زوّجـونـي وإلّا..
الكاتب/ يحيى بن حمد الناعبي
زوّجـونـي وإلّا..
من قضايا المجتمع والتي باتت منتشرة بيننا ظلم بعض الأسر لبناتهن، والمتمثلة في ظلم بعض الآباء والأمهات والإخوة والأخوات لأخواتهن الراغبات بالزواج لأجل العفة وستر النفس وعدم الوقوع في المحرمات والرذائل والشبهات وهذا من سنة الحياة وما يأمرنا به الدين والشرع.
وهذا الظلم لو تتبعنا أسبابه لوجدنا أنها لا تمت للدين والأخلاق بشيء، ولكنها أسباب واهية مردها للحسد فقط ولا غيره، فمنهن من تحسد أختها لأنها ستتزوج من هو أفضل من زوجها علما ودينا ووظيفة ومركزا مرموقا في المجتمع ويشار إليه بالبنان من فرط أخلاقه ودينه، ومنهم من يحسد أخته بدون إبداء أي سبب فقط نكاية فيها، ومنهم من يريدها مجرد عاملة منزل تربي له أبناءه وأبناء أخواته، ومنهم من يريد أن يستغلها ماديا ويستفيد من راتبها، ومنهم من يريدها كسائق خاص في ذلك المنزل.
ويجب على المجتمع أن يقف وقفة جادة في وجه هؤلاء الحسدة الذين ظلموا أنفسهم قبل ظلم غيرهم وردهم عن غيهم وظلمهم وتبصيرهم بأن الظلم ظلمات يوم القيامة وأن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب، وإن من أكبر الجرائم التي تقع في حق الفتاة عندما تكون ضحية لولي أمر (ظالم). يتقدم لها شاب كفء فيمنعها من الزواج بمبررات ظالمة، يتقدم بها العمر فتصبح حبيسة البيوت، رهينة التفكير. ألا يدري هؤلاء أن بتصرفهم هذا يقتلون في بناتهم شغف الحياة وغريزة الأمومة والإسهام في بناء مجتمع نظيف؟.
فأين هم من تلك القصص التي حدثت لنساء عفيفات حرمن من الزواج فكانت العاقبة وخيمة على تلك الأسرة ؟، وأين هم من دعوة أخت دعت على والدها بحرمانه من الجنة كما حرمها من الزواج ؟، وأين هم من بنت هربت مع رجل تقدم لخطبتها خارج البلاد بسبب عدم موافقتهم على الزواج بمن اختارته ليكون شريك حياتها وفارس أحلامها ؟، وأين هم من قصص كثيرة يعتصر لها الفؤاد ألما وتذرف لها أعيننا دموعا ودما كهاطل مدرار ؟.
ومن مقامي هذا أوجه نصيحة قلبية لهذه الفئة من الناس بأن يرجعوا إلى الجادة والصواب وأن يتنازلوا عن كبريائهم وكراسيهم العاجية والتي يتوهمون من خلالها بأنهم على الحق والصراط المستقيم ولا يدرون بأنهم في طريق الضلالة والفساد والإفساد والكبرياء الذي يدخلهم في نفق مظلم تكون عاقبته وخيمة، فمن يسامحك أيها الأخ وأيتها الأخت وأيها الأب وأيتها الأم إذا فات قطار الزواج على تلك البنت الضعيفة العفيفة والتي التزمت بالعادات والتقاليد ولم تذهب إلى المحكمة لكي تتزوج ولكنها ضحت بكل غال ونفيس لأجلكم ولأجل رضاكم مقابل حقها الشرعي في الزواج حالها كحال بقية أخواتها.
يقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير) صدق رسول الله.
* “فالبدار البدار إلى التوبة، فلا تؤجل توبتك لأنك لا تدري متى تكون نهايتك، فما أصغر هذه الدنيا، وما أعظم مانحن مقبلون عليه”..
* من تغريدة خلفان البوسعيدي