الهاتف المحمول .. خطر يرافق علاقاتنا الإجتماعية !!..
الكاتب/ أ. عصام بن محمود الرئيسي
مدرب ومحاضر في البروتوكول ، والإتيكيت الوظيفي
الهاتف المحمول .. خطر يرافق علاقاتنا الإجتماعية !!..
عندما كنت أبحث عن عنوان لمقالتي القادمة، حدثني أحد الأخوة، وهو أكبر إخوته في العائلة، بأن الهاتف المحمول يسبّب له ولأخوته مشاكل شبه يومية مع والديه، فعندما يجتمعون كعائلة وفي مكان واحد، ينشغلون بكل جوارحهم هو وإخوته عن والديهم كلٌّ منهم في هاتفه، ويكمل أخينا حديثه قائلاً : ويحاول الوالدين بلفت أنظارنا، بهدف التحدث معنا من دون جدوى، ويقول : أن والدينا ينزعجان جداً منا، ويحاولان أن يبيّنوا لنا مساوئ وضعنا، حتى وصل بهم الأمر أن يقولا لنا من يرد أن يبقى مع هاتفه فليذهب إلى غرفته، ومن يرد أن يجلس مع أمه وأبيه فليترك هاتفه جانباً، نحن نريد أن نتحاور معكم لا أن ننظر إليكم كدمى منحنية روؤسها على الأرض لا يتحرّك منها سوى أصابعها.
وأضيف هنا ومن خلال ذلك الموقف السالف الذكر، فقد استحضرت خبراً صحفياً ذكر (بأن أحد المطاعم الإيطالية المشهورة، يقدم خصماً لزبائنه في حال سَلّموا هواتفهم الى أحد النادلين بوضعها داخل صندوق مخصص لذلك طوال فترة تناولهم الطعام، وذلك لتشجيعهم بقضاء وقت ممتع مع أصحابهم بدون جهاز الهاتف، وقد نجحت الفكرة بامتياز ونالت الإعجاب، وطبقت في أماكن عديدة)..
وهذا يقودنا ومن خلال هذا المقال المتواضع للتحدث عن أخلاقيات استخدام الهواتف المحمولة ، حيث أصبح استخدامها خاطئاً جداً عند البعض، وأضحت ظاهرة مزعجة ساهمت بشكل كبير في التأثير على استقرار العلاقات الاجتماعية بين البشر، وأفرزت مشاكل عدة لا طائل منها سوى القطيعة، حيث ترى في بعض المجالس ابتسامات فردية لو رأيتها قبل زمن الهاتف المحمول لاتهمت صاحبها بالجنون، ناهيك عن أن جو الأسرة في اجتماعاتها يُطْبِق عليه صمت رهيب عند انشغالهم بهذه الأجهزة وكأنهم غرباء عن بعض.
ولا ننكر بأن هاتفنا المحمول أصبح جزءًا من حياتنا، فالخصوصية في امتلاك كل شخص لهاتف خاص به لمختلف الفئات العمرية ساعدت على استخدامه بشكل كبير، وبدون شك فإن هنالك العديد من الإيجابيات للهاتف المحمول ويعتبر وسيلة سريعة للتواصل مع الآخرين، ومن محاسنه أيضا أنه أصبح وسيلة للاطلاع، واكتساب المعرفة، وتحديد المواعيد والتذكير بها، وكتابة المذكرات وتصويرها، وحفظها وغيرها من الجوانب الحياتية.
وبشكل عام، فإن استخدام الهاتف المحمول بدون أي قيود تنظمه، ينتج عنه الكثير من الفوضى الإجتماعية، ومن أهم القيود، والأخلاقيات، في إستخدام الهاتف المحمول أثناء تواجدك مع الناس الآخرين يمكن أن نختصرها في النقاط التالية :
* إغلاق المحمول أو وضعه على وضع الصامت (silent) أثناء حضورنا مختلف المناسبات العائلية والاجتماعية منها أو الرسمية.
* عدم الاطلاع على الهاتف وقراءة الرسائل الواردة إلينا أو الرد على الإتصالات أثناء التحدث مع الغير وخاصة الوالدين، ومن هم أكبر منّا سنّاً، والضيوف منهم والغرباء من الناس.
* التواصل بانتباه مع أي شخص يتعامل معك، فالانشغال بالهاتف عنه يقلل احترامك من قبل الآخرين والحاضرين معك ومع من تتعامل معهم.
* عدم استخدام المحمول إطلاقا أثناء تناول وجبة الطعام في حضرة والديك والضيوف وحتى الأصدقاء.
* عندما يتحدث إليك الآخرون لا تجب عليهم وأنت تنظر إلى هاتفك.
* لا تنشغل بالهاتف إذا كنت بصحبة أسرتك قدر المستطاع إلا للضرورة القصوى.
* إستخدم وسائل أخرى كإشعارات تنبيه لتعلم من اتصل بك أثناء غلقك لجهازك.
* عند تلقيك إتصالاً هاماً إستأذن من حولك للرد على الهاتف ولا تستغرق وقتاً طويلاً في الحديث معهم، وتحدث بصوت منخفض.
* عند استقبال مكالمة داخل تجمع ما، إسْعَ للابتعاد بطريقة هادئة عنه للرد على الهاتف.
* لا تضع نغمة رنين لجهازك مخالفة للقيم الدينية والإجتماعية حتى لا تسبب لهم إزعاجاً أو إحراجاً ، واحرص أن تكون النغمة مقبولة ومنخفضة الصوت.
وعلى الخير نلتقي، وبالمحبة نرتقي..