الإعـلامي/ سعيد بن سيف الحبسي

الملتقيات الإعلامية .. ما بين الواقع والمأمول..

إن تنظيم الملتقيات الإعلامية بمختلف المحافظات التي تتبناها جمعية الصحفيين العمانية تعد فرصة سانحة لإبراز كل ما تمتلكه تلك المحافظات من مقومات جالبة للانتعاش الإقتصادي ، بحيث يسلط الضوء من خلالها على أهم ما تزخر به ولايات تلك المحافظات من معالم تاريخية ومواقع سياحية وفرص إستثمارية في كافة المجالات ، بحيث يجب أن تكون هذه الملتقيات ذات طابع وطني الهدف منها تعريف المستثمرين عبر بوابة الإعلام المفتوحة بكل ما تمتلكه سلطنة عمان من مقومات اقتصادية واستثمارية وسياحية وغيرها من المقومات.

إن مشاركتي في الملتقى الإعلامي بالبريمي لم تكن للترفيه بقدر ما كنت أخطط لأن أكون قريبا من المسؤولين بالمحافظة واللقاء بالمعنيين بالتنوع الإقتصادي والاستثماري بها من مسؤولين حكوميين أو من المسؤولين بالقطاع الخاص ، إلا أنه لم تتح الفرصة لنا لتحقيق ذلك الأمر ، بحكم أن الملتقى معد له سابقا ليكون بمكانة ملتقىً تعريفي بالشركات والمؤسسات الإقتصادية والسياحية والتعليمية الكبرى بالمحافظة وتسليط الضوء على انجازاتها وليس على واقع ما يرجوه المواطن من تلك المؤسسات.

الأهم في الأمر أنني كإعلامي أرى بأن تعاد صياغة أهداف مثل هذه الملتقيات لتكون ذات طابع شمولي ببصمة إعلامية ، مؤكدا على الدور الواجب القيام به من قبل  كافة الجهات الحكومية والخاصة والأهلية المعنية بتنمية المحافظات من أجل إظهارها بالصورة التي تستقطب المستثمرين إليها للاستثمار بها  ، وإنني في هذا المقام أتوجه بمرئياتي لأهل الإختصاص والتي قد تكون مرئيات قابلة للصواب أو الخطأ والتي ألخصها في الآتي :

(١) تحديد ملامح هذه الملتقيات لتتماشى ورؤية عمان ٢٠٤٠م .

(٢) استقطاب بعض رجال الأعمال والمستثمرين من سلطنة عمان وخارجها وذلك بهدف الترويج الإقتصادي والاستثماري في المحافظات التي يقام فيها الملتقى.

(٣) بث رسائل إعلامية عبر وسائل الإعلام الرسمية ومواقع التواصل الحكومي والتواصل الاجتماعي ومؤتمرات صحفية عن أهداف الملتقى وبثها للخارج.

(٤) الابتعاد عن الطابع التقليدي لمثل هذه الملتقيات والمتمثل في البهرجة الإعلامية لها والتركيز إعلاميا على الجانب العملي.

(٥) تنظيم ندوة موسعة أثناء إقامة الملتقى بمشاركة مؤسسات حكومية وخاصة وأهلية ورجال أعمال ومستثمرين وأصحاب مشاريع متوسطة وصغيرة ناجحة ومتعثرة تخرج بتوصيات علمية قابلة للتحقيق على أرض الواقع.

(٦) استكمال الخدمات الضرورية في المواقع المعروضة للإستثمار وخاصة فيما يتعلق بخدمات الإتصالات والطرق والكهرباء والمياه والخدمات السكنية والترفيهية.

(٧) زيارة الإعلاميين للمشاريع الناجحة لتسرد قصص النجاح ، وكذلك للمشاريع المتعثرة لتسرد قصص المعاناة وأسباب التعثر ؛ ورصد آراء المواطنين حول الانتعاش التجاري والاقتصادي من عدمه .

ومع كل ذلك سيبقى للملتقيات الإعلامية أهدافها المرسومة لها ؛ ويعد الملتقى الإعلامي بالبريمي أنموذجا قريبا من تحقيق الأهداف التي نأملها ؛ ولكن التطوير سيكون للأفضل في الملتقيات القادمة والتي نرجو أن تكون ذات أهداف أكثر شمولية وواقعية.