بأقلام الكُتّابمقالات وآراء

قـوقـعـة الإلـحـاد..

الكاتبة/ كاملة الكلباني

 

قـوقـعـة الإلـحـاد..

 

كما نعلم ان أصل الفطرة البشرية التي فطر الله الناس بها هي الإسلام، وما عدا ذلك فهو زائلٌ، وما هو إلا تُرّهات أوجدها البعض بسبب جهله وقلة معرفته وتأثير محيطه من حوله عليه.

إن مما نراه اليوم في وقتنا المعاصر وجود الكثير من أشكال الشذوذ والخروج عن الفطرةِ الإسلامية، ومن أشكال هذا الشذوذ هو الإلحاد وهم مجموعة قليلة في مجتمعنا تكيف الدين كيفما تشاء، وتنكر وجود الخالق ولا تعترف بإله لهذا الكون لأنهم لا يرونه، فهم لا يؤمنون بوجود شيء غير محسوس!! وكما قيل : (الإلحاد صديق الجهل)، وقد ترونهم ينكرون بعض من ثوابت هذا الدين الحنيف، ومن أكثر مساوئ الإلحاد وأخطرها أنه يؤدي إلى الكفر بالجنة والنار ويوم القيامة والثواب والعقاب وكل المعتقدات والعبادات بل وينكرون أن سبب وجود البشر هو العبادة والتقرب من الله، ولكن يكفيهم عقاباً من الله أنه يطمس على قلوبهم وعقولهم؛ فالملحد يقيم إيمانه على عمى، والمسلم يقيم إيمانه على بصيرة، لذلك عاقبهم الله بطمسِ عقولهم وقلوبهم.

وهذا ما تأكد من خلال مشيئة الله في الأرض، وكما أقرها القرآن وهو يخاطب الرسول عليه الصلاة والسلام : (ولو شاء ربُّك لآمن مَنْ في الأرض كلهم جميعاً، أفأنت تكرهُ الناس حتى يكونوا مؤمنين).

ومما نلاحظه أن بعض الملحدين بعد أن تُداخلهم الشبهات والشكوك في وجود الخالق والعبادات وأصل البشرية وسبب وجودها؛ ينتج عنها الفكر الإلحادي الذي يتكون في عقولهم ويستقر في قلوبهم، وبعدها يعلنون إلحادهم ويشهرونه للناس وكأن ما يفعلونه شجاعة، وما هو إلا ظن يظنونه في أنفسهم فقط، ولكن الشجاعة هي البحث عن إجابات لكل الأسئلة عند أهل العلم والفكر السليم لدمغ الشكوك وإبطالها والوصول الى الحقيقة الكاملة بدون تشويه ولا تشكيك في كمالها، فلا يتوجب عليهم اتباع ما يشعرون به فيكونوا كمن اتبع هواه بغير هدى، لذلك أصبح نصح هذه الفئه والأخذ بيدها واجب على كل مسلم يغار على دينه ومجتمعه من أن تتكاثر فيه هذه الأفكار السوداوية والظلامية، ولكن هناك صفات وجب توفرها في الشخص الذي يحاورهم لكي يكون من السهل عليه الرد بالحجة والبرهان والقول الفصل، ومن ثم التأثير فيهم وعليهم، وعدم التأثر بهم وبأفكارهم؛ مثل امتلاك الثقافة والوعي المتعمق بالدين، واستخدام الدليل العقلي والنقلي والحجة المنطقية في الحوار، وإدراك حقيقة أن الإيمان يدخل القلب عن طريق العقل، والقدرة على التفنيد واستغلال كلامهم المتناقض كحجة عليهم.

وإن ما قام به شيخنا الجليل سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة من خلال ما طرحه في كتابه “مصرع الإلحاد” بعدما لاحظ من تغلغل الفكر الإلحادي إلى مجتمعنا العماني وتسرّبه إلى أطفالنا وشبابنا، ومحاولته أن يوجد له موطئ قدم في المجتمع العماني المسلم عن طريق فئة ضالّة مضلّة في مواقع التواصل الاجتماعي التي تبث سُمومها وأفكارها الخبيثة، الضعيفة والهشة في الوقت ذاته في عقول فلذات أكبادنا وإخواننا، إن ما قام به سماحته – حفظه الله – من التصدي لهم لكسر شوكتهم، وهدم أفكار الإلحاد وتدميرها فأصدر هذا الكتاب القيّم الذي زلزلهم، ليدحض خططهم، وينير عقول شبابنا، ويقوي إيمانهم بالحجج والبراهين العقلية والنقلية من القرآن الكريم والسنة الشريفة، وآراء العلماء المتبحّرين في مختلف العلوم كي يخرج الشباب الذين تأثروا بتلك الأفكار الهدّامة من ضالة الطريق ليعودوا إلى نور الهداية ودين الفطرة التي فطر الله الناس عليها، إلى الفكر السليم النقي، الخالي من الشوائب الملوثة، إلى دين الله القويم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى