بأقلام الكُتّابمقالات وآراء

إجــازة ولـكــن !!..

الكاتبة/ رحمـة بنت مبـارك السلـمانـي

 

إجــازة ولـكــن !!..

 

الخروج في إجازة والتوقف عن العمل اليومي لفترة من الزمن، ليس من الكماليات بل هو من الأساسيات والضرورات المهمة لتوازن الحياة والصحة العامة، وفرصة مثالية للهروب من ضغوط الحياة اليومية المعتادة؛ لتفريغ الطاقة السلبية والعيش بإيجابية، حتى يمكن اتخاذ قرارات أفضل وتقييم الأشياء بشكل أصح والقدرة على التفكير والإبداع، وبما أنه قد تم الإعلان عن إجازة العيد الوطني منذ بدايات شهر نوفمبر، فقد تسابق الكثيرون في إعداد خططهم وبرامجهم وفقاً لذلك من أجل الاستمتاع بها بصورة أفضل وقضاء أوقات مميزة خلالها.

لقد كانت عطلة العيد الوطني يومان ودُمجت مع العطلة الأسبوعية لتصبح أربع أيام، فكانت كفيلة بفتح شهية السائحين المتعطشين للسياحة في ربوع عمان وخارجها، لكن نظراً للأوضاع الراهنة التي أجبرتنا على الخضوع لسلسلة من الإجراءات الاحترازية والتي لازالت تلاحقنا بسبب كورونا ومتحوراته، فقد قرر البعض المجازفة بالجري خلف السياحة الخارجية، بينما فضّل الكثيرون الرضوخ للسياحة الداخلية من أجل قضاء العطلة متجولين ومتنقلين بين محافظات السلطنة وولاياتها وقُراها الجميلة، تفادياً لإجراء فحوصات الـ (PCR) وتبعاتها.

مع بدء الأجواء اللطيفة التي تشهدها السلطنة حالياً والانخفاض التدريجي في درجات الحرارة اتجه غالبية السياح للرحلات البرية الداخلية، ولكن يبدو أن شواطئ السلطنة الممتدة قد حصلت على نصيب الأسد من الزيارة، ومن بينها تميزت  شواطئ ولاية قريات بسحرها الأخاذ، ولست أقصد قرية الساحل بقريات والتي اكتسبت مسماها بسبب وقوعها على الساحل، ولكن هناك قرى ساحلية أخرى تابعة لتلك الولاية العريقة هي ضباب وبمه وفنس، في الواقع هي قرى ساحلية جميلة متجاورة أبدع الخالق في صنعها، واتسمت بالطبيعة البكر ولا زالت تحتفظ بكل ما فيها من مقومات طبيعية، التي لم تشوهها أيدي البشر وآلات الصناعة بعد، والتي قد تنافس بعض المزارات السياحية الشهيرة في أنحاء مختلفة من دول العالم إذا ما تم تهيئتها لذلك.

لقد شهدت شواطئ السلطنة خلال الأسبوع الماضي إقبال الكثير من السائحين الباحثين عن المتعة والراحة والهواء النقي، والهاربين من جحيم الروتين ومن ضجيج المدن وصخب الحياة العصرية، إلى نعيم الهدوء والسلام والاستجمام، حيث تغطت رمال تلك الشواطئ بالمركبات والخيام ومستلزمات التخييم منذ اليوم الأول للإجازة، ولكن من المؤسف أن تلك المواقع الساحرة تشبه الكثير من الأماكن السياحية الرائعة المهملة، والتي تعاني من نقص وشح الخدمات الأساسية والضرورية لأي منطقة سياحية، كدورات المياه والمطاعم والأماكن الترفيهية؛ لذلك اكتظت ساحات المساجد خلال أيام الإجازة بطوابير الرجال والنساء والأطفال، واكتست دورات المياه فيها وأماكن الوضوء بالرمال والأوساخ والقاذورات، وتحولت بعض قاعات الصلاة إلى صالات استراحة، ولك أن تتخيل ماذا كان سيفعل كل هؤلاء السياح لو كانت المساجد مغلقة بسبب الإجراءات والقيود التي فرضتها الجائحة؟!.

في الواقع هناك مواقع سياحية جميلة تسحر النظر وتأسر القلب وتنعش النفس، قد سبق أن زرتها منذ عدة سنوات وعدت لزيارتها مؤخراً، ولكن للأسف لم يطرأ عليها أي تغيير أو تطوير، بل لازالت كما هي صامدة ساكنة بلا مرافق خدمية إلى الآن، وهناك مواقع قليلة حظيت ببعض التغيير بجهود خاصة أو أهلية، فإلى متى ستقف الجهات المعنية مكتوفة الأيدي دون أن تُحرك ساكن ؟ وكيف للسائح أن يحظى بالمتعة إذا كانت أسباب المتعة والراحة مفقودة؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى