بأقلام الكُتّابمقالات وآراء

رمـز الأصـالـة..

الكاتب/ يحيى بن حمد الناعبي

 

رمـز الأصـالـة..

 

أنا أحبها وأنت تحبها والجميع يحبونها، إنها معشوقة الجميع، جمالها لا يوصف، ومزاياها لا تقاس كعطر نسناس ويرتاح قلبك للناس.

فمنذ أن قررت زيارتها في هذا العام وفي فصل الخريف تحديدا، تولد لدي إحساس جميل وشوق عارم لزيارتها بعد فترة انقطاع فقد كانت زيارتي الأولى لها منتصف الثمانينات، وأنا طالب في المرحلة الثانوية بمدرسة الإمام جابر بن زيد، وبمعية مديرنا الفاضل الأستاذ لطفي فرحان أبو حاتم، فقد اصطحبني العم خلفان بن شامس الناعبي عليه رحمات الله تعالى في رحلة خالدة، ذكراها في نفسي باقية.

وقد ركبنا حينها طائرة من طائرات سلاح الجو السلطاني العماني فكانت رحلة جميلة لاتزال راسخة في ذهني حتى هذه اللحظة التي أكتب فيها مقالي.

ثم توالت الزيارات لهذه المنطقة الفريدة من عماننا المجيدة خلال التسعينات، فكانت الرحلة بمعية أفراد أسرتي عام ١٩٩٥ ضمن رحلة خاصة بمناسبة زواج أختي الكريمة أم أحمد فكانت بحق تجمع عائلي بهيج.

ومن ضمنها رحلة أخرى عام ١٩٩٦ بعد زواجي بأم روان وعبدالعزيز ضمن شهر العسل في ذلك العام والذي سبقناه بزيارة إلى ماليزيا وتايلاند، فكانت بحق من أجمل الزيارات بصحبة عدد من نسائبي وعلى رأسهم محمد المعولي أبو أحمد ، وأيضاً زيارة العمل التي رشحت لها من قبل الوزارة الموقرة ضمن كوكبة من المنسقين والمنسقات على مستوى محافظات السلطنة الحبيبة لحضور دورة برنامج (كايزن).

وقد كانت رحلتنا لهذا العام على متن رحلات الطيران العماني، فعندما اقتربنا من أجواء محافظة ظفار رأينا تلك الإطلالة البهية من نافذة الطائرة فقد كانت السحب تمر علينا مرحبة بنا ناطقة بعبارة (حللتم أهلا ونزلتم سهلا).

وعند وصولنا إلى مطار صلالة الدولي كان في استقبالنا نسيبي أبو المرداس إسحاق اليحمدي والذي اصطحبنا إلى بيته، حيث نزلنا في ضيافته.

وبعدها توالت الرحلات اليومية بمعية نسيبنا عبدالله الأخزمي أبو محمد ومبارك الهاشمي أبو أحمد، فقد زرنا عقبة حجيف، وقضينا أوقاتا ماتعة ضمن أسرهم الكريمة، وبعدها بدأت الرحلات إلى شاطئ الدهاريز بعد أداء صلاة الفجر من كل يوم في الجامع الكبير في صحلنوت، بمعية البطل الهمام ابن أختي المرداس اليحمدي، فقضينا أجمل أوقات الراحة والاستجمام مابين رياضة المشي والجري ولعب كرة القدم، وقد قمنا بتنظيف الشاطئ في خطوة للفت الأنظار ليست من باب الرياء والنفاق ولكن من مبدأ التعليم الخفي، فبدلا من أن تسدي نصائحك للناس قم بالعمل بنفسك، لتجد من حولك يستسيغ ذلك العمل وفورا يقلدك بمحض إرادته وفعلا تحقق ذلك فصار عددنا ستة أشخاص ينظفون الشاطئ الجميل من مخلفات بعض الناس الذين لا يعيرون للمكان أهميته، ولا يقدرون للجمال قيمته، فللجمال عنوان وعنوانه (صلالة رمز الأصالة وأرض اللبان).

وبعد رجوعنا من الشاطئ توجهنا إلى جبل ألسان حيث روعة المكان هناك لا تصفها الكلمات، وقدر لنا أن نلتقي بالأخ العزيز أحمد قطن والذي حدثنا عن بعض السلوكيات التي قد تحدث بقصد أو بدون قصد، فبعد أن يقضي الشباب أوقاتهم بين تلك المناظر الخلابة، يتركون بعض المخلفات في أماكنها دون أدنى تعب، ويتناسون العبارة التي تقول : (إترك المكان أفضل مما كان).

وأثناء كتابتي للمقال وأنا احتسي الشاي من المقهى المجاور للجامع الكبير، تشرفت بمعرفة صاحب المقهى، (عمر فاروق) بنجلاديشي الجنسية والذي أمضى خمسة وعشرين سنة في ربوع صلالة ، ثلاث سنوات في هذا المقهى في صحلنوت ، و ٢٢ سنة أيضا في مقهى بصلالة الجديدة، ويتحدث عن علاقته الطيبة مع كفيله العماني ضمن نطاق الأسرة الواحدة ولم يشتك من كفيله طيلة عمله ولسنوات طويلة وهذا يدل على أصالة العماني ومعدنه الطيب.

وفي ختام القول يجب علينا جميعا أن نستشعر المسؤولية بالمحافظة على الدرة المكنونة والكنز العظيم، فمحافظة ظفار وما تحويه من مناظر خلابة تأسر العيون وتخطف الألباب، حيث الخضرة والماء والوجه الحسن.

ونحلم أن تكتمل الصورة بإضافة بعض المرافق كالحديقة المائية والتلفريك ومدينة الألعاب الترفيهية وحديقة الحيوانات وغيرها من المرافق الحيوية الأخرى التي يحتاجها السائح لتدر دخلا على ميزانية الدولة وتصبح السياحة مصدرا مهما من مصادر الدخل في السلطنة يضاهي النفط والغاز.

‫3 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى