بأقلام الكُتّابمقالات وآراء

الرُّقي في التعامل ليس مع البشر فقط !!..

الكاتب/ أ. عـصام بن محـمـود الرئيـسـي

مدرب ومحاضر في البروتوكول والإتيكيت الوظيفي

 

الرُّقي في التعامل ليس مع البشر فقط !!..

 

نحن نتعامل مع من حولنا من البشر بكل حذر ، حتى لا نؤذيهم بكلمة ، أو بفعل ونرتدي النظيف ، واللائق من الهندام ؛ لكي يرانا الناس في أحسن صورة إلا أن بعضنا في المقابل يغفل التعامل الراقي إلى جانب مهم في حياتنا ، ومن حولنا ألا وهو : المكان الذي نرتاده ، وأقصد تلك الأماكن العامة التي نسعد للغاية بوجودها حولنا سواء كانت حديقة ، أو على شاطئ البحر أو خارج المدينة ، وبالتحديد في أوديتنا الجميلة ، أو التخييم في السيوح ، وغيرها من الأماكن إلا أن بعضنا لا يعاملها ، مثل : معاملة البشر ظاهريا ؛ لهذا يجب أن  نتعامل مع البيئة نفس تعاملنا مع البشر وبحذر شديد حتى لا نؤذيها وبالتالي نخسرها ، فهذه الأماكن خصصت للجميع دون استثناء للنزهة ، والترفيه ، حيث تشمل أماكن للجلوس والاستراحة ، وأماكن للعب الصغار ، أو ممارسة التمارين الرياضية كالجري ، والمشي وغيرها من الرياضات التي تمارس في الهواء الطلق.

إن من أهم مظاهر الذوق العام هو : المحافظة على تلك المرافق العامة ، والأماكن الطبيعية، وقد أكد التربويون على أهمية اتخاذ تدابير وقائية ، وأساليب علاجية ؛ لتحديد الممارسات الشخصية التي تتعدى آثارها ، وضررها إلى تلك المواقع  من خلال التثقيف ، والتوعية بمراعاة أسس الذوق العام. ويؤكد أيضا علماء الاجتماع بأنه كلما كان معدل الذوق العام مرتفعا لدى الفرد مما يؤدي إلى زيادة وعيه بأهمية تلك المواقع ، والذوق هو : قمة الأخلاق ، وهو الخصال الحميدة في سلوك الفرد ، وهو شعور اجتماعي محبب يدعو صاحبه ؛ لمراعاة مشاعر الآخرين ، وأحوالهم ، ويقدر ما يراه من أماكن عامة ، وينظر إليها نظرة جمالية ، لهذا يبتعد عن العبث بها.

قال رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام : “إن من أحبكم إليّ ، وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة ، أحاسنكم أخلاقًا” ، وهذا إن دلّ على شيء ، فإنّما يدل على أهمية الأخلاق وعلى رأسها الذوقيات العامّة.

إن العبث بالأماكن العامة ، وتدمير المرافق ، وقطع الأشجار ، وترك المخلفات بطريقة عبثية ، والكتابة على الجدران ، تعتبر هذه التصرفات تصرفات غير المسؤولة التي أصبحت شيئا عاديا في حياة بعض الناس ، وهذا كله بسبب غياب الذوق العام ، والجهل بأهمية هذه المرافق ، والأماكن العامة في حياتنا الاجتماعية.

طرق ووسائل المحافظة على المرافق العامة :

إن الحفاظ على نظافة الأماكن العامة من منتزهات ، وحدائق ،وشواطئ ، وحتى الأودية ليس من مسؤولية الدولة فقط ، وإنما تقع المسؤولية على الأفراد الذين يذهبون إليها من كبار وصغار ، وعليهم أن يتأكدوا من نظافتها عند خروجهم منها ، والحرص على عدم ترك ، أو رمي مخلفات الرحلة من الأكل ، والشرب في مكان جلوسهم  بعد انتهاء الرحلة.

ومن النقاط المهمة التي يجب أن نضعها في الاعتبار للمحافظة على تلك المرافق ما يلي :

  • على رب الأسرة التوعية المستمرة لأبنائه بضرورة ترك المكان الذي يرتادونه أحسن مما كان نظيفا ويجب أن يكون هو القدوة في ذلك.
  • على الأفراد أخذ معهم الأكياس الخاصة بجمع النفايات ؛ لتجميع مخلفات الرحلة ، ووضعها في الأماكن المخصصة لها أثناء رحلتهم.
  • يبرر البعض برمي المخلفات بأن البلدية لم تقم بوضع براميل القمامة في تلك الأماكن وخاصة في الأودية ، والسيوح ، والحل هو : أن نجمعها ، ووضعها في الأكياس الخاصة بها ثم البحث عن أقرب برميل ، وستجده لا محالة.
  • استخدام الأماكن المخصصة للشواء ، واستخدام النار ، والفحم ، في المتنزه ، أو الحديقة فهناك بعض الأعشاب ، والأشجار سريعتا الاشتعال.
  • المحافظة على الكراسي ، وأماكن الجلوس ، وعدم العبث بها.
  • تجنب قطف الأزهار ، أو الثمار ، أو العبث بأي نوع من النباتات الموجودة في الحدائق العامة ، أو المنتزهات ، أو أي مكان قد تتواجد فيه ، فهي وضعت للاستمتاع بها.
  • المحافظة على سلامة أعمدة الإنارة.
  • عدم الكتابة على جدران مرافق الحدائق ، والمنتزهات العامة.
  • واخيرا اجعل من الأماكن الترفيهية التي تزورها نظيفة ، مثل : بيتك الذي تقطنه.

وعلى الخير نلتقي ، وبالمحبة نرتقي..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى