الكاتبة/ نصـراء بنت محمد الغماري

فـاطـمـة بـو هـراكـة..

هي الشاعرة التي تغزل بخيوط الشعور كوامن الكلام، والتي ترسم بقصائدها المشاعر التي تتركها على الأرواح سلاماً ورسالة إنسانية تدخل بيوت القلوب من دون استئذان، وهي الباحثة التي توثق وتدون الشعر النسائي العربي من مشارق الخارطة العربية إلى مغاربها، وهي التي تجازف بالعمر من أجل تحقيق طروحات أدبية ببصمة مختلفة وملفتة على الدوام.

فاطمة بو هراكة، الشاعرة والباحثة المغربية، الإنسانة الجميلة والنقية، التي اتخذت من قارب الشعر وطنا تجوب به أكوان الحياة الشعرية، من دون أن تكل أو تمل، ومن دون أن تسعى لمناصب أو مكانة فانية لا يلبث صاحبها أن يتم نسيانه بمجرد ذهاب المنصب منه، بل اختارت أن تكون جهودها وسنوات اجتهاداتها معلقة على أرفف العلم والمعرفة والذائقة الأدبية.

ربما يكون كتابها الذي احتفى بالشعر العماني خلال مسيرة خمسين عاماً من عمر النهضة المباركة، التي قادها سلطاننا الحي فينا المغفور له – بإذن الله تعالى – جلالة السلطان قابوس بن سعيد طيب الله ثراه، والجهد الذي بذلته لجمع النصوص المختلفة التي تلاقت فيها أجيال عمانية شعرية، نسائية ورجالية، مما أعطى جهدها مساحة تأثيرية كبيرة، ليس في السلطنة وحدها، ولكن العالم العربي كله.

إن جهودها المبذولة، ونتاجاتها الأدبية، وكتبها الشعرية، وتعاوناتها المختلفة في مجالات الشعر والأدب، كل هذا يصنع منها أيقونة لا يمكن غض الطرف عن جمال ما قدمت، فهي المثابرة والمجتهدة، بارك الله جهودها التي تغرس فينا حب الشعر والحياة.