواع الجرائم بحق البشرية، من حرب الأفيون في الصين، إلى الجرائم ضد الإنسانية في شبه الجزيرة الهندية، إلى أنظمة الفصل العنصري وسرقة الأراضي والثروات في القارة الأفريقية، إلى إقامة دولة الاستيطان العنصري في فلسطين… إلى ما لا نهاية له من الجرائم التي لم تحاسب عليها هذه الدولة فقط لأنها خرجت منتصرة في الحربين العالميتين وكتبت التاريخ بالشكل الذي يخفي هذه الجرائم ويعطي انطباعاً بأننا أمام دولة ديمقراطية تحمي حقوق الإنسان…
نفس الأمر ينطبق على الدولة الأسترالية التي تأسست على جماجم السكان الأصليّين الذين تمت إبادتهم بشتى الطرق من أجل الاستيلاء على هذه القارة تماما كما فعل البيض الذين ذهبوا إلى القارة الأميركية وقاموا بتصفية حوالي مئة مليون من سكان القارة الأصليّين…
هاتان الدولتان، ومعهما مجموعة من الدول الغربية التي تقرأ علينا كل يوم محاضرات في حقوق الإنسان والأخلاق، هؤلاء هم من أسس ودعم وقام بتمويل منظمات القاعدة والنصرة وداعش وعشرات أخرى من المنظمات الإرهابية من أجل تدمير الدولة السورية كما عملوا قبلها على تدمير الدولة العراقية… وغيرها الكثير من الأمثلة التي تحتاج إلى مجلدات تفوق كل ما يمكن أن تقدمه موسوعة غينيس في تاريخ الإجرام الجماعي على الكرة الأرضية…
كيف تصرفت حركة حماس…؟
كيف تصرف حزب الله…؟
كيف تصرف قبلها المجلس الوطني الأفريقي في دولة الأبارتايد في جنوب القارة…؟
يخرج المناضلون ويقولون إن هذه التصنيفات هي أوسمة على صدورهم لما تحمله من دلالة على عجز هذه الدول الإرهابية عن القضاء على حركات التحرير الوطني في كل المناطق التي تعاني من الاحتلال والحصار والعقوبات لتجويع الشعوب والقضاء على حرية تقرير المصير…
هل يكفي هذا..؟
هل نجحت هذه السياسات، أم أننا لا نزال نقطف الخيبة من العجز عن الرد على جرائم هؤلاء، وعلى إرهابهم الدولي المنظم…
هل يجوز الرد على الإرهاب بالإرهاب…؟
هل تجوز شريعة العين بالعين، والسن بالسن…؟
لقد عاشت شعوب العالم كل هذه الجرائم… واستطاع الكثير منها الانتصار…
انتصر شعب دولة جنوب أفريقيا، وتحول المجلس الوطني الأفريقي من منظمة إرهابية حسب توصيف بريطانيا واستراليا والغرب، إلى حزب يقود هذه الدولة…
وصار “الإرهابي نيلسون مانديلا”، حسب تصنيف أنظمة الإرهاب الدولي المنظم، رئيسا للجمهورية يُفرش له السجاد الأحمر في قصر ملكة هاتين الدولتين اللتين تحملان عن جدارة صفة إرهاب الدولة..
أما الإرهابي شارل ديغول والمقاومة الفرنسية الإرهابية بدورها ضد الاحتلال النازي لفرنسا، فقد تحولا إلى رئيس لجمهورية فرنسا، وإلى الحزب الشيوعي الفرنسي…
كما صار “الإرهابي جورج واشنطن” الذي قاد حرب عصابات من أجل استقلال اميركا عن التاج البريطاني؛ صار أول رئيس للولايات المتحدة الأميركية، وتُطبع صورته على الدولار الذي يقوم عليه كل اقتصاد تلك الدول الراعية اليوم للإرهاب…
من هي هذه الدول التي تصنف حركات التحرير الوطنية منظمات إرهابية…؟
بعد كل ما ذُكر أعلاه من جرائم ضد الإنسانية ارتكبتها هذه الدول دون استثناء، لا يبقى سوى صفة واحدة تستحقها وهي “بلدان إرهاب الدولة”…
هل تكفي الاحتجاجات التي تقوم بها حركات المقاومة والاحتجاجات التي تقوم بها الشعوب ضد “إرهاب الدولة”، الذي يميز معظم معسكر الدول الغربية الأطلسية…؟
Nécessaire mais pas suffisant,
Necessary but not sufficient,
ضروري لكن غير كافِ…
هو ما تعلمناه في الرياضيات حين لا تكفي المعادلات الرياضية لإقامة الحجة الدامغة…
كذلك هو الأمر في التعامل مع إرهاب الدولة…
صحيح أن إرهاب الدولة السعودية أو البحرانية أو اسرائيل أكثر سطوعاَ…
لكن جرائم بريطانيا واستراليا وأميركا وغيرها من دول الأطلسي لا تقل دماراً…
لا بالعكس تماما…
دول الغرب بارعة في القتل أحيانا كثيرة حتى دون إسالة الدماء…
دول الغرب بارعة في القتل دون ترك أثار الجريمة…
دول الغرب بارعة في الإرهاب إلى درجة التصريح به وكأنه واجب تقوم به تجاه البشرية…
مليون طفل عراقي لم تر فيهم أولبرايت غير ضحايا جانبية لمهمتها، وزادت أن هذه المهمة تستحق وتتحمل هذا الثمن…
Es lohnt sich,
It is worth…
قالت مجرمة الحرب ووزيرة الخارجية الأميركية…
ما هي الردود الواجب اتخاذها…
الأمر أبسط بكثير مما يتصور الكثيرون…
هؤلاء يعبدون المال…
إذا أردت ضربهم، عليك بضرب مصالحهم…
إنها معادلة بسيطة جداً…
اولاَ، وقبل كل شيء يجب البدء بالمقاطعة…
في داخل هذه البلدان يجب القيام بالمقاطعة الاختيارية كما تفعل الـ BDS…
لكن في داخل بلداننا، حيث تعيش جماعة “بدنا نعيش، ولو بلا كرامة”…
يجب على المقاومة أن تُفهم التجار بالتي هي أحسن أن الرفوف يجب أن لا تضم منتجات دول الإرهاب المنظم…
في حال لم يفهم بعض التجار من أحفاد من كسر السيد المسيح طاولاتهم وقام بطردهم من الهيكل…
يجب طردهم إلى حيث أسيادهم ومصادرة أملاكهم وتوزيعها على ضحايا إرهاب تلك الدول…
هل يذكر أحدكم ذلك الدمشقي الذي خرج قبل أكثر من عشر سنين، حتى قبل الحرب، حين علم أن السفير الأميركي دخل مطعمه لتناول وجبة…
خرج إليه وقال له بكل بساطة :
“أنت سفير في بلدي ولا يحق لي توجيه لكمة إلى وجهك البشع احتراما للأصول الديبلوماسية، لكني أطلب منك ان تخرج من مطعمي وتحمل معك قفاك وتصطحب الكلاب الذين يرافقونك…
كم سوف تكون جميلا حين تقف سيارة بريطانية أو أميركية لملأ خزان البنزين، فتقول لصاحبها أن ينقلع لأنك لا تبيع البنزين لعملاء بريطانيا أو أميركا…
او أن توزع بيانات مكتوبة لأهل الحي الذي يبيع تلك السيارات بأن من يشتري تلك السيارات، سوف لن يهنأ بقيادتها…
هي كلمات بسيطة جداً، ومعبرة .. وتصبح أكثر تعبيرا وجمالا حين لا يستطيع الذين لا يقاطعون إيجاد خدمات ولا قطع ولا موقف…
هذا ما يجب ان يقوم به الناس المؤدبون جداً…
أما الناس الذين “روحهم في راس مناخيرهم”، فلا ضرورة لأي نصيحة…
هم يعرفون ماذا عليهم فعله…
هذا مجرد سيناريو…
وشعبنا ذكي، ويستطيع ابتكار الكثير من السيناريوهات الاخرى الاكثر هضامةَ والأكثر إيذاءَ للعملاء، ولأسيادهم…
هل ما سبق يكفي…؟
بالتأكيد لا، على المقاومة الضرب بيد من حديد حتى تبكي هذه الدول…
هل تذكرون المهاتما غاندي الذي رفض شراء الملح المستورد من انكلترة وذهب إلى البحر لاستخراج الملح الذي يحتاجه…
إنه نفس المهاتما الذي خلع بدلة المحامي من الجوخ الإنكليزي، والتحَفَ مترين من القماش الأبيض البسيط الذي تغزله نساء الهند…
مساء الجمعة القادمة سوف يخرج السيد نصرالله ليتكلم…
لا يحتاج السيد إلى كلمات حتى يقوم كل منا بما يجب القيام به…
لنعطي البريطانيين والأميركيين والاستراليين والسعوديين درساََ في الأخلاق وفي غير الأخلاق…
لقد آن الأوان…
كل كفّ، يجب ان يساوي الغضب الذي يشعر به كل واحد فينا.
- المصدر : موقع إضاءات الإخباري بالاتفاق مع القائمين على الموقع..