النفاق أحياناً يفيد أكثر !!..
الإعلامي/ خالد بركات – لبـنان
“صدى الكلمات” …
النفاق أحياناً يفيد أكثر !!..
{وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا}.
هذهِ الآية ينبغي أن يكرِّرها كُلّ مُؤمن في نفسِهِ، فإنّها تُفسح لهُ مضايق الدُّنْيا.
مما كتبه يوسف السباعي رحمه الله :
تمشيت يوماً على ضفاف النيل ووجدت دكانا كُتِبَ على بابه (تاجر أخلاق – جملة ومفرّق) !!.
دخلت فإذا بي أجد اكياساً بجانب بعضها مكتوب عليها :
“صدق” ، “كذب”.
“مروءة” ، ” نفاق”.
“شجاعة” ، “خداع”.
فاشتريت بضع غرامات شجاعة وشربتها مع كاس ماء وعدت إلى البيت..
وكانت حماتي تسكن معنا طردتها..
انزعجت زوجتي طلقتها..
اعترض الأولاد طردتهم..
“نمت وحدي في البيت” !!.
في اليوم الثاني صحوت متأخراً كثيراً وبهدوء وبدون عجلة ذهبت للوظيفة استقبلني زميلي وقال لماذا تأخرت والمدير يبحث عنك ؟؟!!..
دخلت إلى المدير ولأول مرة رفعت صوتي عليه، وبعد وقت قصير كنت مطروداً من العمل..!!
وبعدها عدت للبيت وجلست وحيداً..
لا وظيفة ولا زوجة ولا أولاد ماذا أفعل ؟؟!!..
-️ذهبت لصاحب الدكان واشتريت قليلاً من النفاق، ولم يأتي المساء إلا والعائلة مجتمعة !!..
في اليوم الثاني مبكراً لم يأخذ الموضوع أكثر من دقائق حتى عدت موظفاً جديراً بالثقة !!..
-️ فكرت كثيراً بهذا الدكان وذهبت إليه واشتريت منه كل النفاق ونثرته فوق جسور أنهار النيل والفرات وبردى والأردن والليطاني والزهراني والبحر الأحمر والخليج العربي وبلدان المغرب العربي، وشربت منه بعض من في الأم
“منقولة”
ولكن عفواً من روح الأستاذ يوسف السباعي..
وكأنه وللأسف شرب منه بعض الساسة في وطني، لا بل زادوه نكهة واستمر النفاق…!!
وكأن بعد من نثر شيئاً وشربه البعض من بعض الشعوب، واقتنعوا أنه سيصلح الحال وسيكون يوماً إنسانية الإنسان، وتشرق شمس المواطنة، وتلغي الطوائف من النفوس قبل النصوص، وتلغي الامتيازات، وسيتواضع البعض وتضمحل الكبرياء والتعالي والعنجهيات، والتهديدات…
وليغمر ويعيش الإيمان داخلنا قبل الأديان…
والوطن والمواطنة قبل الطوائف والإنتماء…
اللهم ارزقنا إجـابة الدعـاء، وصلاح الأنباء، وحُسن الأداء، وبـركة العطـاء، وأبـعد عنّـا البـلاء والوباء والغلاء وابعد عن الوطن تسلط الأعداء، وافتح لنا باب الرجاء يا رب الأرض والسماء..
اللهم أكرم وطننا بالصفاء والنقاء واحميه من أهل الكذب والنفاق والرياء، فهم أخطر من أي وباء..